مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

معذرة على هذه الكلمة

يشكو البعض من (السمنة المفرطة)، وهؤلاء نوعان: الأول هو المشفوح الذي يأكل (عباس على دباس)، ولا يهمه غير التلذذ بالطعم، دون أي (كونترول) يكبح جماحه، والثاني تلاحقه السمنة حتى لو صام حسب السنة المطهرة يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، وأتبعهما بالثلاثة أيام البيض من كل شهر، فالشحوم سوف تلاحقه وتتراكم على بطنه وظهره، حتى لو اكتفى بغذائه على (الماء والهواء) فقط لا غير.
ومن حسن الحظ أن طبيباً شاباً أميركياً اسمه روب واينهارت، ابتكر مشروباً متكاملاً من حيث جميع العناصر الغذائية الضرورية لجسم الإنسان، في محاولة منه للتغلب على مشكلتي السمنة والفقر، ما أثار لغطاً بين الأوساط الطبية المعنيّة بالمجال الغذائي، فور انتشار النبأ على صفحات المواقع الإلكترونيّة في أميركا.
وبفضل المشروب المبتكر تمكّن الشاب الذي يبلغ من العمر 24 عاماً، من تقليص مصاريفه الشهريّة على بند الطعام، لتُصبح 50 دولاراً بدلاً من 500 دولار، فضلاً عن أنّه يفقد من وزنه بضعة كيلوغرامات أسبوعيّاً، منذ ما يقرب من شهرين.
وعلى الصعيد الآخر، يتعرّض روب حاليّاً لهجوم شديد من قِبل أطباء التغذية في أميركا الذين يؤكّدون أنّ الجسم البشري يحتاج إلى تناول عناصره الضروريّة من الطبيعة، لإبقائه على قيد الحياة، مشيرين إلى أنّ مساحيق المكمّلات الغذائيّة لا تُغني عن المأكولات الطازجة تحديداً.
غير أن طبيباً أميركياً آخر لجأ إلى طريقة ثورية، وذلك بابتكار لاصقة أطلق عليها اسم (اللاصقة المعجزة)، والتي يتم تدبيسها في اللسان بواسطة 6 غُرز تجميلية، وهو ما يعوق مضغ الأطعمة بأريحية، ويضطر من يرغب في فقدان وزنه الزائد إلى اللجوء إلى نظام غذائي يعتمد على المشروبات فقط، وهي تمد الجسم البشري بالطاقة اللازمة.
وتؤكد النتائج أن (اللاصقة المعجزة) يمكنها أن تُفقد صاحبها ما يزيد على 13 كيلوغراماً شهرياً، غير أنها تسبب آثاراً جانبية تنتج عنها صعوبة الكلام وصعوبة النوم، ولذا يُنصح بارتدائها لمدة شهر واحد، ثم أخذ راحة لمدّة أسبوع، ثم المعاودة مرّه أخرى، وإن لم يفعل ذلك فقد تندمج اللاصقة بين تلك الخلايا وتصعب إزالتها.
يُذكر أنه خضعت حتى الآن نحو 60 سيدة فقط حول العالم إلى عملية (تدبيس اللسان)، وأصبحت الواحدة منهن رشيقة (كمارلين مونرو) في عزّها، ولكنها إذا تكلمت لا تفهم شيئاً من كلامها، وأول ما يخطر على بالك أن تذهب سريعاً للحمام و(تستفرغ)، ومعذرة على هذه الكلمة.