هاني عبد السلام
مسؤول قسم الرياضة
TT

غاريث بيل وضغوط الصفقة القياسية

هل سينجح الويلزي غاريث بيل في ريال مدريد؟ وهل ستمثل الصفقة التي وصلت إلى 100 مليون يورو (رقم قياسي) ضغطا على اللاعب في مشواره الجديد؟ أسئلة تطرح نفسها لا سيما بعد فشل عدد كبير من اللاعبين البريطانيين في إثبات أنفسهم خارج الدوري الإنجليزي وبخاصة الذين احترفوا في الريال.
لقد وصل ستيف ماكمانمان إلى ريال مدريد قادما من ليفربول عام 1999، وهو أبرز هداف للفريق الإنجليزي، لكنه على مدى أربع سنوات في الفريق الملكي لم يستطع هز الشباك سوى 8 مرات فقط بمعدل هدفين في العام، ليغادر عائدا إلى مانشستر سيتي وهو يجر ذيول الخيبة. وما حدث مع ماكمانمان تكرر مع زميله لاعب ليفربول السابق مايكل أوين، الذي انضم للريال صيف 2004 بعد أن نال جائزة أفضل لاعب في أوروبا عام 2001، لكنه فشل فشلا ذريعا ولم يكمل فترة تعاقده الممتدة لثلاثة مواسم ورحل بعد عام واحد عائدا إلى نيوكاسل الإنجليزي. وحده ديفيد بيكهام الذي انضم لريال مدريد ونجح في إثبات ذاته، مستفيدا من خبرته الكبيرة التي تحصل عليها في مانشستر يونايتد، حيث سبق له الحصول على الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا والمشاركة في كأس العالم، وربما كان للنجاح التسويقي لبيكهام في سوق الدعاية والإعلان دور أيضا في احتفاظ الريال به دون أن يلقى مصير زملائه البريطانيين.
سيكون على بيل إثبات جدارته في تشكيلة ريال مدريد المدججة بالنجوم والتأكيد على أنه يستحق أن يكون صاحب الرقم القياسي الجديد في سوق الانتقالات العالمية، وهو الأمر الذي ربما يجعله دائما تحت مجهر المقارنة مع زميله رونالدو أمام جمهور معروف عنه عدم الصبر على النجوم ومطالبتهم دائما بالتألق والألقاب.
قد يكون بيل محقا في أنه ليس السبب في ارتفاع سعره، والمسألة تعود لطرق التفاوض بين الناديين (توتنهام والريال)، لكن نجاح
رونالدو الذي سجل 202 هدف للفريق في 202 مباراة سيكون دائما مفتاحا للمقارنة بين النجمين الأعلى سعرا في العالم، والمسألة الأهم هي كيف سيكون حال اللاعبين معا داخل الفريق، وهل سيكون هناك تفاهم بينهما أم لا!
لقد نجح بيل في الاختبار الأول عندما سأله الإعلاميون عند تقديمه عن رونالدو، وأجاب الويلزي بأنه يعتبر النجم البرتغالي هو أفضل لاعب في العالم، وأنه يتطلع للتعلم منه.
مما لا شك فيه أن بيل يملك من المهارات ما يؤهله للنجاح في أي مكان، فهو يملك قدما يسرى قادرة على التصويب والمراوغة بشكل رائع، علاوة على سرعته الفائقة وقدرته على اختراق الخطوط الدفاعية لأي فريق، ولكن هذا ليس كل شيء في عالم كرة القدم، فهو يحتاج للتغلب على الصعاب التي واجهت زملاءه البريطانيين السابقين، والتي تمثل أغلبها في عدم التأقلم مع أجواء المعيشة في إسبانيا. ومع ذلك، أمام بيل الفرصة ليكون أحد البريطانيين القلائل الذين بمقدرتهم صناعة تاريخ كروي خارج حدود بلاده، وإذا ما نجح في قيادة الفريق للقب الدوري المحلي ودوري الأبطال فلن يقف أمامه شيء ليتوج أفضل لاعب في العالم، بعد أن توجه الإنجليز بلقبي أفضل لاعب بالدوري المحلي لعامين متتاليين.
على بيل وحده الذي رفض كل العروض من أندية إنجلترا الكبرى من أجل الانضمام لريال مدريد، الإجابة عن كل التساؤلات التي طرحت حول إمكانية إثبات جدارته ونجاحه في النادي الملكي، وقبل كل ذلك مواجهة ضغوط الإعلام المدريدي المتعصب الذي سيحول الأنظار إليه بعد أن حرم رونالدو من لقب أغلى لاعب في العالم.