فاز الميلان على مضيفه سيلتيك في اسكوتلندا متجاوزا نتائجه السلبية والخلافات وسوء الفهم الإداري. وتكافئ هذه النتيجة الإدارة الجيدة لأليغري وفخر وإرادة لاعبيه الذين لعبوا من أجل الفريق وقدّموا كل ما كان باستطاعتهم فعله. وكان القائد هو البرازيلي كاكا الذي جعل الجميع يتألق بتواضع وعزيمة واحترافية. فلم يعد اللاعب الذي ترك الميلان خطئا، وليس هو أيضا الذي لم يحظ بالثقة في مدريد. فهو يمثل قيمة، ويبعث برسالة للجميع بعدم ترك النادي الذي تسجل بقميصه بشكل طبيعي واحترافي، مأخوذا بناد جديد أو بالنقود. والأمر ذاته للمديرين، ولصالح الميلان أتمنى أن يجد برلسكوني طريقة توفق بين أدريانو غالياني وباربارا، والحرص على عدم إهدار القيم بل توحيدها. وفي ظل تأثر الميلان بالمصابين، عليه إضفاء الاستمرارية على مسيرته في إيطاليا أيضا، وإذا كانت الروح كما كانت في غلاسكو سيبدأون في رؤية العيوب وكذلك مساوئ اللاعبين ومدربهم.
ولم ينجح نابولي الطموح في الفوز على فريق بوروسيا القوي جدا تحت تدريب كلوب. ومن المفترض أن يكون الألمان نموذجا لامعا لكل الأندية الإيطالية في المحاولة المستمر دون كلل. ولم يشتر نادي بوروسيا أي نجوم كبار، ولكن صنعهم بالعمل والتخطيط والصبر. وانطلق كلوب من اللعب الإجمالي للفريق وبحث عن اللاعبين الأكثر فعالية وملائمة لمشروعه الخططي في إطار إمكانات النادي (غير المرتفعة). وأعد فريقا له خصوم قليلون في العالم بفضل إرادته وتنظيمه ومعرفته. ويزيد اللعب من الحلول والمهارة الفنية والإيمان بالنفس، وينتج أداء جماعيا ثريا ومتناغما ومؤثرا. وبينيتز مدرب بارع مثل كلوب، ولكن لم يتح له الوقت الذي حصل عليه الألماني، كما أن كثيرا من لاعبيه للأسف بعيدون عن فكرة الفريق والأداء الكلي. وصبر المدرب مهم مثل قدرته على شراء بعض اللاعبين الفعالين بغض النظر عن كفاءتهم الفنية وأسمائهم. والطريق والمدرب هما المناسبان للعب دور البطولة وتقديم كرة قدم ساحرة ومؤثرة. وعلى أي حال، يلزم الصبر مع إدراك أن أكبر الفرق في العالم في العشرين عاما الأخيرة سلكت طريق اللعب الجماعي الكلي.
وفاز اليوفي على استحياء بمباراة مهمة، لكنه لم يقدم أداء مقنعا بالكامل، والنتيجة جيدة حتى إن جاءت بتوتر. وربما ذلك بسبب حصده للقب المحلي أو ربما تلعب الفرق الأوروبية بطريقة مختلفة عن الإيطالية، لكن حتى الآن شاهدنا يوفنتوس مختلفا في دوري الأبطال. فبينما يلعب فريق كونتي بثقة وإمتاع وقوة في إيطاليا، يبدو في أوروبا مهتزا وقلقا وخجولا. ومنح كونتي لهذا الفريق تنظيما كبيرا ووعيا على مستوى عالمي وخيالا وسيولة في المناورة كالفرق الكبيرة. لكن دعونا لا ننسى أنك في أوروبا تدافع عن نفسك بالركض للأمام وممارسة الضغط، حيث يمكن أن يصنع تنظيم اليوفي فارقا. وأمام اللاعبين المتأهبين في كوبنهاغن شاهدنا قليلا من كل ذلك. وفريق اليوفي تحت قيادة كونتي يروق للجميع اليوم، ليس بسبب تحقيقه الفوز فحسب، بل أيضا لتقديمه أداء مقنعا وممتعا. فلا يبقى الفوز من دون تقديم لعب جميل، بفضل كفاءة الأفراد، في أذهان الأشخاص. وكونتي أستاذ عالمي المستوى؛ يحقق الفوز بأداء مقنع، وسيزداد إيمان لاعبيه بأنفسهم وشعورهم بالأمان. وقد يصبح اليوفي بطلا أيضا في حالة الفوز على غلاطة سراي، باكتشافه آفاقا جديدة مهمة.
7:44 دقيقه
TT
اليوفي يلعب بخجل في أوروبا
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة