لويغي غارلاندو
كاتب و صحافي ايطالي
TT

بلجيكا.. مفاجأة كأس العالم

نعرف الآن أسماء الـ32 منتخبا الأجمل في العالم. وستختار البرازيل منذ 12 يونيو (حزيران) المقبل حتى 13 يوليو (تموز) المقبل الأفضل. وسنحاول تصنيف طموحات الفرق المتنافسة بتقسيمها لست مجموعات.
تعد البرازيل، التي تفخر بحصد أكبر عدد من الألقاب (5) وتلعب على أرضها وفازت بكأس القارات وتضم نجما مثل نيمار، في فئة الدرجة الأولى بالطبع. كما هو الحال مع منتخب إسبانيا البطل المتوج، الذي ربما يكون قد تقدم في العمر وفقد الحماسة، لكن لم يخسر أي مباراة رسمية منذ الانطلاق في مونديال جنوب أفريقيا حتى نهائي كأس القارات. ويعرف الجميع كيف يلعب، لكن لا أحد ينجح في إيقافه. وإذا أردنا اختيار منتخب وحيد مرشح للفوز نقول ألمانيا التي حلقت بمواهبها الصغيرة بالمستوى المناسب، وأثقلتها بالخبرة الدولية والسيطرة على دوري الأبطال. وأضاف المنتخب الألماني بشكل خاص للقوة الرياضية البدنية والكفاءة الهجومية المميزة كرة قدم استثنائية استمتعنا بها في سان سيرو، وساهم المدرب غوارديولا في تعليمها لبايرن ميونيخ. وأصبح المنتخب الألماني الآن فريقا مكتملا وموهوبا ومنظما ومتناغما ومتعطشا للفوز، فهو اللاعب الذي يسدد الكرة بأفضل لياقة بدنية من مكانه المفضل في الملعب.
وخلف الفرق الثلاثة الأولى، يأتي المنتخب الإيطالي.. فقد حصل برانديللي بالفعل على الميدالية الفضية في كأس الأمم الأوروبية والبرونزية في كأس القارات. كما صرح بوفون قائد الفريق، قائلا: «نحن قادرون على المنافسة بشراسة». وهذا صحيح، نظرا لأن ثنائي بالوتيللي - روسي بأقصى قوة يشعل المباراة بروح المنافسة. وتعد المرونة الخططية التي ظهرت في كأس القارات كنزا يحسدنا الآخرون عليه. ومن ناحية الغضب الفردي الفني تستحق الأرجنتين دائما الميدالية الذهبية، ولكنها تنفجر غالبا للداخل محترقة بشغفها، لكن إذا نجحت في ضبط الشحنة المناسبة، يمكنها الفوز بقلب كامبانيارو وأقدام ميسي وهيغواين ودي ماريا وبالاسيو. كما تنضج هولندا أيضا جيلا ثريا بالمواهب، متابعا بعناية المعلمين المحترفين: فان بيرسي وروبن وشنايدر.. وقد يصبح ركض لاعبي فان غال، في ظل المعاناة الرياضية الكبيرة، سلما إلى أعلى.
ووضعنا منتخبي بلجيكا وكولومبيا في حديقة على حدة، نظرا لأنهما المنتخبان الأكثر تألقا في مباريات التأهل، وهما فريقان مفعمان بالموهبة والطموحات القوية. ونجح منتخب بلجيكا بلاعبيه أصحاب الشعر المجعد الكثيف (فيلايني وويستل) والفتيين الذهبيين (هازارد ولوكاكو) و«الإيطاليين» (ناينغولان وميرتينز) في تحقيق ثمانية انتصارات وتعادلين في جولة كرواتيا. وانتهت كولومبيا في المركز الثاني بفارق نقطتين أقل من الأرجنتين، في جولة أميركا الجنوبية، بأفضل دفاع في المجموعات.. إذن لم يكن بفضل فالكاو فقط، ونحن نعرف ذلك جيدا للعب زاباتا وغوارين وكوادرادو ومويل وإيبارربو في الدوري الإيطالي. وصعدت بلجيكا وكولومبيا بين الخمسة الأوائل في تصنيف «الفيفا»، لكن المرحلة النهائية من المونديال عالم مختلف، حيث تختلف قوة المنافسة. وإذا نجحتا في تقديم الدفعة المناسبة المجهولة، ستمثلان المفاجأتين المعلنتين بصعودهما للفرق الخمسة الأوائل أيضا في البرازيل.
ثم نذكر مطهر المونديال؛ إذا قدمت الصلاة الصحيحة تدخل الجنة، وإذا أخطأت من جديد تدخل النار. فهنا توجد الفرق التي تتأرجح بين الفضيلة والرذيلة؛ بين النجاح والفشل.. فإنجلترا تضم شبابا أبطالا، لكن مع لعب حزين. وروسيا يدربها كابيللو، لكن لديها مميزات غير موثوق بها. كما تضم البرتغال رونالدو الرائع، لكن يدعمه القليل. ويحظى أوروغواي بثنائي قوي (سواريز وكافاني) لكنه منهك جدا. ولدى سويسرا إنلر وبيهرامي ودزيمايلي، لكن من دون إبداع فريق نابولي. وتضم فرنسا بوغبا، لكن كان يخاطر بالبقاء في المنزل. ونختار منتخب ساحل العاج الذي يضم جيرفينهو ودروغبا والأخوين توري كمفاجأة أفريقية لم تغب قط تقريبا عن المونديال. وبرانديللي محق في قوله: «في جولة بظروف بيئية صعبة، تصبح القوة البدنية للفرق الأفريقية عاملا مهما».
وعلى العكس، في الشريحة المتوسطة تحتاج المنتخبات إلى نصف معجزة من أجل تحدي الفرق الكبيرة، حتى إن أضاف الصديق زاك قيمة لكرة القدم في اليابان، وحتى إن فازت نيجيريا مع أونازي بكأس أفريقيا، وحتى إن سجلت غانا مع بواتينغ في مرمى مصر سبعة أهداف في مباراتي الذهاب والإياب، وحتى إن كان منتخب أميركا صلبا مثل مدربه، وحتى إن ضمت تشيلي فيدال وسانشيز، وحتى إن كان منتخب المكسيك بطلا أولمبيا.
وفي ذيل الترتيب، نضع أضعف تسعة فرق ممثلة لكل القارات. ولا يمنع المونديال أبدا الحلم. وفعل ذلك في البرازيل سيكون أكثر سهولة.