مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

يا ليت كل الممثلين مثله

المفارقات والأحداث الغريبة العجيبة التي تحدث لبعض الناس لها أول وليس لها آخر، ومن الصعب تعدادها وحصرها، ولكن لا بأس من تناول بعض منها.
فهناك سيدة صينية في مقاطعة جيانجو اشتركت في مسابقة لأسرع أكل أكبر كميّة من الطعام، ومن شدة حماستها المفرطة، ابتلعت الملعقة البلاستيكية مع اللقمة، وأصيبت بما يشبه الإغماء، ونقلوها سريعاً إلى المستشفى، وأجروا لها عملية استغرقت 3 ساعات حتى استخرجوا الملعقة التي يبلغ طولها 15 سنتمتراً، وبدلاً من أن تحمد ربها على نجاح العملية، قالت إنني حزينة لأنني لم أفز في المسابقة.
وهذه أهون من امرأة صينية أخرى، تشاجرت مع زوجها الأحمق، وإذا به يطبق على أنفها بأسنانه الحادة، وينتزعه ثم (يبتلعه) بكل ما فيه من بلاوي، وبعدها خرج وتركها تتخبط بدمائها، المهم أنها اتصلت بمن تعرف ونقلت إلى المستشفى فسألوها عن الجزء المقطوع من أنفها ليعيدوه في مكانه، فذكرت لهم أنه في بطن زوجها، ولكي لا يبقى وجهها مشوهاً وضعوا لها بدلاً منه أنفاً من (البلاستيك)، لا تستطيع أن تفرقه عن الأنف الطبيعي إلاّ إذا (عضضته) أو ابتلعته.
عموماً نصيحتي لكل امرأة أن تتأنى بأكلها وتنتبه لملعقتها ولا تكن (مشفوحة)، وأهم من ذلك أن تنتبه لأنفها العزيز إذا اقترب زوجها منه متغزّلاً به وهو (يتلمّظ).
ولو أننا تركنا أهل الصين، وأتينا بأشقائنا أهل الأردن، لشاهدنا العجب العجاب، من (الدراما) الواقعية، وإليكم ما فعله أو تنبأ به الإعلامي خفيف الدم (نايف المعاني)، عندما أرسل مقطعاً له على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ينعى نفسه على الهواء قائلاً وهو يمزح ويبتسم...
ألقاكم غداً إن كان (في العمر بقية)، أما إذا انتقلت إلى رحمة الله فتذكروا من كان يضع هذا المايكروفون أمامكم، ويدعو للوطن بخير. وفي اليوم التالي أصبحت (المزحة رزحة) – يعني مات - ولم يبقَ سوى المايكروفون يذرف الدموع عليه.
وأكثر مأساوية منه ما حصل في مشهد درامي آخر صادم؛ حيث توفي الممثل الأردني (محمود السوالفة) خلال تجسيد أحد مشاهد مسلسل (إخوة الدم)، بينما كان يجسد مشهد وفاة؛ حيث يقوم بدور والد الفنان منذر ريحانة، والغريب أنه وصّاه أن يحسن دفنه.
ويقال إنه من شدة اندماجه بتأدية دور المتوفى، فاضت روحه بين يدي منذر، واعتبر النقاد أنه أفضل ممثل أدى دوره بإتقان يحسد عليه.
وزاد عليهم المخرج عندما قال؛ يا ليت كل الممثلين مثله.