حمد الماجد
كاتب سعودي وهو عضو مؤسس لـ«الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان السعودية». أستاذ التربية في «جامعة الإمام». عضو مجلس إدارة «مركز الملك عبد الله العالمي لحوار الأديان والثقافات». المدير العام السابق لـ«المركز الثقافي الإسلامي» في لندن. حاصل على الدكتوراه من جامعة «Hull» في بريطانيا. رئيس مجلس أمناء «مركز التراث الإسلامي البريطاني». رئيس تحرير سابق لمجلة «Islamic Quarterly» - لندن. سبق أن كتب في صحيفة «الوطن» السعودية، ومجلة «الثقافية» التي تصدر عن الملحقية الثقافية السعودية في لندن.
TT

خلع أطناب الخيمة الخمينية في صنعاء

هلال الخمينية الذي تحول إلى قمر باحتلال الحوثي لصنعاء قبل ثلاث سنوات، يتعرض هذه الأيام لشرخ كبير بعد أن فض «الراقص فوق رؤوس الثعابين» علي عبد الله صالح وحزبه «المؤتمري» شراكتهم المؤقتة مع الحوثي، وهو أشد الثعابين التي رقص علي صالح فوق رؤوسها سُمّية، ومع أنه كان يرقص على رؤوس الأفاعي بمهارة؛ إلا أن الأفعى الحوثية لدغته هذه المرة لدغة قاتلة فمات.
يتوجب على كل الأحزاب اليمنية؛ «المؤتمري» و«الإصلاحي» والأحزاب الأخرى ومعهم العنصر القبلي، المشاركة في خلع أطناب الخيمة الإيرانية التي نصبها الحوثي في العاصمة اليمنية حتى تتهاوى، وأن يجعلوا اغتيال علي عبد الله صالح حافزاً لمزيد من التضييق والحرب على الحوثي. هذه التطورات على الساحة اليمنية؛ وأبرزها فض التحالف «المؤتمري - الحوثي»، ثم مقتل علي عبد الله صالح، تتطلب عدم التدقيق في الهويات ولا الاتجاهات ولا استصحاب أحداث الماضي، ما دامت الغاية عندهم واحدة، وهي تخليص اليمن من نفوذ الخمينية ومخالبها الحوثية، وحماية شبه جزيرة العرب.
إن فض تحالف الحوثي مع حزب «المؤتمر» ثم مقتل رئيسه صالح، تحول استراتيجي ليست الغاية منه تحرير العاصمة صنعاء من الاحتلال الإيراني فحسب؛ بل إنهاك الحوثي وعزله، فالمشهد الآن يظهر للرأي العام العالمي وقد بدا الحوثيون في جبهة؛ وبقية الشعب اليمني بعناصره الحزبية والقبلية والجهوية في الجبهة الأخرى، وهذا يفسر اللغة المرتبكة لخميني اليمن عبد الملك الحوثي وهو يتوسل لحزب المؤتمر للعودة للتحالف مع الحوثيين.
لا بد من أن اليمنيين بكل اتجاهاتهم قد أدركوا ماذا تعنيه سيطرة عصابات الحوثي على اليمن. الحوثيون بتبنيهم الخط الآيديولوجي للخمينية ينخرون التناغم العقدي الذي ينتظم نسيج المجتمع اليمني، فالمنتمون للمذهبين الزيدي والشافعي، وهؤلاء يشكلون الأغلبية الساحقة من الشعب اليمني، متآلفون متفاهمون لا تشكل الفروق المذهبية هاجساً طائفياً لديهم. وعلى الرغم من شوشرة ندرة من متشددي المذهبين الشافعي والزيدي وقلة متطرفة من المنتمين للسلفية، فإن هذه الشوشرة الطائفية المنزوية كانت أضعف من أن تؤثر في السواد الأعظم من اليمنيين، حتى غرزت الخمينية مخالبها الحوثية في اليمن لتشرع في نشر توجه طائفي متشدد ينتشر وينشر معه الفرقة والفتنة والنزاع.
المؤسف أن خطر الخمينية الزاحف والمهدد لكل دول الجزيرة العربية، خصوصاً الخنجر الحوثي الذي غرزته الخمينية في اليمن، لم تنتبه بعض الدول العربية إلى الآن لخطورته ومآلاته المهددة للجميع، ولا تراه إلا صراعاً طائفياً عبثياً لا يعنيها كثيراً، والمؤلم أن قناة «الجزيرة» هي الأخرى بدت تغطيتها للصراع بين الحوثيين و«المؤتمريين» كأنها تحتفي بأي تحول في الصراع لصالح الحوثيين، وهذا الموقف الكيدي الانتقامي ليس مضراً بدول التحالف التي تقاوم احتلال الخمينية لليمن فحسب؛ بل مضر كذلك بقطر نفسها، فكل دول الجزيرة العربية في مرمى هدف الخمينية بلا استثناء.