TT

انسحاب «يفشل»!

قبل انتهاء مباراة المنتخب السعودي لكرة السلة أمام نظيره الإندونيسي بثوانٍ قرر إداري الفريق السعودي ومعه أفراد الفريق الانسحاب وعدم تكملة المباراة؛ احتجاجا على قرار اعترض عليه الأخضر. وبغض النظر عن صحة قرار الحكم من عدمه، أؤكد أن قرار فريقنا «يفشّل» بتشديد الشين، وهو قرار سمج ساذج لا موقع له من الإعراب حتى لو كان الحكم قد ظلم فريقنا طيلة المباراة، ولو كانت المباراة ضمن بطولات أو مسابقات الخليج لهان الأمر، ولو كانت حتى ضمن البطولات العربية، لكان الاعتراض أقل حدة؛ لأن دورة التضامن «ودية» جدا أقرب إلى المهرجان منها إلى دورة تنافسية مثيرة.
والحقيقة أنني أرى أن بطولات الخليج هي الأكثر أهمية بعد بطولات العالم وقارة آسيا، ثم تأتي بعد ذلك البطولات العربية، ثم بطولة التضامن الإسلامي، مع أنني من أنصار التعامل مع البطولات العربية والإسلامية على أنها لقاءات أخوية ودية تنشيطية إعدادية.
ولذلك أسأل: «إيه يعني عندما يفوز الفريق السعودي ليس على إندونيسيا؛ بل حتى بالمركز الأول؟».
يتمنى المرء بكل تأكيد أن يفوز منتخب بلاده ببطولة العالم، أو بطولة آسيا، أو حتى بطولة الخليج. أما أن نستأسد في دورة تنشيطية ودية غير معترف بها عالميا، فهذا يدعو إلى الضحك وشر البلية ما يُضحك.
إنني أطالب بمعاقبة المتسبب عن هذا القرار الخاطئ والتصرف الأحمق بغض النظر عن قرار الحكم، وأود أن يدرك صاحب القرار أن الفوز لم يكن مهما؛ لأن الدورة كلها مجرد تجمع أخوي تنشيطي تعارفي.
وأؤكد بالمناسبة أن كرة السلة تراجعت من الناحية الفنية كثيرا، والوضع لا يسر؛ لكن بقية الألعاب ليست أفضل حالا مع الأسف الشديد. لم نعد الأفضل لا عربيا ولا حتى خليجيا. من يصدق أن السعودية لم تعد في الصدارة خليجيا في معظم الألعاب إن لم يكن في كلها، وهذا التراجع الخطير بدأ من الأندية، ومن الطبيعي أن ينعكس ذلك التراجع على كل المنتخبات وعلى المستويات كافة.
ألم يحن الوقت للبحث عن حلول جذرية لرفع شأن اللعبة الرياضية السعودية؟ متى نتحرك؟ ومتى نغير واقع أنديتنا؟!