علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

غير مفاجئ

ينطلق، غداً (الاثنين)، في كوالالمبور عاصمة ماليزيا «ماراثون شل السنوي»، وهذه المسابقة مختلفة عن غيرها من المسابقات، إذ لا يفوز بها من يصل لخط النهاية أولاً، بل يفوز من يقطع أطول مسافة بوقود أقل، وهذا ما يعطي المسابقة نَفَساً مختلفاً من حيث الحفاظ على البيئة، وتوفير الوقود، بدلاً من استهلاكه في المواصلات، وتوفيره لاستخدامات أهم. وفي العام الماضي، حينما أقيم الماراثون في سنغافورة تم قطع نحو 2341 كيلومتراً باستخدام لتر واحد من الوقود.
ولهذه المسابقة أبعاد اقتصادية، منها توفير الوقود والحفاظ على البيئة، والتنافس بين الجامعات لتصميم سيارات تستهلك أقل كمية من الوقود. وستشارك في الماراثون أربع عشرة جامعةً عربيةً من مختلف أقطار عالمنا العربي، بثمانية عشر فريقاً. والمهم في هذه الفرق العربية أنها مكتملة من حيث تنوع أعضاء كل فريق، طبعاً جميعهم من الطلبة، بدءاً من الماليين الذين يدرسون الجدوى ثم المصممين الذين يعدون تصميم سيارة السباق، ثم المهندسين باختلاف تخصصاتهم الهندسية، ميكانيكا وكهرباء وغيرها، الذين يقع على عاتقهم التنفيذ.
كل ذلك غير مفاجئ، ولكنه مقدمة لا بد منها ليتعرف القارئ على طبيعة «ماراثون شل السنوي»، إذن، ما المفاجئ؟ المفاجئ اشتراك فريق جامعة الفيصل (جامعة أهلية سعودية) بفريق كامل، كلُّه من الفتيات، طبعاً هن من طالبات الجامعة، وتقود فريق التطوير الطالبة شمس الشعوير، فيما يُتوقع أن تقود المركبة الطالبة فلوة العروان، وعمرها عشرون عاماً. وإلى جانب مشاركة جامعة الفيصل، ستشارك جامعة الملك سعود، وجامعة سلطان، وهذه الجامعات ستشارك بأربعة فرق سعودية.
ما فائدة مشاركة الـ18 فريقاً عربياً في هذه المسابقة؟ أولاً هم يتنافسون مع 100 فريق آسيوي ومع طلبة جاءوا من أعرق جامعات آسيا. ثانياً، هم يطبقون ما تعلموه في أجواء تنافسية حادة، وأنتم تعرفون تحدي الطلبة. ثالثاً، يتعرف الطلبة العرب على منجزات طلبة أتوا من الصين واليابان مما يزيد من معارفهم وخبراتهم.
هذه المسابقة السنوية تدفع تكاليفها شركة «شل» من منطلق مسؤوليتها الاجتماعية، وقد تستفيد من اختراعات الطلبة في الوصول لمحرك يستهلك أقل كمية من الوقود. أتمنى من شركاتنا العربية أن تحذوَ حذو «شل»، وتقدم للطلبة والطالبات في جامعاتنا العربية مهرجاناً علمياً يتنافس فيه الطلبة في أي مجال علمي، سواء في الإدارة أو في العلوم التطبيقية.