علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

نريد أكثر

انتهت زيارة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد سلطان عُمان للمملكة العربية السعودية بنهاية الاثنين الماضي، وكانت هذه المحطة الأولى للسلطان خارج عُمان، في المقابل هذه أول شخصية خارجية يلتقيها العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود منذ انتشار وباء كورونا، ويدلل ذلك على معرفة البلدين لأهمية التعاون بينهما.
نتائج الزيارة لم تكن مفاجئة بل جاءت متوقعة تركز على الاقتصاد وإيجاد حل لأزمة اليمن، وبرز للعيان مجلس تنسيقي مشترك وفي رأيي هذا هو المهم لأنه سيدرس المشاريع التي يمكن أن يشترك فيها البلدان عبر اللجان الفنية ويقترح قيامها بحيث تنطلق إشارة الانطلاق من القادة السياسيين بعد ثبوت جدوى هذه المشاريع، كما سيدرس المجلس فرص الاستثمار في كل بلد وما يمكن للبلد الآخر أن يقدم في هذه المشاريع الاستثمارية وهل ستكون أحادية؟ أم مشتركة؟.
وأوضحت النتائج توجيه الجهات المختصة بافتتاح الخط البري الجديد بين البلدين الذي أرجو أن يفتتح قبل نهاية العام الميلادي الحالي فكفى هذا الطريق تعطيلاً!!!
وأفرزت النتائج عن تطوير لمنطقة أم الدقم وتعاون في مجال الطاقة.
وفي رأيي أن التعاون بين السعودية وعُمان لم يعد ضرورياً فقط بل أصبح واجباً تفرضه عدة أسباب، أولها: أن السعودية وعُمان جارتان تشتركان في الحدود، ثانياً، أنهما الأكبر في تعداد السكان بين دول مجلس التعاون الخليجي، السعودية الأولى في تعداد السكان إذ يبلغ عدد السكان نحو 22 مليون نسمة، فيما يبلغ عدد سكان عمان نحو 6 ملايين نسمة وهذا العدد من السكان الذي يبلغ 28 مليون نسمة سيوفر القوى العاملة للمشاريع في البلدين وستوفر المشاريع فرص عمل للسعوديين والعمانيين سكان البلدين في أشد الحاجة لهذه الفرص، كما أن فرص التوظيف توفر استقراراً اجتماعياً وسياسياً لمجتمعات البلدين.
وإذا كانت السياسة العُمانية قد اشتهرت بالهدوء والحياد أحياناً، فالعمانيون قبل غيرهم يعرفون أن الاستعجال في الاستفادة من الفرص الاستثمارية أمر مطلوب حتى لا تسبقهم دولة أخرى على مثل هذه المشاريع فتصبح المنافسة صعبة. والعمانيون يعلمون أن لا شيء دائم في السياسة، وما كان يصلح لحقبة زمنية ماضية قد لا يصلح لهذه الحقبة.
ونحن الخليجيون نتطلع لتكامل اقتصادي مع عُمان بوتيرة متسارعة فقد مللنا الإيقاع البطيء، كما أن الزمن والظرف لا يعذرانا إذا تأخرنا، فثروتنا النفطية ناضبة شئنا أم أبينا لذلك وجب علينا البحث عن بدائل وبوتيرة متسارعة ترى الشعوب آثارها على الأرض. ونحن الخليجيون ننزعج إذا عرفنا أن التبادل التجاري بين السعودية وعُمان يبلغ فقط 10 مليارات، فهذا الرقم أقل من الطموح ونحن نعتقد أنه يمكن زيادته لمصلحة البلدين لا على حساب أحدهما دون الآخر. ودمتم.