علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

خمسة بحجر

شهدت السعودية خلال الأسبوعين الماضيين مجموعة من الأنشطة ومما جعل لهذه الأنشطة أهمية كبيرة ما قام به الملك سلمان بن عبد العزيز حيث زار عددا من المناطق السعودية بمعية ولي العهد وكان الاستقبال شعبيا وحافلا كما أن ولي العهد استقبل في بيوت المواطنين. بالإضافة إلى أن الزيارة شهدت تدشين مشاريع اقتصادية كثيرة منها مشاريع التعدين والطاقة والتي سيصرف عليها مئات المليارات من الريالات والتي ستوفر الكثير من الوظائف لراغبي العمل رجالا ونساء.
بعد ذلك توجه ولي العهد في جولة عربية شملت مصر وتونس وفي مصر الشريك العربي الاستراتيجي للسعودية وقع الطرفان مجموعة من الاتفاقيات الاقتصادية التي نتمنى أن تثمر خيرا. بعد ذلك طار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لقمة العشرين في بوينس آيرس ليلتقي أهم قادة العالم وعلى أقل تقدير تم في هذه اللقاءات تفاهمات مبدئية على مواضيع اقتصادية مثل النفط والطاقة وغيرهما من المواضيع، وهنا أصاب الحجر السعودي عصفورا ثالثا. وفي طريق عودة ولي العهد عرّج على موريتانيا لتقوم السعودية وكالعادة بتمويل مشاريع الأشقاء التنموية وأهمها بناء مستشفى بسعة 300 سرير وهذا هو ديدن السعودية التي تمد يد العون للأشقاء عبر البرامج التنموية. غادر ولي العهد السعودي موريتانيا إلى الجزائر البلد المحوري في مغربنا العربي ليتم تنسيق السياسات بين البلدين لا سيما في مجالي النفط والاقتصاد، وهنا أصبنا عصفورا رابعا.
لم تتوقف الأنشطة السعودية ولن تتوقف حيث سيشهد مساء هذا اليوم الأحد تدشين خادم الحرمين الشريفين لحي الطريف بالدرعية لنعود لممارسة نشاطنا الداخلي وبعد انقضاء هذا الأسبوع ستشهد السعودية حدثها السنوي الهام حيث سيتم إعلان الموازنة السعودية بتفاصيلها والتي يتوقع أن تكون أكبر موازنة سعودية في تاريخ الوطن، ويتوقع أن يكون الإنفاق الرأسمالي على المشاريع السعودية في هذه الموازنة ضخما وكبيرا وأن يحرك عجلة الاقتصاد إذ يتوقع أن يتم الإنفاق على المشاريع الترفيهية والصناعية والخدمية مما يحرك عجلة الاقتصاد للأمام نتيجة تدفق السيولة للسوق وهنا أصبنا عصفورا خامسا.
ولن يتوقف الحجر السعودي عن إصابة أهدافه سعيا لتحقيق رؤية المملكة 2030 والتي تهدف لرفاهية المواطن السعودية، وفيما السعودية تحقق أهدافها تركت لغيرها منبر الصراخ والزعيق لتعجز أحجارهم حتى عن إصابة عصفور واحد. وإذا كان الحجر السعودي في هذه الفترة القصيرة قد أصاب خمسة عصافير فإنه سيستمر بإصابة البقية خلال عام 2019 الذي سيكون بداية حقيقية من خلالها تخطو الرؤية السعودية خطوة واسعة للأمام.