مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

رسالات الماجستير والدكتوراه

بعض مواضيع رسائل الماجستير والدكتوراه تدعو للعجب، وسوف أورد لكم على سبيل المثال بعضاً منها، ليتفتق ذهن من هو مزمع منكم لتحضير دراسته، وإليكم بعض النماذج:
في إحدى جامعات مصر الشقيقة، تقدم طالب لنيل شهادة الدكتوراه بتاريخ الفول، حتى وصل إلى أزهى مراحله بما يسمّى (الفول المدمس).
أما في جامعة الإمام في الرياض، فلم يجد أحد الطلاب أفضل من أن تكون رسالة الماجستير بموضوع لم يتطرق له أحد من قبل - ألا وهو: الأصوات التي قد تخرج من الإنسان غير (الكلام)، وهي:
الأنين، البكاء، التأوه، التثاؤب، التصفير، تقليد الأصوات، التنفس، التجشؤ، الكحة، السعال، الصراخ، الضحك، الزغردة، العطاس، التشخير، النفث، النفخ، التصفيق، طنين الأذن، فرقعة الأصابع، قرقرة البطن، وغيرها.
المصيبة أنه أخذ عليها درجة الامتياز مع مرتبة الشرف - وبيني وبينكم يستاهل.
وبعيداً عن البلاد العربية، فقد اختارت طالبة ألمانية موضوعاً غير مألوف لرسالة الماجستير يتناول العبارات المكتوبة على جدران المراحيض العامة في المدارس والجامعات والمؤسسات، وقدمت الطالبة كاثرين فيشر دراستها المتعلقة بهذه العبارات المتناثرة، وبعضها تعبر عن حالات حب.
وكشفت الرسالة أن الكثير من العبارات تنم عن مواهب شعرية أو أدبية أو تعبير عن حالة نفسية معينة أو رغبة قد لا يسمح الكثيرون بالإفصاح عنها لأقرب الأقربين، مما يدفعهم للتعبير عنها بهذه الطريقة.
وقد أصبح موضوع رسالتها هذه بحد ذاته مادة دسمة لبعض من يمارس كتابة العبارات على جدران المراحيض العامة، إذ كتب أحدهم ممن علم بالبحث الذي تقوم به فيشر جملة في مرحاض الجامعة، جاء فيها: أنا أيضاً أريد أن أكتب رسالة الدكتوراه عن معاناتي الشخصية عندما أدخل الحمام.
وبالمناسبة كشفت دراسة أخرى أن 75 في المائة من البريطانيين اعترفوا بأنهم استخدموا هواتفهم المحمولة لإجراء مكالمات ومكاتبات وإرسال رسائل إلكترونية وتصفح الإنترنت في دورة المياه.
ودون أن أخرج من الموضوع اسمحوا لي أن أروي لكم هذه الحادثة التي كنت شاهداً عليها، وذلك قبل انتشار الجوال ووسائل التواصل الاجتماعي:
كنا مجموعة من الأصدقاء نتسامر في ليلة ليلاء، ولاحظنا أن أحدنا كلما أراد أن يدخل الحمام، أعزكم الله، يتناول مجلة من الطاولة ويدخلها معه، وإذا بصديق هزته قريحة الشعر، فقال به على السليقة عدة أبيات، هذا مطلعها:
لا بغا الحمام يأخذ له مجلّة
ينبسط ليمن على الكرسي تعلّى
وأعتذر عن بقية الأبيات، لأنها غير قابلة للنشر.