انضباط ولغة اللاعبين!

الشخصية.. مفتاح نجاح المدرب.
من أبرز عوامل نجاح المدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينهو، شخصيته القوية وثقته بقدراته.
أمام شالكه، لعب تشيلسي من دون اللاعب البلجيكي أرين هازار لعدم انضباط النجم في التدريب الذي يسبق المباراة. يقول المدرب الكبير: «لا أريد أن أكذب. إنه غير مصاب. هل نسي الموعد؟! اسمعوا، إنه فتى صغير. الفتيان يخطئون، والآباء يجب أن يتعاملوا بذكاء وهم يثقفون أبناءهم. هو لم يلعب، ولكنه كان راغبا في اللعب وكان حزينا. عموما، لقد فزنا من دونه».
بمثل هذا الموقف، يمكن للمتابع أن يعرف بعض أسرار المدرب الناجح، فرغم أهمية المباراة فإن المدرب الذي يرى نفسه في مكانة الأب فضل تقديم درس مهم، مستغنيا عن لاعبه ومنتصرا للقيم والمبادئ. والأهم، أنه لم يكذب، بل إن تصريحه يشير إلى أن هناك من يكذب.
وأبقي في لندن، ومن تشيلسي انتقل إلى ناد آخر كبير في العاصمة الإنجليزية، فقد استبعد أندريه بواش، مدرب توتنهام، لاعبه الأرجنتيني إيريك لاميلا من القائمة الأساسية، ليس بسبب فني، لكن بسبب عدم قدرة اللاعب على التواصل مع زملائه اللاعبين لأنه لا يعرف أي كلمة إنجليزية.
وهذا الموقف أيضا يدل على أهمية اللغة، بل إن أهم عوامل نجاح أي فريق في لعبة كرة القدم الجماعية الاتصال الناجح، وذلك لن يتحقق إلا بالتغلب على التشويش الذي يؤثر على عملية الاتصال الناجح. هناك اتصال منطوق وغير منطوق، وكرة القدم بما تتطلبه من جهد جماعي وانسجام وتآلف وقراءة للتحركات تعتمد على الاتصال المنطوق وغير المنطوق. ولا شك في أن اللغة قد تقف حاجزا دون نجاح اللاعب في كثير من الأحيان، لا سيما في مرحلة البدايات، بل إن المدربين أنفسهم يشكون كثيرا ويعانون الأمرين عندما يدربون فريقا يتحدث بلغة أخرى، ولذلك لا أستغرب حين يفشل عدد كبير من المدربين الأجانب في الملاعب العربية، لأن الترجمة لا تحقق اتصالا كاملا ناجحا.
ومن يجيد إحدى اللغات الأوروبية سيكتشف أن بعض المترجمين يدمرون عمل المدربين، وقد يخلقون مشكلة تصلح مادة دسمة للإعلام، وما أكثر المواقف المضحكة المبكية في هذا الموضوع! واللافت للنظر أن بعض المشاكل التي حدثت في ملاعبنا تعود للاتصال غير المنطوق، أي إلى لغة الإشارة، وهذه حكاية أخرى، لأن لكل ثقافة إشاراتها الخاصة، سواء باليد أو بتعبيرات الوجه أو حركة الجسم.
ولا شك في أن المدرب القوي الذي يهتم بعمله وتاريخه ومستقبله لا بد أن يحسب ألف حساب لعامل اللغة حتى لو كان العالم كله يلعب بالقدم كرة واحدة.