مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

ادعوا لي بالتوفيق

قام سكان إحدى ضواحي مدينة جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا بالتعامل مع مشكلة تفشي الفئران في الضاحية بطريقة مبتكرة، وذلك من خلال تقديم هاتف محمول مجاني لكل شخص يتمكن من الإمساك بـ60 فأراً.
وفي الوقت نفسه قرأت ما أوردته وكالة (فرانس برس)، أن المزارع عبد الخالق مبرور قد أصبح بطلاً قومياً في بنغلاديش بعد تمكنه من قتل أكثر من 160 ألف فأر على مدار اثني عشر شهراً، عندها كافأوه بـ250 دولاراً، وزفوه باحتفال كبير. انتهى.
الواقع أنني أصبحت ما بين (حانا ومانا)، وأشفقت على البطل القومي، وأسفت على أنه كان في بنغلاديش ولم يكن في جنوب أفريقيا.
واستدنت الورقة والقلم وأخذت أحسبها حساب حشاشين، متخيلاً أن سعر الهاتف المحمول بالمتوسط هو 250 دولاراً، ولو أننا قسمنا 160 ألفاً على 60 لكانت النتيجة تقريباً هي: 2.660، ولو أننا ضربناها في 250 وهو سعر التليفون، لكان بالتأكيد قد حصل على أكثر من 662 ألف دولار، عندها تذكرت ذلك الرجل (المعتّر) عندما صاح بوجه رجل كبير بثروته وكرشه، وأخذ يدعو من أعماق قلبه قائلاً: اللي أعطاك (بالتبسي) يا ليته يعطيني حتى ولو (بغطا البيبسي).
ذكرت الدكتورة روتشي لمجلة «إيون» أنه يمكن تطوير عقاقير تعمل على تشويش عقول السجناء وتجعلها أسرع من المعدل الطبيعي مليون مرة.
وأوضحت أنه إذا أرغم الشخص على تناول حبة أو قطرة واحدة من العقار يدفعه للشعور بأنه قد قضى عقوبة ألف عام في السجن، في حين أنه لم يقضِ سوى ثماني ساعات ونصف. انتهى.
وما إن قرأت عن هذا الاختراع العبقري، حتى طغت (الساديّة) المتغلغلة في صدري على السطح قائلاً: يا حلّولي، وتمنيت أن أحصل حتى ولو على علبة من هذا العقار لأضع حبة أو نقطة في كوب شاي لأي مخلوق لا أطيقه، وما أكثر المخاليق الذين لا أطيقهم من الرجال والنساء على حد سواء، فأنا ومن بعدي الطوفان.
في الهند ابتكروا ملابس نسائية ضد (التحرش)، وهي ملابس أنيقة وعلى الموضة من جميع الألوان والماركات، ولو أن رجلاً احتك بامرأة عن قصد أو دون قصد يصاب بصعقة كهربائية تجعله يترنح لعدة دقائق قبل أن يولي الأدبار فراراً، كما أن هناك زراً خفياً تضعه المرأة على صدرها وما إن تضغطه حتى يصل لبوليس الآداب عن طريق (جي بي إس) فيحددوا المكان.
ولحماية المرأة من تلك الصعقات الكهربائية، فإنه يتعين عليها أن ترتدي قميصاً رقيقاً عازلاً تحت ملابسها، ويا دار ما دخلك شر.
وإنني بالمناسبة أحاول منذ الآن أن أحصل على توكيل احتكاري لهذه الملابس، وقد بدأت فعلاً بالاتصالات، وادعوا لي بالتوفيق.