مرّت على الشاعر الكبير إبراهيم العريض ذكرى الراحلة زوجته، فلم يتمالك غير أن يتناول القلم وينضد هذه الأبيات، والعواطف تحوم في صدره، في مثل هذه المناسبة العاطفية:
أحب لحبك دنيا الحسان
لأن لحسنك فيها انعكاسا
حضورك يضفي
على الحفل طيباً
فإن غبتِ
ظلّ الحضور اقتباسا
أثغرك في تلك يبدي افتراراً
وطرفك يرنو بهذي اختلاسا
فسبحان من ماز حسنك ورداً
وحول حبك في القلب آسا
ولما رأى ذلك الراحل غازي القصيبي، في سويعات شاعريته أضاف إليها هذه الأبيات التي بعث بها إليّ:
رشفت حبك كاساً فكاسا
على حالتيه رجاء ويأسا
فهل كان حبك إلا الحياة
تعانقني صحوة ونعاسا
وأصحبها في الظلام ضياء
وتصحبني في الصقيع لباسا
وأحبسها في فمي أن تذاع
وأكتمها في دمي أن تقاسا
وأصبحت هذه القافية السينية مرجعاً موسيقياً لباقي الشعراء، فأضاف إليها الشاعر عبد الله الشيخ جعفر قائلاً:
تغيبين؟ كيف تغيب النجوم
أضمك في الليل عطراً وماسا
تطوفين عبر الصباح ربيعاً
بدربي تضوع دفئاً وآسا
وما زلتُ في البيت، بيت القصيد
وما انفك عرسك يرجي غراسا
ولي من معانيك معنى الحنان
بألحاظهن يطيل التماسا
وكان مسك الختام، كما قال أبو سهيل، هذه الأبيات الأربعة التي جاد بها الشاعر البحريني، تقي البحارنة:
أبا الشعر طال انتظار القوافي
فهلا أجبت لهن التماسا
وأطلقت من سجنه طائراً
تثنى له الغصن شوقاً فماسا
«عرائس» غابت زغاريدها
وطالت مع المعجبين احتباسا
أرى الحزن يذرف من مقلتيك
مع الماء دراً وفي الترب ماسا