الصيام المتقطع يُضاهي فوائد حِميات إنقاص الوزن

جودة النظام الغذائي خلال أيام الأكل الحُر يمكن أن تؤثر أيضاً على نتائج الصيام المتقطع (جامعة هارفارد)
جودة النظام الغذائي خلال أيام الأكل الحُر يمكن أن تؤثر أيضاً على نتائج الصيام المتقطع (جامعة هارفارد)
TT

الصيام المتقطع يُضاهي فوائد حِميات إنقاص الوزن

جودة النظام الغذائي خلال أيام الأكل الحُر يمكن أن تؤثر أيضاً على نتائج الصيام المتقطع (جامعة هارفارد)
جودة النظام الغذائي خلال أيام الأكل الحُر يمكن أن تؤثر أيضاً على نتائج الصيام المتقطع (جامعة هارفارد)

أظهر تحليلٌ علمي لأدلة التجارب السريرية نشرته «المجلة الطبية البريطانية» (BMJ))، الأربعاء، أن حِميات الصيام المتقطع الغذائية تُقدم فوائد مُماثلة للحميات الغذائية التقليدية المُقيدة بالسعرات الحرارية لإنقاص الوزن. كما ارتبط الصيام المتقطع بانخفاض مستويات الكولسترول الكلي والكولسترول «الضار» مقارنةً بالنظام الغذائي المقيد زمنياً.

وكشف التحليل الذي قام به فريق من الباحثين من عدد من الجامعات في كل من الولايات المتحدة وكندا وأوروبا، عن أن للصيام المتقطع يوماً بعد يوم، فوائد أكبر مُقارنةً بكلٍّ من أنظمة تقييد السعرات الحرارية وأساليب الصيام المتقطع الأخرى.

وخلص الباحثون في بيان نُشر الأربعاء، إلى أن «الأدلة الحالية تُشير إلى أن حميات الصيام المتقطع لها فوائد مماثلة لتقييد الطاقة المستمر لفقدان الوزن، وتقليل عوامل خطر أمراض القلب والأوعية الدموية»، قائلين إن «هناك حاجة إلى تجارب أطول مدةً لإثبات هذه النتائج بشكل أكبر».

ويمكن أن يؤدي فقدان الوزن إلى تقليل عوامل الخطر القلبية والأيضية، مثل ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكولسترول والسكر في الدم، وبالتالي تقليل عبء الأمراض المزمنة الخطيرة مثل مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، ففي عام 2022 كان نحو 2.5 مليار بالغ؛ أي 43 في المائة من سكان العالم البالغين، يعانون من زيادة الوزن، وكان نحو 890 مليون شخص (16 في المائة) يعيشون مع السمنة.

وتعتبر هذه الدراسة، والتي قام باحثوها بتحليل نتائج 99 تجربة سريرية عشوائية شملت 6582 بالغاً، لمقارنة تأثير أنظمة الصيام المتقطع مع أنظمة تقييد الطاقة المستمر أو الأنظمة الغذائية غير المقيدة على وزن الجسم وعوامل الخطر القلبية والأيضية، من أوائل المراجعات المنهجية التي تجمع بين المقارنات المباشرة وغير المباشرة لجميع الاستراتيجيات الغذائية، مما يمنحنا تقديرات أكثر دقة.

وأظهرت نتائج الدراسة أن جميع استراتيجيات الصيام المتقطع وأنظمة تقييد الطاقة المستمر قد تؤدي إلى انخفاض طفيف في وزن الجسم مقارنةً بنظام غذائي غير مقيد. ولكن الصيام المتقطع يوماً بعد يوم كان الاستراتيجية الوحيدة لنظام الصيام المتقطع التي أظهرت فائدة طفيفة أكبر في خفض وزن الجسم مقارنةً بنظام تقييد الطاقة المستمر.

وكما ذكر باحثون من جامعة كولومبيا الأميركية، في مقال افتتاحي للمجلة تعليقاً على نتائج هذا التحليل العلمي، فإنه «تكمن قيمة هذه الدراسة في إدراج الصيام المتقطع كخيار إضافي ضمن الخيارات العلاجية»، مشددين على أن «جودة النظام الغذائي خلال أيام الأكل الحُر يمكن أن تؤثر أيضاً على نتائج الصيام المتقطع».

فوائد عديدة

كما أكدوا على ضرورة التركيز على تعزيز التغييرات المستدامة بمرور الوقت، قائلين إن «الصيام المتقطع لا يهدف إلى استبدال الاستراتيجيات الغذائية الأخرى، بل إلى دمجها واستكمالها ضمن نموذج رعاية غذائية شامل يركز على المريض».

وقال البروفسور نافيد ستار، أستاذ طب القلب الأيضي بجامعة غلاسكو في اسكوتلندا: «يساعد هذا التحليل على إعطاء فكرة عامة عن فوائد الصيام المتقطع».

وأضاف في بيان نُشر الأربعاء: «بشكل عام، النتائج ليست مفاجئة؛ فالصيام المتقطع وسيلة أخرى تُمكّن الناس من الحفاظ على إجمالي السعرات الحرارية التي يتناولونها أقل مما هو عليه في الظروف العادية - وهذا يساعد الناس على الحفاظ على وزن أقل من المعدل الطبيعي»، مشدداً على أن «الصيام المتقطع أصبح خياراً آخر لأسلوب الحياة لإدارة الوزن. ومن الضروري دراسة مدى استدامته على المدى الطويل».


مقالات ذات صلة

العقل يُشفَى من المعدة... ما لا تعالجه الأدوية قد يُعالَج بالكيتو!

يوميات الشرق ليس كلّ ما يُشفي يأتي من حبّة دواء (غيتي)

العقل يُشفَى من المعدة... ما لا تعالجه الأدوية قد يُعالَج بالكيتو!

كثير من أطباء علم النفس والأمراض العصبية يعدّون الأمراض العقلية الحادّة مشكلات راسخة؛ مما يجعل من الصعب بالنسبة إليهم تصوّر أن حمية غذائية يمكن أن تساعد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تحايل بالدهون المغليّة على عصور الجليد القاسية (غيتي)

«مصانع الدهون»... سرّ جديد من أسرار البقاء لدى إنسان نياندرتال

كشفت دراسة جديدة عن استراتيجية للبقاء اتّبعها إنسان «نياندرتال» البدائي، إذ إنه كان يستخرج دهن الحيوانات ويتناوله من خلال عملية منظّمة لتحضير الطعام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك نظراً للعناصر الغذائية التي يحتويها يعدّ العدس من العناصر المهمة لتجديد العظام (أ.ب)

6 أطعمة لتعزيز صحة العظام وتقليل خطر هشاشتها

مع التقدم في العمر، تضعف العظام تدريجياً، ما يزيد من خطر الكسور والمضاعفات الصحية. إليكم 6 أطعمة يوصي بها خبراء التغذية لتقوية العظام.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك ينصح الخبراء بتنويع مصادر البروتين بين النباتية والحيوانية (رويترز)

مأكولات صحية لمنع إصابة العضلات مع التقدم في العمر

يحذّر الخبراء من أن البدء بروتين تدريبي قاسٍ دون إعداد مناسب أو تغذية متوازنة قد يؤدي إلى إصابات عضلية وهيكلية جسيمة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق الفاكهة والخضراوات والبقوليات تُعزّز فرص الشيخوخة الصحية (جامعة تافتس)

تناولي هذه الأطعمة لتأخير الشيخوخة

كلّما تعمَّقنا في فَهْم الشيخوخة الصحية، زادت قدرة العلم على مساعدة الناس على عيش حياة صحية لفترة أطول...

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

النظام الغذائي أم قلة التمارين... أيهما المتسبب الأكبر في السمنة؟

رجل يعاني من السمنة (رويترز)
رجل يعاني من السمنة (رويترز)
TT

النظام الغذائي أم قلة التمارين... أيهما المتسبب الأكبر في السمنة؟

رجل يعاني من السمنة (رويترز)
رجل يعاني من السمنة (رويترز)

شككت دراسة جديدة في الاعتقاد السائد بأن قلة النشاط البدني هي السبب الرئيسي للسمنة، مشيرة إلى أن النظام الغذائي يلعب دوراً أكبر في هذا الشأن.

وبحسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد وجدت الدراسة، التي تناولت استهلاك الطاقة ومعدلات الأيض لأكثر من 4 آلاف رجل وامرأة من 34 دولة، إلى أن الخمول ليس السبب الرئيسي للسمنة، وأن سكان الدول المتقدمة، على الرغم من قلة حركتهم، يحرقون كميات مماثلة من السعرات الحرارية مقارنةً بسكان الدول الأقل نمواً ذات أنماط الحياة النشطة، مثل المزارعين والرعاة والصيادين وجامعي الثمار.

وكتب الباحثون في دراستهم التي نُشرت في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم: «رغم أن ممارسة التمارين الرياضية لا تزال ضرورية للصحة العامة، فإن نتائجنا تشير إلى أن جهود الصحة العامة لمكافحة السمنة ينبغي أن تركز في المقام الأول على تحسين النظام الغذائي، وخاصة فيما يتصل بالأطعمة فائقة المعالجة».

ولفتوا إلى أن الدراسة تشير إلى أن «زيادة تناول الطاقة كانت أكثر أهمية بنحو 10 مرات من معدل حرق الطاقة في تفاقم أزمة السمنة الحديثة».

ومن جهته، صرح هيرمان بونتزر، الباحث في مجال التمثيل الغذائي، والمؤلف الرئيسي للدراسة بأن هذه النتائج مهمة بشكل خاص لأنها تساعد مسؤولي الصحة على فهم أسباب السمنة بشكل أفضل، مما يؤدي إلى علاجات أكثر نجاحاً للمرضى.

وأكد بونتزر أن هذا لا يعني أن ممارسة الرياضة غير مهمة لصحتنا العامة، وأوضح قائلاً: «نعلم أن ممارسة الرياضة ضرورية للصحة. وهذه الدراسة لا تغير ذلك. ومع ذلك، تشير الدراسة إلى أنه لمكافحة السمنة، يجب أن تركز جهود الصحة العامة على النظام الغذائي، وخاصة الأطعمة فائقة المعالجة».

ومن جهته، قال باري بوبكين، الأستاذ في كلية جيلينغز للصحة العامة العالمية بجامعة نورث كارولينا وخبير السمنة، والذي لم يشارك في الدراسة: «تؤكد هذه النتائج ما كنت أقوله، وهو أن النظام الغذائي هو السبب الرئيسي في وباء السمنة الحالي».

وأضاف: «هذه دراسة متقنة»، وهو ما اتفق عليه خبراء آخرون أيضاً.