حمد الماجد
كاتب سعودي وهو عضو مؤسس لـ«الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان السعودية». أستاذ التربية في «جامعة الإمام». عضو مجلس إدارة «مركز الملك عبد الله العالمي لحوار الأديان والثقافات». المدير العام السابق لـ«المركز الثقافي الإسلامي» في لندن. حاصل على الدكتوراه من جامعة «Hull» في بريطانيا. رئيس مجلس أمناء «مركز التراث الإسلامي البريطاني». رئيس تحرير سابق لمجلة «Islamic Quarterly» - لندن. سبق أن كتب في صحيفة «الوطن» السعودية، ومجلة «الثقافية» التي تصدر عن الملحقية الثقافية السعودية في لندن.
TT

لهذا السبب سينهار نظام الخمينية

نظام الخمينية الفاشي الدموي أصابه داء الكبر والجبروت والغطرسة بعد أن تمدد في أربع عواصم عربية واحتلها عسكرياً ووسع فيها نفوذه العسكري والسياسي والثقافي والآيديولوجي الطائفي، وظن الخمينيون أنهم مانعتهم حصونهم من غضبة شعبهم المقهور المظلوم، فأتاهم العذاب من حيث لم يحتسبوا، وفي مناسبة عسكرية هي الأكثر تحصيناً والأشد في الاحتياطات الأمنية، حين هاجم مسلحون عرضاً عسكرياً في منطقة الأحواز فقتلوا العشرات من الجيش والحرس الثوري وعددا من حضور العرض من ذوي العسكريين وأهاليهم.
لا أظن أن النظام الخميني بصلف زبانيته وجبروتهم وطائفيتهم واغترارهم بما أنجزوه من تمدد واحتلالات في عدد من الدول العربية، أنه سيستفيد من درس الهجوم المسلح على العرض العسكري، وسيرى النظام الإيراني نفسه استثناء من الأنظمة القمعية الديكتاتورية التي تهاوت تحت مطرقة الجماهير الغاضبة مثل نظام شاه إيران الذي كان، قبل تهاويه على مطارق الخمينية، يعتبر نفسه شرطي المنطقة وحليف أميركا الأول، وبذلك فنظامه حالة استثنائية من تطبيق السنن الكونية عليه بانهيار الدول القمعية الباطشة (إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت فاجرة، ويخذل الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة)، فانهار نظام الشاه تحت هدير المسحوقين المظلومين الذين سلبهم الشاه مقدراتهم وثروات بلادهم وتسلط عليهم بجبروته ودمويته وظلمه، والآن يلوح في الأفق تكرار المشهد مع نظام الخمينية الفاشي الدموي، وما هجوم الأحواز المسلح إلا نذير وتحذير (وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون) ولا يعتبرون أو يتعظون.
كثيرة هي العوامل المشتركة بين نظام الخمينية الفاشي وبقية الأنظمة الفاشية العالمية والعربية التي تسلطت على شعوبها وقتلت وفتكت واستخدمت الحديد والنار، من النظم القمعية التي سادت واستأسدت ثم انهارت وبادت، مثل النظام الشيوعي السوفياتي ونظام تشاوشيسكو في رومانيا ونظام ماركوس الفلبيني ونظام شاه إيران ونظام سياد بري الصومالي وبقية الأنظمة العربية الديكتاتورية الدموية الفاشية مثل نظام صدام حسين ونظام القذافي، وبلا ريب فنظام الخمينية في إيران يشبههم بل صورة مستنسخة لهم في القمع والدموية والاتكاء على الترسانة العسكرية في تثبيت حكمهم واستنزاف ثروات البلاد ومقدراتها في بناء هذه الترسانة وتغطية ميزانيات تهوراتهم العسكرية الداخلية والخارجية، وانتشار الفقر والبطالة.
الأيام حبلى بنُذُر السوء لنظام الخمينية القمعي الطائفي، والخياران أمامه؛ فإما أن ينكفئ ويتراجع لحدود بلاده ويلتفت لشعبه المكلوم المظلوم، وإلا فلينتظر عاقبة مثل عاقبة نظرائه الفاطميين الطائفيين القمعيين ودول البطش العالمي والعربي التي سادت واستأسدت ثم انهارت وبادت، وما نظام الشاه عنهم ببعيد.