علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

اللعبة

علاقات المملكة العربية السعودية مع الولايات المتحدة ممتدة منذ نحو ثمانية عقود، تحديداً منذ لقاء الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - مع الرئيس الأميركي روزفلت بالبحيرات المرة في مصر، وكان ذلك بتاريخ 14 فبراير (شباط) 1945، وقد حضر اللقاء السفير البريطاني لدى مصر، وكانت علاقات السعودية مميزة مع بريطانيا، السفير البريطاني أبرق للخارجية البريطانية بعد اللقاء قائلاً «الصقر طار من القفص»، وذلك وفق ما أورده محمد كشك في كتابة «السعوديون والحل الإسلامي».
وكانت العلاقات السعودية الأميركية أثناء القطبية السوفياتية الأميركية تسير على ما يرام، وإذا كدر صفوها شيء ما وهو أمر يحدث في السياسة، كانت الأمور تعالج في دهاليز السياسة بعيداً عن الأضواء الإعلامية، خوفاً من أن يطير الصقر من القفص، ولقاء الملك فيصل - رحمة الله - بكسنجر وزير الخارجية الأميركي خير دليل على معالجة الاختلافات بعيداً عن الأضواء، رغم اختلاف وجهة نظر السعوديين الحادة عن نظرائهم الأميركيين تجاه قضية فلسطين.
وكانت الحملات الانتخابية الأميركية في ذلك الوقت تستخدم غير الحلفاء كبنود في حملاتها الانتخابية، ومع تفكك الاتحاد السوفياتي وتفرد الأميركيين بقيادة العالم بدأ الأميركيون يمارسون ضغوطاً علنية على حلفائهم في حملاتهم الانتخابية ومنهم السعودية، وذلك وفق ما قاله السفير السعودي الأسبق الأمير بندر بن سلطان، الذي ذكر في لقاء متلفز أن مرشحي الرئاسة الأميركية يستخدمون السعودية في حملاتهم الانتخابية، لكنهم بعد أن يصلوا لكرسي الرئاسة يعرفون أن السعودية شريك يوثق به، وذلك، وفق الأمير بندر، لأنهم يعرفون أن السعودية لاؤها «لا» ونعمها «نعم»، بمعنى أنها شريك يوثق بتعهداته.
السعودية شريك اقتصادي مهم للولايات المتحدة الأميركية، سواء في الطاقة أو صفقات السلاح أو غيرها، السعوديون يريدون من الأميركيين أن يحافظوا على هذه الشراكة، وعدم استخدامها في اللعبة الانتخابية، ومن ثم تكريسها عبر الإعلام، الأمر الذي يسيء للسعودية، وهو ما يرفضه السعوديون.
العلاقات الاقتصادية السعودية ممتدة عبر الزمن، لعل آخرها الصفقات الاقتصادية التي أعلن عنها أثناء زيارة الرئيس بايدن للسعودية، وهي بكل تأكيد في مصلحة البلدين.
مع تفرد الأميركيين بقيادة العالم، أو قيادة العالم الحر، كما يطلق عليه الأميركيون، بدأوا يستخدمون حلفاءهم في حملاتهم الانتخابية لحشد المصوتين، رغم الشراكة الاقتصادية والسياسية المهمة بينهم، ألا يخشى الأميركيون أن تطير صقور حلفائهم حول العالم من الأقفاص، إذا رأوا الاستخدام غير المنصف للحليف السعودي في الحملات الانتخابية. ودمتم.