علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

احتفال السعوديين

احتفل السعوديون، أول من أمس (الجمعة)، بعرسهم الوطني وأقاموا عرساً وطنياً داخل المملكة، ومن كانوا خارج السعودية احتفلوا بملحقيات السعودية، وفي كل مدينة خارج الوطن وُجد فيها سعوديون، احتفل السعوديون بطريقتهم، ولوجودي في بريطانيا وتحديداً في مدينة ساوثهامبتون البريطانية فقد احتفلت مع السعوديين بالعرس الوطني السعودي في حديقة عامة في المدينة.
احتفال السعوديين بعرسهم الوطني كما أعتقد ليس متعة فقط في يوم إجازة تمنح لهم، ولكنه احتفال بمنجزات الوطن، وعلى رأس هذه المنجزات الأمن، فالسياسة المعتدلة التي تنتهجها السعودية خلقت وطناً آمناً في إقليم مضطرب، فها هي البلاد العربية بدءاً من العراق ومروراً بسوريا ولبنان وليبيا في حرب أهلية منذ أكثر من عقد للأسف، ومن لم يكن في حرب أهلية فهو في حرب باردة بين فرقائه تقترب مع كل أزمة من الحرب الأهلية كما في لبنان، ومن المؤسف حقاً أن لا يمر عقدان أو ثلاثة إلا ولبنان يدخل حرباً أهلية، فمنذ استقلال لبنان دخل في حربين أهليتين للأسف. وها هي إيران تشتعل بالمظاهرات بعد أن سارت الحكومة ضد رغبة بعض شرائح الشعب وفرضت عليهم ما لا يريدون، ويبدو أن هذه غلطة إيرانية متأصلة فحينما أراد الشاه الإيراني أن يجعل من إيران قطعة من أوروبا، ويمنع الحجاب وجد بعض من الشعب نفسه مضطراً لتأييد الملالي ظناً منه أن حكمهم سيكون أفضل من حكم الشاه الذي سار عكس إرادة التيار الإيراني في ذلك الوقت.
لماذا جعلت الأمن أهم مكتسب وطني؟ لأنه بلا أمن لا توجد حياة فلا حياة اجتماعية ولا حياة اقتصادية من دون الأمن، ورغم اضطراب الإقليم، فإن السعوديين يحتفلون بيومهم الوطني وفق رؤية محددة الخطط ومحددة الأهداف، وأهم أهدافها حياة كريمة للمواطن لمرحلة ما بعد النفط، فالشعب السعودي ينتظر مشروعات الرؤية انطلاقاً من «نيوم» وتعريجاً على «ذا لاين» ومروراً ببرنامج الطاقة المتجددة وغيرها من المشروعات مثل مدينة الملك سلمان اللوجستية وتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة، ولعل آخر المشروعات المطلقة لتطوير المدينة المنورة «رؤى المدينة»، ومشروعات السعوديين تطلق كل يوم ويصعب حصرها، لكنّ المواطنين متفائلون خيراً وينتظرون هذه المشروعات وانعكاسها عليهم عبر فتح فرص التوظيف وخلق اقتصادٍ لا يعتمد على النفط وحده، بل تتعدد مصادره حتى لا يحدث هبوط في الاقتصاد لاعتماده على سلعة واحدة في نهاية المطاف هي ناضبة فتتأثر حياتهم لأنه لا يوجد البديل. ودمتم.