علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

ضجيج

لبنان من أصغر البلدان العربية ومع ذلك فهو أكثرها ضجيجاً، والضجيج يحدثه سياسيو لبنان، فيما معظم الشعب اللبناني محايد ويحب الحياة. سياسيو لبنان أجبروا شعب لبنان المحب للحياة على خوض حروب أهلية عدة؛ أهمها في القرن الماضي حرب 1958 ميلادية وحرب 1975 ميلادية، التي لم ينهها سوى اتفاق الطائف.
هذا البلد الصغير في الحجم هائل الضجيج، يتصدر وسائل الإعلام عند تشكيل الحكومة وعند تعطيلها وعند نقاشات البرلمان، والبلد يعتقد أنه ديمقراطي وهو بلد طائفي بامتياز.
وهو بلد يتصدر وسائل الإعلام عبر أزماته وعبر سلاح ميليشيا حزب الله التي باتت تفرض هيمنتها على لبنان وقراره وأصبحت هذه الميليشيا تعين مَن تريد في الوزارة وتعزل مَن تريد والكل يتملقها ليحظى بمنصب وزاري، ومن المتملقين للحزب جورج قرداحي الذي أساء للخليج عبر تصريحاته وليته وقف عند هذا ولكنه كال بمكيالين ليتملق الحزب وليصف قتل الشعب السوري وتهجيره بأنه «دفاع عن النفس»!!!! بدلاً من أن يقول إنها حرب إبادة طائفية هدفها حفظ كراسي الحكم.
كل ذلك لا يهم، الذي يهم أن جورج قرداحي لم يراعِ مصالح اللبنانيين! فقط راعى مصلحته في الحصول على المنصب تاركاً مصالح اللبنانيين في مهب الريح، فما ذنب المصدِّر اللبناني حينما تغلق الحدود الخليجية في وجهه؟ سوى تصريح غير مسؤول من جورج. كيف سيكون حال التاجر اللبناني والمزارع اللبناني وصاحب المصنع اللبناني؟ من المؤكد أنهم سينقمون على تصريح جورج لأنهم متضررون.
هذا ولم نتحدث عن الأضرار التي لحقت بالسياحة اللبنانية جراء التخبط السياسي وسيطرة سلاح الحزب الذي يرغم الأفواه على الصمت.
وأعرف أن الحكومات الخليجية هادئة التصرف وهادئة ردة الفعل ولن تتخذ إجراء ضد أي لبناني يقيم على أرضها، لكن القطاع الخاص سيتخلص من موظفيه اللبنانيين خشية تطور الوضع السياسي. جورج لم يراعِ مصالح اللبنانيين الاقتصادية، لا سيما العاملين في الخليج أو المتعاملين معه تجارياً، واقتصادياً فخسائر لبنان جراء منع الاستيراد منه تقدر بملايين الدولارات طيّرها جورج لإرضاء حزب إيران الذي كبّد لبنان خسائر اقتصادية جمة، أهمها حادثة تفجير مرفأ بيروت وخسائره العالية التي طالت كل اللبنانيين ومن ثم تعطيل التحقيق، ولو أن جورج صرّح عن مشكلة المرفأ ومَن سببها لكان أفضل له، ولكنه لا يجرؤ، نتيجة الخوف من سلاح حزب إيران.
الخسائر الاقتصادية التي سببها تصريحه ستكون برقبة مَن؟ برقبة جورج؟ أم رقبة حزب إيران؟ أم بهما معاً؟ ودمتم.