كان حلم ممثلات السينما في مصر أن يمثلن دور الملكة حتشبسوت، أقوى امرأة في التاريخ والتي حكمت مصر ما يقرب من 22 عاماً؛ لأن قصتها تصلح كي تكون فيلماً سينمائياً. واتصلت بي الفنانة إلهام شاهين كي أكتب قصة هذه الملكة منذ أن كانت فتاة صغيرة بنت الملك تحتمس الأول، والذي ترك الحكم من بعده لابنه الملك تحتمس الثاني الذي تزوج من أخته الأميرة حتشبسوت. وكانت شخصيته ضعيفة؛ لذا كانت حتشبسوت هي الآمرة الناهية. وأنجب الملك تحتمس الثاني من زوجته الثانوية ولداً هو تحتمس الثالث، الذي سوف يحكم مصر بعد موت أبيه. وفعلاً تولى الحكم، وأصبحت حتشبسوت وصية عليه، لكنها استقلت بالحكم بعد ذلك. ومن المعروف أن القانون الإلهي في مصر القديمة لم يكن يسمح للمرأة أن تصبح الفرعون، بل إن هذا المنصب كان من حق الرجل فقط، وفي نفس الوقت لم يكن من حق الرجل أن يحكم دون المرأة؛ لأن المرأة في مصر الفرعونية كانت كل شيء بالنسبة لمصر؛ فهي الإلهة إيزيس التي بكت بعد موت أوزيريس وجرت الدموع كي تصبح نهر النيل. وبعد قتل زوجها، استطاعت أن تعيده للحياة وتنجب منه الطفل حورس وقامت بتربيته بعيداً عن الشر «ست» حتى أصبح رجلاً لينتقم من عمه الإله ست، ويصبح بعد ذلك ملكاً على مصر، أي لولا المرأة ما كانت هناك مصر.
ولذا عندما تولت حتشبسوت حكم البلاد، قام الكهنة بخلق قصة قد تعطيها الحق الإلهي لحكم البلاد، وهو أن الإله آمون قد جاء إلى والدتها في حجرة نومها وأنجب منها الطفلة حتشبسوت التي سوف تصبح «ملكاً» على مصر. ونقشت هذه القصة على جدران معبدها بالدير البحري. وأيضاً سوف نجد أنها في بعض تماثيلها تشبهت بالرجال. وتركت لنا آثاراً عظيمة بمعبدها الجميل الذي بناه المهندس العبقري سننموت الذي بنى مقبرته أسفل هذا المعبد. وقد يشير ذلك إلى علاقة خاصة بينها وبين هذا العبقري.
أما قصة البدانة، فقد بدأت المشروع المصري لدراسة المومياوات الملكية. واستطعت العثور على مومياء الملكة حتشبسوت. وهي مومياء لسيدة تضع يدها اليسرى على صدرها. ووُجدت داخل مقبرة مرضعة حتشبسوت. وبعد ذلك وجدنا صندوقاً كانت توضع فيه أحشاء الملكة. وداخله عثرنا على جزء من الكبد. وداخل هذا الصندوق عثرنا أيضاً على «سنة». وقمنا بدراسة كل مومياوات السيدات. واتضح أن هناك جزءاً في أسنان السيدة التي عثرنا عليها داخل مقبرة المرضعة تدخل فيه السنة؛ ولذا عرفنا أنها كانت بدينة. وماتت في سن 50 من مرض السرطان. ولم تتصل بي أبداً الفنانة إلهام شاهين بعد ذلك كي تطلب مني أن تقوم بدور الملكة حتشبسوت.
9:20 دقيقة
TT
حتشبسوت الملكة البدينة!
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة