سمير عطا الله
كاتب عربي من لبنان، بدأ العمل في جريدة «النهار»، ويكتب عموده اليومي في صحيفة «الشرق الأوسط» منذ 1987. أمضى نحو أربعة عقود في باريس ولندن وأميركا الشمالية. له مؤلفات في الرواية والتاريخ والسفر؛ منها «قافلة الحبر» و«جنرالات الشرق» و«يمنى» و«ليلة رأس السنة في جزيرة دوس سانتوس».
TT

مقابلات سهير حلمي

تكتب الأديبة سهير حلمي تاريخ مصر، بطرق كثيرة. مرة بالمراجع المكتوبة (أسرة محمد علي)، ومرة بالمقابلات الشخصية المباشرة، كما في كتابها «عش النمل: حوارات وأسرار رموز السياسة والأدب والفن»، الصادر في القاهرة مؤخراً.
مرحلة عبد الناصر من خلال رجالها، ومرحلة السادات من خلال أرملته ومعارضيه، وشيء من مرحلة مبارك. لكن اللوحة الأدبية ليست أقل عمقاً وتلويناً وألقاً: خيري شلبي ومحفوظ عبد الرحمن. وها هو خليط الفنون في أعمقه عندما يروي لويس جريس، رئيس تحرير «صباح الخير»، أنه كان يعتقد أن الممثلة سناء جميل كانت مسلمة، لكثرة ما تتشهّد، وإذا ورد ذكر الرسول أمامها سارعت إلى القول: «عليه الصلاة والسلام». وعندما فاتحها في الزواج، عرف أنها قبطية.
وها هي جيهان السادات تروي أن زوجها كان «رأسه ناشفاً وعنيداً». وأن «اعتقالات سبتمبر (أيلول) 1981 من المواقف التي كابر فيها في حياته ولم يذعن لنصائحي كزوجة، ومواطنة حريصة على مصلحته بصفته رئيساً للجمهورية. فذكّرته بأنه ذاق مرارة السجن والاعتقال وتقييد الحريات، فكيف تطاوعه نفسه بجمع اليمين إلى اليسار إلى الإخوان والشيوعيين» إلى ما هو السجن؟
في مقابلة الأديبة سهير حلمي مع طبيب السجون الدكتور هنري عوض: «أكثر ما آلمني أن أرى الكاتب الكبير مصطفى أمين واقفاً أمام مأمور السجن نصف ساعة في انتظار أن يصغي إليه». «فالسجون علمتني أنها أكبر امتهان لكرامة الإنسان... وطبيب الأمراض الجلدية يُحسب له في السجون ألف حساب لسببين: لأنه الوحيد الذي يمكنه أن يصرح للسجين بأخذ حمام دافئ، خاصة في الشتاء. وثانياً، لأن بإمكانه منح السجين مرتبة إضافية توضع فوق (البرش) وتسمى مرتبة علاوة».
ويروي الدكتور عوض أنه عرف كثيرين من الفنانين الكبار. وقد خسر فريد الأطرش بنايته الشهيرة على طاولة القمار. وأما محمد عبد الوهاب، فكان يشكو من الأرق الشديد، وذات مرة اتصل بالطبيب حلمي غالي قائلاً: «هل شاهدت إنساناً يموت من قلة النوم؟»، و«أخبرني عبد الوهاب أنه نام تلك الليلة ملء جفنيه».