ماركوس آشوورث
كاتب من خدمة «بلومبيرغ»
TT

أسواق المال وفوز المحافظين

ارتفع الجنيه الإسترليني إلى مستويات قياسية جديدة العام الجاري على خلفية انتصار حزب المحافظين برئاسة بوريس جونسون في الانتخابات الأخيرة.
ومع إطلاق فرملة اليد البرلمانية على صفقة جونسون لـ«بريكست» والتفوق الكاسح على حزب العمال الذي يقوده جيريمي كوربين والذي فرض ضرائب مرتفعة على رجال الأعمال، علينا أن نتوقع مكاسب قوية مستمرة. ومع ذلك، وكما أوضحت في وقت سابق، فقد جرى بالفعل تقييم كل ذلك في ضوء التقدم الذي حققه حزب المحافظين في استطلاعات الرأي، لكن لا تتوقع عودة فورية إلى المستويات المرتفعة التي رأيناها قبل استفتاء عام 2016، ويعاني الاقتصاد البريطاني في الوقت الحالي، بصرف النظر عن المسؤول، فإن النمو في الفصول القليلة المقبلة سيكون متواضعاً للغاية.
أكبر المستفيدين المباشرين هم المستثمرون في الأسهم في المملكة المتحدة، التي تملك الكثير من الفرص للحاق بالركب بعد أن تأخرت كثيراً عن المؤشرات الأوروبية والأميركية العام الجاري. كانت البنوك البريطانية والعاملون في قطاع تشييد المنازل أكثر المكروهين جراء الوضع الحالي، وهو ما يفسر انتعاشتهم الجمعة. ومع تهديد برنامج تأميم كوربين، أصبحت المرافق فجأة أماكن أكثر سعادة أيضاً.
كما هو الحال مع الجنيه، ورغم كل ذلك، من المهم عدم الانزعاج بشأن مؤشر «فاينانشيال تايمز 100» ومؤشر «فاينانشيال تايمز 250». إن الاقتصاد يمثل مشكلة ولا يزال على جونسون إبرام صفقة تجارية صعبة للغاية مع الاتحاد الأوروبي، أكبر شريك تجاري لبريطانيا. كان قرار الرئيس دونالد ترمب للمرحلة الأولى من الصفقة التجارية بين الولايات المتحدة والصين عاملاً كبيراً أيضاً في ارتفاع الأسهم صباح يوم الجمعة.
تعاني السندات الحكومية في المملكة المتحدة المعروفة باسم «جيلتس» من التحول السريع إلى الأسهم بعيداً عن الملاذات الآمنة. ومع ذلك، فإن ارتفاعها الجمعة يتماشى إلى حد كبير مع السندات الألمانية، مما يدل مرة أخرى على أن الكثير في هذا الجانب يتعلق بالاختراق التجاري الأميركي. نتوقع أن ترتفع عائدات الذهب العام المقبل، حيث من المؤكد أن المزيد من الإمدادات سيجلبها جونسون لتمويل إنفاق مالي ضخم؛ حتى لو كانت خططه باهتة مقارنة ببيان حزب العمال المنفصل قليلاً عن حزب العمال.
مع اعتماد حزب المحافظين الآن على دعم الناخبين من فئة العمال والطبقات الوسطى في معاقل حزب العمال الصناعية السابقة، نستطيع القول إن أيام التقشف قد ولت مع كل ما ترتب عليها من آثار.
من أكثر الأشياء التي يصعب تذكرها بالنسبة للأسواق هو ما يحدث لأسعار الفائدة قصيرة الأجل. من المقرر أن يتقاعد محافظ بنك إنجلترا المركزي مارك كارني في نهاية يناير (كانون الثاني) في الوقت الذي ستنسحب فيه المملكة المتحدة رسمياً من الاتحاد الأوروبي. ورغم أنه سيجري الإعلان عن بديل له قريباً، فإن لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي ستسعى بلا شك لشراء أكبر قدر ممكن من الوقت قبل العبث بمعدل 0.75 في المائة الأساسي.
هل تعلم أن المشتركين يحصلون على خصم بنسبة 25 في المائة من متجر «كرونكل»؟
سوف ترغب لجنة السياسات النقدية في معرفة الميزانية الأولى للحكومة الجديدة على وجه الدقة. فمع وجود حافز كبير قادم، من المحتمل أن يفعلوا كل ما في وسعهم لتجنب خفض سعر الفائدة في هذه الأثناء.
كما توقعت في يونيو (حزيران)، فقد جاء صعود جونسون خبراً مفرحاً بلا شك لكل من يملك أصولاً بالجنيه الإسترليني، ويجب الاستفادة الآن من الطلب الخارجي المتجدد والعودة البطيئة في الثقة محلياً ما دام لم تصبح محادثات بريكست التجارية كارثة طويلة أخرى. إن صحة الاقتصاد العالمي لا تقل أهمية عن الاقتصاد الداخلي حال استمرت قفزات بوريس و«بريكست».

*بالاتفاق مع «بلومبرغ»