خالد القشطيني
صحافي وكاتب ومؤلّف عراقيّ
TT

عود لإخوانيات الشعراء

الشائع عن الشعراء تعلقهم بالعنب من بين كل الفواكه، ولهم فيه كثير من الأشعار والأزجال، بيد أن صديقنا سعيد العيسى، رحمه الله، لم يكن مولهاً لا بالعنب ولا ببنت العنب. كان غرامه بالمانجو. زاره صديقه يعقوب حداد فاستطردا في حنينهما إلى كل ما لذّ وطاب في أعينهما من خيرات بلادنا، فأسهب أبو جريس في وصف عشقه المانجو.
عاد يعقوب إلى الكويت حيث كان يعمل، فبادر فوراً إلى إرسال سلة من المانجو بالطائرة إلى صديقه الحميم؛ ابن يافا. ما إن تناول منها أبو جريس حبة واحدة حتى حركت قريحته بالبكر إلى صديق الصبا، فكتب إليه:
يعقوب من لي بالقريض أصوغ منه حلى الثناء
تلك الهدية جل مهديها ويكفيك الثناء
من إخوة لي في ديار الغرب محرومي الرجاء
فكهتهم بالطيب المعسول مجلو الرواء
سال اللعاب له اشتهاء عندما رفع الغطاء
لولاه ما احلولى لنا في لندن يوماً بقاء
زدنا نزدك من الثناء أخا المروءة والوفاء

قرأ صديقنا الشاعر الدكتور فؤاد حداد، شقيق يعقوب، ما كتبه سعيد العيسى فأضاف إليه قائلاً:
أخجلتنا والله يعقوب في ذاك العطاء
أنت الحبيب إلى القلوب وأنت للعين الضياء
إن الهدايا رمز مهديها ورمزكم الوفاء
منك الحلاوة والعذوبة واللطافة والصفاء

اطلعت الفاضلة أم يعقوب على كل هذه المساجلات الشعرية بصدد هذه المانجو «الرخيصة»، فقالت لنفسها: لمَ لا أشارك فيها وأنال حظي من الذكرى، فبعثت بسلة من عندها إلى الشعراء الإخوان في لندن، وصدقت أمانيها، فبعث إليها بقصيدة قال فيها:
قل للعريقة في المعالي «أم اليعاقيب» العوالي
من كل لؤلؤة عدمت لها نظير في اللآلي
ما من حلاوة حبة المانجو لساني اليوم حالي