مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

أموالهم كلها «حلال في حلال»

أهنئكم بشهر رمضان المبارك، الذي تصفّد فيه الشياطين كما جاء في الحديث الشريف – أي يحجر عليها - وهذا هو أول شهر رمضان في التاريخ، الذي حجر فيه أيضاً على الناس في منازلهم، واللهم اصرف عنا هذه الجائحة.
***
إليكم هذه المباراة المفترضة: منظمة الصحة العالمية طلبت من كوريا الشمالية السماح بدخول لجنة تقصي حقيقة عدم وجود إصابات بفيروس «كورونا»، وردت كوريا بالموافقة على أن تكاليف إعاشتهم وإقامتهم في اليوم للفرد الواحد 3180 يورو يتم دفعها مقدماً، وتكلفة الكشف والتحاليل للفرد 1210 يوروات يتم دفعها مقدماً، والذي يثبت من اللجنة أنه مريض سيتم إعدامه فوراً، مع ملاحظة أن أجهزتنا المخابراتية ستقوم بإخضاع جميع أعضاء اللجنة لجهاز كشف الكذب وتكلفة الخضوع لهذا الجهاز 2070 يورو للفرد الواحد يتم دفعها مقدماً، وليكن في معلومكم من يثبت انتماؤه لأي أجهزة مخابراتية منكم سيتم إعدامه فوراً، وأهلاً وسهلاً بكم في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.
ردت منظمة الصحة العالمية سريعاً: نشكر تعاونكم... لقد تأكدنا من خلو بلادكم من فيروس «كورونا».
صحيح إن الهريبة هي نصف المراجل، ومن خاف سلم.
***
من أصدق ما قرأت هذا الخبر: «سألوا السياسيين اللبنانيين – آسف بعض السياسيين -: لماذا ما بيتبرعوا للفقراء؟! ردوا قائلين: ما بدنا نطعمهم مال حرام».
والسؤال نفسه موجه أيضاً «للملياردّرية» من إخواننا الفلسطينيين في المهجر، والذين أخذوا جنسيات البلاد التي استوطنوها: لماذا لم نجد منكم أي مساعدة أو تبرع للمساكين من المواطنين الفلسطينيين في الضفة أو غزة؟! خصوصاً أن أموالكم كلها «حلال في حلال» – والله أعلم؟
***
مجموعة من شباب عنيزة في السعودية من هواة الفنون الشعبية، تقدموا لجمعية الثقافة والفنون بطلب تسجيلهم تحت مسمى «فرقة عنيزة للطيران» أي للطبول، فحولت الجمعية طلب الترخيص إلى هيئة الطيران المدني كجهة اختصاص.
فجاء رد الهيئة: يستدعى أصحاب الطلب ويبلغون أن هذا النشاط غير مسموح به، ويؤخذ عليهم تعهد بعدم الطيران مستقبلاً إلا من خلال نادي هواة الطيران بالرياض!
وبالمناسبة، كان هناك لغز يقولونه لنا ونحن صغار لاختبار نباهتنا وهو: قطعة من الحداد وقطعة من الجزار وقطعة من النجار، طار طار افهم يا حمار، فما هو؟!
***
لقد جانب الصواب الفيلسوف الصيني كونفوشيوس عندما قال:
لم أر بعد شخصاً يحب الفضيلة بقدر ما يحب جمال الجسد – انتهى.
لو أنه قابلني لخجل من أن يقول ذلك – فكله عندي إلا الفضيلة.