لم تتردد هيلاري كلينتون، المرشحة الرئاسية الأميركية الخاسرة أمام الرئيس الحالي دونالد ترمب، في إشهار رغبتها بأن تكون مديرة عامة لـ«فيسبوك»؛ أعظم منصات التفاعل والتواصل العالمية على الإنترنت.
هيلاري قالت ذلك رداً على سؤال خلال استضافتها بجامعة «هارفارد» عن الشركة التي تحب أن ترأسها؛ قالت كلينتون: «(فيسبوك)، لأنها تملك التأثير الكبير جداً على تدفق المعلومات في كل العالم»؛ طبقاً لـ«فايننشيال تايمز».
في وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت «نتفليكس»؛ أعظم منصة فرجة عالمية «ديجيتال»، عن اتفاقها فعلاً مع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وزوجته ميشيل، على التعاون بينهما.
«نتفليكس» قالت إن أوباما وزوجته ميشيل «أبرما اتفاقاً يستمر عدة سنوات مع الشركة». وأضافت أن الاتفاق على سلسلة «من النصوص المكتوبة وغير المكتوبة وأفلام وثائقية وتقارير».
الإعلان عن الاتفاق بين الزوجين أوباما و«نتفليكس» تمّ قبل أشهر، وفي حينها ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن من أفكار البرامج المقترحة أن يدير أوباما «مناظرات» حول قضايا مثل الرعاية الصحية، والتغير المناخي، والهجرة، وجميعها قضايا طغت على السنوات الثماني التي قضاها في البيت الأبيض... حسب الصحيفة الأميركية الليبرالية، وأتباعه يقولون إنه سيقدم عروضاً «ملهمة» للنجاح.
ما سيقال في «الشو» الأوبامي لن يكون بعيداً عن هذا الخبر الذي سبق نشره في «رويترز»، وهو أن أوباما كشف النقاب عن تصميمه مركزاً رئاسياً باسمه في «شيكاغو» يأمل في أن يصبح موقعاً «لتدريب» الأجيال المقبلة من القادة.
نحن هنا أمام رمزين أميركيين؛ بل عالميين من رموز الليبرالية المتياسرة، المؤمنة بقيم مثل قيم «الربيع العربي» والمنساقة سياسياً لأفكار ساذجة مثل أفكار الرهان على الاعتدال الإيراني الموهوم؛ فكرة كانت هي الدافع الثقافي الخطير خلف الصفقة الأسوأ على منطقتنا، صفقة «الدول الخمس زائد واحد» مع إيران، وخلاصتها «الفعلية» تمكين إيران من العالم العربي، مقابل وقف برنامجها النووي «العسكري» وفتح السوق الإيرانية أمام الشركات الغربية.
أوباما وزوجه، وهيلاري؛ ولن أقول وزوجها بيل، يمثلان خطاً سياسياً وثقافياً خطراً على الاستقرار في عالمنا العربي بسبب الأوهام القابعة في جهاز التفكير عندهم عن التغيير والثورة وغير ذاك من أضاليل اليسار، وتحولهم الآن للقيادة والتأثير من خلال المنصات التفاعلية والإنتاجية الحديثة «الديجيتال»، يجب أن نتأمل فيه مليّاً، ونحتاط له.
أوباما وزوجه فعلاً ولجا عالم «نتفليكس»، والسيدة هيلاري تنتظر دورها على «فيسبوك»... بقي أن يكون لنا طريقنا في الوقاية من هذه المضارّ الدعائية المتسللة لعقول وقلوب الشباب والشابات... قريباً وبكثافة.
7:44 دقيقه
TT
بعد أوباما... هيلاري «الديجيتال»
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة