التهاب البروستاتا من الحالات الشائعة بين الرجال، خصوصاً بعد سن الثلاثين، وتتفاوت أسبابه بين العدوى البكتيرية والالتهاب غير البكتيري المزمن.
وفي هذا المقال نوضح أهم 5 أعراض لالتهاب البروستاتا:
1. الشعور بألم أو حرقان أثناء التبول
تُشير الدراسات الطبية إلى أن من أكثر الأعراض شيوعاً لالتهاب البروستاتا هو الألم أو الحرقان أثناء التبول، وهو ناتج عن التهاب الأنسجة المحيطة بالإحليل والضغط الذي يُسببه تضخم البروستاتا على مجرى البول.
ففي دراسة نُشرت في «دورية المسالك البولية» عام 2019، وُجد أن ما يقرب من 70 في المائة من مرضى التهاب البروستاتا المزمن يعانون تهيّجاً في الإحليل يظهر في صورة حرقة وألم عند التبول.
وتُعزى هذه الأعراض إلى زيادة نشاط الجهاز العصبي المحيطي والتهابات في بطانة المثانة، ما يجعل المريض يشعر بالحرقان حتى مع كميات بول قليلة.
كما أظهرت مراجعة طبية في دورية «ناتشر» عام 2021 أن الألم أثناء التبول لا يرتبط فقط بالعدوى البكتيرية، بل يمكن أن يكون نتيجة تفاعل مناعي مفرط أو خلل في توازن البكتيريا النافعة في المسالك البولية، ما يؤدي إلى تهيج دائم في الأعصاب المبطنة للإحليل.
بالتالي، فإن الشعور بالحرقان أو الألم أثناء التبول هو إشارة تحذيرية مبكرة تستدعي التقييم الطبي؛ لأن إهمالها قد يؤدي إلى تفاقم الالتهاب أو تحوله إلى حالة مزمنة يصعب علاجها لاحقاً.
2. مشكلات في التبوُّل
من أبرز أعراض التهاب البروستاتا مشكلات التبول، التي تشمل صعوبة بدء التبول، أو ضعف التدفق، أو الحاجة المتكررة للتبول، خصوصاً ليلاً. وتُعزى هذه الاضطرابات إلى الالتهاب والتورم في غدة البروستاتا، ما يؤدي إلى تضييق الإحليل الذي يمر عبرها، ومن ثم يزداد الضغط المطلوب لخروج البول من المثانة.
أظهرت دراسة نُشرت في «دورية صحة الرجال» العلمية عام 2020 أن أكثر من 60 في المائة من مرضى التهاب البروستاتا المزمن يعانون اضطرابات في تدفق البول، غالباً بسبب زيادة التوتر العضلي في عنق المثانة والإحليل.
وأشارت الدراسة إلى أن هذا الخلل في انقباض العضلات يُسبب تأخر بدء التبول، وإحساساً بعدم الإفراغ الكامل للمثانة.
كما أكَّدت مراجعة بحثية في دورية «المسالك البولية» عام 2022 أن الالتهاب المزمن يمكن أن يُغيّر من وظيفة المستقبلات العصبية في البروستاتا والمثانة، ما يسبب خللاً في التنسيق بين عضلات المثانة ومجرى البول، وهو ما يفسر صعوبة بدء التبول أو تقطّعه حتى في غياب تضخم واضح في البروستاتا.
وتوضح هذه النتائج أن مشكلات تدفق البول ليست فقط نتيجة انسداد ميكانيكي، بل ترتبط أيضاً بآليات التهابية وعصبية معقدة، ما يجعل تقييم الحالة بدقة أمراً ضرورياً لاختيار العلاج الأنسب، سواء كان دوائياً لتخفيف الالتهاب أو علاجاً فيزيولوجياً لتحسين عمل عضلات الحوض والمثانة.
3. التبول المتكرر خصوصاً ليلاً
يُعد التبول المتكرر، خصوصاً أثناء الليل، من العلامات البارزة لالتهاب البروستاتا، سواء كان حادّاً أو مزمناً. يحدث هذا العرض نتيجة الالتهاب والتهيج في عنق المثانة والإحليل، ما يؤدي إلى زيادة حساسية مستقبلات التبول، فيشعر المريض بالحاجة للتبوُّل المتكرر حتى مع امتلاء بسيط للمثانة.
وأشارت دراسة نُشرت عام 2018 إلى أن ما يقرب من 65 في المائة من الرجال المصابين بالتهاب البروستاتا المزمن يعانون اضطرابات في التبول الليلي، وغالباً ما ترتبط هذه الأعراض بزيادة إنتاج البول الليلي واختلال تنظيم الهرمون المضاد لإدرار البول.
وفي دراسة أخرى في «طب الذكورة والمسالك البولية الانتقالي» عام 2021، وجد الباحثون أن الالتهاب المزمن يُسبب فرط نشاط المثانة العصبي، وهو ما يؤدي إلى زيادة التقلصات المفاجئة للمثانة حتى عندما تكون ممتلئة جزئياً، مسبباً رغبة متكررة في التبول على مدار اليوم.
4. الشعور بحاجة مُلحّة للتبول
يُعدّ الشعور بحاجة ملحّة ومفاجئة للتبول من الأعراض المميزة لالتهاب البروستاتا، ويحدث نتيجة الالتهاب والتهيّج في المثانة والإحليل الناجمين عن تضخم أو احتقان الغدة الملتهبة. هذا التهيج يزيد من حساسية مستقبلات الأعصاب في جدار المثانة، فينشأ إحساس قوي بالرغبة في التبول حتى عندما تكون كمية البول قليلة.
وقد أظهرت دراسة نُشرت في «دورية المسالك البولية» عام 2019 أن ما يزيد على 60 في المائة من المصابين بالتهاب البروستاتا المزمن/متلازمة آلام الحوض المزمنة يعانون رغبة متكررة وملحة في التبول، غالباً بسبب فرط نشاط العضلات الملساء في المثانة واختلال الإشارات العصبية المنظمة لعملية الإفراغ.
كما أوضحت مراجعة بحثية في دورية «تقارير طب المسالك البولية الحالية» عام 2021، أن الالتهاب المزمن يؤدي إلى زيادة إفراز مواد التهابية مثل السيتوكينات والبروستاغلاندينات داخل أنسجة البروستاتا والمثانة، ما يُسبب تهيجاً عصبياً متواصلاً يترجم إلى رغبة ملحّة ومستعجلة في التبول، حتى من دون امتلاء حقيقي للمثانة.
وأشارت دراسة في «طب الأعصاب وديناميكا البول» عام 2020، إلى أن هذا العرض يرتبط أيضاً باضطراب يُعرف باسم «فرط حساسية المثانة»؛ حيث تُصبح الإشارات العصبية المرسلة إلى الدماغ أكثر نشاطاً من الطبيعي، ما يدفع المريض إلى الشعور بالحاجة للتبول بشكل متكرر وطارئ.
5. ألم في أسفل البطن أو منطقة العجان
يُعد الألم في أسفل البطن أو منطقة العجان (المنطقة الواقعة بين كيس الصفن والمستقيم) من أكثر أعراض التهاب البروستاتا شيوعاً وإزعاجاً، وغالباً ما يكون علامة على الالتهاب المزمن أو متلازمة آلام الحوض المزمنة عند الرجال. ينشأ هذا الألم نتيجة التهاب الأعصاب والأنسجة المحيطة بالبروستاتا، إضافة إلى التشنج العضلي في عضلات قاع الحوض، ما يؤدي إلى شعور بالألم أو الثقل المستمر في تلك المنطقة.
وأظهرت دراسة نُشرت في «مجلة أبحاث الألم» العلمية عام 2020 أن أكثر من 80 في المائة من مرضى التهاب البروستاتا المزمن يبلّغون عن ألم في العجان أو أسفل البطن، وغالباً ما يمتد إلى القضيب أو أسفل الظهر.
وأوضحت الدراسة أن هذا الألم لا ينتج فقط عن الالتهاب، بل عن فرط استجابة الجهاز العصبي الطرفي والمركزي للألم المزمن.
كما أكَّدت مراجعة علمية في دورية «ناتشر» المتخصصة في المسالك البولية عام 2021، أن الألم العجاني في حالات التهاب البروستاتا يرتبط بنشاط مفرط في مستقبلات الألم في الحوض، ما يُسبب حساسية مفرطة للأعصاب المحيطة بالبروستاتا والإحليل.
وأوضحت دراسة أخرى في دورية «طب المسالك البولية» عام 2019 أن التوتر العضلي في عضلات الحوض يلعب دوراً مهماً في استمرار الألم، إذ يؤدي الانقباض المستمر لتلك العضلات إلى نقص تدفق الدم للأنسجة المحيطة بالبروستاتا، ما يزيد الالتهاب ويطيل فترة التعافي.



