جستن فوكس
TT

موجة «كوفيد ـ 19» ستنحسر في يناير المقبل

ثمة احتمال كبير أنه بحلول موعد تولي الرئيس المنتخب جو بايدن مهام منصبه في 20 يناير (كانون الثاني)، ستكون جائحة فيروس «كوفيد - 19» في انحسار. ومع ذلك فإنه في تلك الأثناء، يبقى باستطاعة الفيروس التسبب في خراب كبير.
ولا يعتبر اللقاح الذي أعلنت شركتا «فايزر إنك» و«بايونتيك إس إي» أنباء إيجابية للغاية عنه، السبب الرئيسي وراء العبارة السابقة. في الواقع، من غير المحتمل أن يجري إطلاق هذا اللقاح أو أي من اللقاحات الأخرى الجاري العمل عليها، بسرعة كافية لإحداث تأثير ملموس خلال الأسبوع الثالث من يناير.
في الواقع، السبب الرئيسي وراء الاعتقاد بأن الموجة الأخيرة من فيروس «كورونا» ستكون في حالة انحسار بحلول أواخر يناير أن هذا ما يحدث عادة في الأوبئة المرتبطة بالجهاز التنفسي. وفيما يلي نظرة سريعة على ما جرت عليه الأوضاع خلال مواسم الإنفلونزا الأخيرة داخل الولايات المتحدة.
بلغ وباء إنفلونزا إتس 1 إن 1 ذروته عام 2009 في وقت مبكر عن ذلك، تحديداً أواخر أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني). وينطبق الأمر ذاته على وباء الإنفلونزا الذي ضرب عام 1918. إلا أن فيروس «كوفيد - 19» ليس إنفلونزا - مثلاً، يتسم بقدرة أكبر بكثير على العدوى - وليست هناك ضمانات أنه سيتبع مساراً مشابهاً في الشتاء.
ومع ذلك، ينبغي أن تصل هذه الموجة الثالثة لذروتها في وقت ما، وبالنظر إلى تجربتنا مع المرض وموجاته التي ظهرت حتى الآن يبدو أن هذا المحتمل حدوثه خلال الشهرين القادمين. وعليه، فإن مهمة قوة العمل المعنية بفيروس «كورونا» ربما لا تكون محاربة الموجة الثالثة للفيروس بقدر ما هي التخلص من آثاره وإدارة عملية توزيع اللقاح على نحو يضمن عدم وقوع موجة رابعة. بمعنى آخر، يبدو أن بايدن موفق للغاية فيما يخص توقيت توليه مهام الرئاسة. في المقابل، فإن إدارة الرئيس دونالد ترمب، التي أخفقت في إدارة الكثير من جوانب معركة الوباء، لكن من الواضح أنها كانت فاعلة في التشجيع على تطوير لقاح، تعاين انتهاء فترة الحظ الجيد.
إلا أنه في الوقت الراهن، تعمل الولايات المتحدة على التكيف مع أكبر موجة من الإصابات بفيروس «كورونا» حتى الآن. ورغم أن جميع الدلائل تشير إلى أن الفيروس أصبح أقل فتكاً عما كان عليه الربيع الماضي، فإنه أصبح اليوم أكثر انتشاراً بكثير.
والواضح أن الأميركيين أصابهم السأم من قواعد التباعد الاجتماعي، ويكفي للتأكد من ذلك معاينة الاحتفالات التي ملأت أرجاء الشوارع، في أعقاب إعلان المحطات التلفزيونية ووكالة «أسوشييتد برس» فوز بايدن بالرئاسة، أو اندفاع الجماهير إلى داخل الملعب ابتهاجاً بفوز نوتردام على كليمسون.
ومع ذلك، فإن الجوائز المترتبة على التزام قواعد التباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة الواقية والسبل غير الدوائية الأخرى الرامية للحيلولة دون تفشي وباء فيروس «كوفيد - 19» ارتفعت على نحو هائل مع ورود أنباء اللقاح الأخير. كل ما عليك تجنب الإصابة بالفيروس لبضعة شهور أخرى، وبعد ذلك ربما لا تصاب به أبداً.
من ناحيته، تمثل رد فعل بايدن على الأنباء الخاصة باللقاح الجديد في قوله: «سيتعيَّن على الأميركيين الاعتماد على أقنعة الحماية والتزام التباعد الاجتماعي وتتبع الاتصال وغسل الأيدي والسبل الأخرى اللازمة لإبقائهم آمنين حتى بضعة شهور من العام المقبل». ويبدو هذا تقديراً صحيحاً، لكن بايدن لن يتولى مهام الرئاسة فعلياً حتى 20 يناير، ويبدو من غير المحتمل أن يقضي الرئيس الحالي الشهرين المتبقيين له في الرئاسة في قيادة حملة لارتداء أقنعة الحماية. لذا، فإنه مثلما كان الحال أغلب العام الماضي، تقع المسؤولية على الباقين منا للعمل من أجل الحيلولة دون حدوث مزيد من التفاقم في وضع الجائحة قبل أن تبدأ في التحسن.
*بالاتفاق مع «بلومبرغ»