مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

«حماس» هي الابن الروحي للخميني

طرح مسؤولون أميركيون يعملون على وضع خطة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، فكرة إقامة كونفدرالية مع الأردن على الرئيس محمود عباس، خلال محادثات أجراها مع كوشنر مستشار الرئيس الأميركي السابق ترمب ومبعوث الرئيس غرينبلات، حسب ما ذكرت عوفران لوكالة (الصحافة الفرنسية). ونقلت عوفران عن عباس قوله إنه أبلغ المسؤولين الأميركيين أنه سيكون مهتماً فقط إذا كانت إسرائيل أيضاً جزءاً من هذا الاتحاد الكونفدرالي.
يعني: (موافق ولا ما هو موافق)؟! – هذا هو السؤال الذي حيرني ولم أجد إجابة عنه. ومن وجهة نظري البحتة: ليه لا، خصوصاً أن الضفة الشرقية في الأردن والضفة الغربية في فلسطين، كانتا في اتحاد كامل منذ حكم الملك عبد الله، حتى حكم الملك حسين، تحت مسمى (المملكة الأردنية الهاشمية)، ولم يبدأ الانفصال إلا بعد إلحاح الشقيري وعرفات بعد هزيمة عام 1967 على الانفصال، ولو ترك الأمر إلى أن يسترد الملك حسين ما فقده حسب قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن مثلما فعلت مصر، وبعدها يحق للفلسطينيين أن يستمروا بالوحدة أو ينفصلوا، غير أن الزعيمين بملابسهما (الكاكي) رفضا ذلك جملة وتفصيلاً، ولو أنهما قبلا لعادت الضفة الغربية بكاملها من دون أن تكون فيها مستعمرة واحدة، ولكن مثلما يقول مثلنا الشعبي: (المرجلة تيجي وتروح).
والآن انظروا للانتخابات المزمع إجراؤها في (بقايا) الضفة الغربية وغزة، والمماحكات بين فتح و«حماس»، وماذا سوف تكون نتائجها؟! هل تكون: (صافي يا لبن حليب يا قشطة)؟! أم (ما صنع الحداد) مثلما حدث بعد انتخابات عام 2006، التي نتج عنها المعارك المحتدمة بين فتح و«حماس»، وتدخل وقتها الملك الراحل عبد الله للصلح بينهما، ووافق الطرفان على ذلك وتعانقا وهما يطلان على الكعبة المشرفة، وذهبا وابتسامة كل واحد منهما أكبر من ابتسامة الآخر، وما هي إلا أسابيع قليلة حتى لحسا صلحهما واتفاقهما وابتساماتهما، ودارت بينهما معارك أشرس من الأولى، أبلت فيها «حماس» بلاءً شجاعاً لم يسبقها فيها (لا إنس ولا جان)، وذلك عندما أخذ أفرادها ينفذون حكم الإعدام بأنصار فتح في غزة، برميهم من أسطح العمائر – والمضحك المؤلم - أن قادة «حماس» أطلقوا على تلك المعركة اسماً رومانسياً وهو: (الحسم العسكري).
وطوال 14 سنة من المعركة الحاسمة حتى الآن، اتجهت (القبلة) نحو طهران، لتصبح «حماس» ثاني أكبر فصيل يتلقى دعماً من إيران بعد «حزب الله».
ولا أنسى ما قاله زعيم الحركة في ذلك الوقت (خالد مشعل) من أن «حماس» هي (الابن الروحي للإمام الخميني).