ثمة أهمية كبيرة للمرونة في لعبة كرة القدم، وهي لا تقل أهمية عن السرعة والقوة والتحمل. وحين قرأت ما قاله السويدي هنريك لارسون عن الإسباني تشافي، تذكرت عددا من الأسماء التي وهبها الله مرونة عالية ساعدتها على التألق والبروز.
يقول لارسون: «يبدو لي أنه لاعب بلا عظم في وسطه. بإمكانه الدوران في أي اتجاه وفي أي لحظة».
ومن يعرف نجم برشلونة ومنتخب إسبانيا تشافي جيدا يدرك مدى صحة وأهمية حكم لارسون. لا شك أن تشافي من أبرز 5 لاعبين في العالم حاليا. بل هو في نظري أفضل قائد حركي وضابط إيقاع في العالم بلا منازع، وقد يكون أفضل من رأيتهم على مستوى دقة التمرير والقدرة على التأثير في إيقاع المباراة وتوجيه دفة اللعب. إنه عازف كروي من النوع النادر الذي من الصعب أن يتكرر. وفي ظني أن المرونة التي وهبه الله إياها ساعدته كثيرا وجعلته يتفوق في المراوغة وتغيير اتجاه اللعب على نحو مدهش عجيب، كما أن المرونة ساعدته على الدقة بلا شك.
من النجوم الذين لفتوا الانتباه هو النجم البرازيلي المبدع رونالدينهو الذي كان ذات يوم أفضل لاعب في العالم، بيد أن نهايته كلاعب قمة جاءت سريعة بسبب عدم الانضباط خارج الملعب بغض النظر عن استمراريته في الملاعب البرازيلية حاليا. من المؤكد أنه فقد بريقه بعد أن كان النجم الأول قبل أن تسطع نجومية ميسي ثم كريستيانو رونالدو.
امتلك رونالدينهو صفات لاعب كرة القدم الناجح وتميز بمرونة عجيبة ساعدته على إتحاف الجماهير في كثير من المباريات بفواصل من الإبداع الفردي المهاري، خاصة في المراوغة بسهولة مدهشة واستخدام «الكعب» وتغيير الإيقاع ودقة التمرير.
على المستوى العربي لا يمكن أن أنسى نجم الكويت الراحل فاروق إبراهيم والمصري فاروق جعفر، ومن السعودية كريم المسفر ويوسف الثنيان وخالد مسعد وسعيد غراب. وقد تميزوا جميعا بالمرونة التي ساعدتهم على القيادة الفنية والتأثير على مجريات المباريات.
أما لو أردت اختيار الأفضل من النجوم الواعدين فإن الإماراتي عمر عبد الرحمن «عموري» يأتي أولا، فهو يتمتع بمرونة هائلة. وحين يجمع اللاعب بين المرونة وبقية المواصفات مع موهبة القراءة الجيدة في الملعب يبدأ الإبداع. والحقيقة أن للوراثة أهميتها كما أن للتدريب أهميته.
وأختم بالقول إن تشافي بالتأكيد حالة استثنائية. جاذبية كروية لا مثيل لها. ترى كيف سيكون شكل برشلونة ومنتخب إسبانيا بعد اعتزال الفنان العالمي تشافي؟!!!
7:44 دقيقه
TT
نجم عالمي بلا «عظم»!
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة