ما الأسباب التي تدفعك للاستيقاظ عدة مرات ليلاً للتبول؟

يُعدّ الاستيقاظ المتكرر ليلاً للتبول أحد أكثر مُسببات اضطراب النوم شيوعاً (رويترز)
يُعدّ الاستيقاظ المتكرر ليلاً للتبول أحد أكثر مُسببات اضطراب النوم شيوعاً (رويترز)
TT
20

ما الأسباب التي تدفعك للاستيقاظ عدة مرات ليلاً للتبول؟

يُعدّ الاستيقاظ المتكرر ليلاً للتبول أحد أكثر مُسببات اضطراب النوم شيوعاً (رويترز)
يُعدّ الاستيقاظ المتكرر ليلاً للتبول أحد أكثر مُسببات اضطراب النوم شيوعاً (رويترز)

يُعدّ الاستيقاظ المتكرر ليلاً للتبول أحد أكثر مُسببات اضطراب النوم شيوعاً، خصوصاً لدى كبار السن.

وعلى الرغم من أن الخبراء يعدون الاستيقاظ ليلاً للتبول أمراً عاديّاً وغير مقلق، فإنه قد يُشير أحياناً إلى مشاكل صحية أعمق خصوصاً إذا تعدت مرات الاستيقاظ في الليلة الواحدة المرتين.

وفي هذا السياق، تحدث الدكتور جامين براهمبات، اختصاصي المسالك البولية في «أورلاندو هيلث»، لشبكة «سي إن إن» الأميركية عن أبرز الأسباب التي تدفع الأشخاص للاستيقاظ عدة مرات ليلاً للتبول.

وهذه الأسباب هي:

تناول بعض المشروبات والمأكولات قبل النوم

يقول براهمبات إن عاداتك في الأكل والشرب في المساء قد تُفسد نومك.

ولفت إلى أن المشروبات التي تحتوي على الكافيين والكحول، وبعض أنواع شاي الأعشاب مثل البابونغ، يمكن أن تعمل مدرّات للبول وتدفعك للاستيقاظ المتكرر ليلاً للتبول.

ولا يتعلق الأمر فقط بما تشربه، بل بما تأكله أيضاً. فالأطعمة الغنية بالماء يمكن أن تُسهم بشكل كبير في التبول الليلي.

ويقول براهمبات: «يمكن للفواكه والخضراوات مثل البطيخ والخيار والكرفس والبرتقال والعنب أن تزيد من كمية السوائل بجسمك وتدفعك للذهاب إلى الحمام عدة مرات ليلاً». ويضيف: «ويمكن أيضاً أن يكون لتناول الحساء أو الوجبات التي تحتوي على المرق، وخصوصاً عند تناولها في وقت متأخر، تأثير مماثل، حيث تزيد من الحمل على المثانة أثناء الليل».

ونصح براهمبات بالامتناع عن شرب السوائل قبل ساعتين من النوم، وتجنب الأطعمة الغنية بالماء ليلاً.

التغيرات الهرمونية

مع تقدمنا ​​في العمر، ينخفض ​​إنتاج أجسامنا بشكل طبيعي للهرمون المضاد لإدرار البول (ADH)، وهو الهرمون الذي يُنبه الكلى للاحتفاظ بالماء طوال الليل. مع انخفاض مستويات هذا الهرمون، تُنتج الكلى المزيد من البول أثناء النوم، مما يؤدي إلى الاستيقاظ المتكرر للتبول.

وبالنسبة للنساء، تُساهم التغيرات الهرمونية بعد انقطاع الطمث أيضاً في التبول الليلي. فيمكن أن يُقلل انخفاض مستويات هرمون الإستروجين من سعة المثانة ويُضعف عضلات قاع الحوض، مما يزيد من الحاجة الملحة إلى التبول ليلاً.

وبالنسبة للرجال، تؤثر الهرمونات على غدة البروستاتا. وتُحفز التغيرات المرتبطة بالعمر في مستويات هرمون التستوستيرون وثنائي هيدروتستوستيرون (DHT) نمو البروستاتا، المعروف باسم تضخم البروستاتا الحميد (BPH). ويضغط تضخم البروستاتا على المثانة والإحليل (القناة التي تنقل البول من المثانة إلى خارج الجسم)، مما يُسبب عدم إفراغهما بالكامل، والحاجة المتكررة إلى التبول، خصوصاً في الليل.

مشكلة صحية

يقول براهمبات: «قد يشير التبول الليلي المتكرر أحياناً إلى مشاكل صحية كامنة. فقد تؤدي التقلبات في ضغط الدم أثناء الليل إلى زيادة إنتاج البول، مما يُسبب اضطراباً في النوم. كما يُمكن أن يكون داء السكري عاملاً مُسبباً لهذا الأمر، حيث يُؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى طرد الجسم للغلوكوز الزائد عبر البول، مما يزيد من وتيرة التبول».

كما لفت براهمبات إلى أن انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم (OSA) قد يلعب دوراً رئيسياً في التبول الليلي، لافتاً إلى أن هذا الاضطراب في أنماط التنفس يُسبب زيادة إنتاج البول.

بعض الأدوية

بعض الأدوية، وخصوصاً مدرات البول الموصوفة لارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب، يمكن أن تزيد بشكل ملحوظ من التبول الليلي.

ويقول براهمبات: «على الرغم من فائدتها في تنظيم ضغط الدم، فإن هذه الأدوية قد تُسبب اضطراب النوم إذا تم تناولها في وقت متأخر من اليوم».

وأكد أن هناك أدوية أخرى قد تؤثر على وظيفة المثانة أو توازن السوائل، مما يُفاقم التبول الليلي دون قصد، بما في ذلك مضادات الاكتئاب، والمهدئات، ومرخيات العضلات، وأدوية السكري، وحاصرات قنوات الكالسيوم.


مقالات ذات صلة

195 عامل خطر وراثي تؤثر على الصحة الإنجابية للمرأة

علوم 195 عامل خطر وراثي تؤثر على الصحة الإنجابية للمرأة

195 عامل خطر وراثي تؤثر على الصحة الإنجابية للمرأة

أحدثت دراسة جينية رائدة ضجة في الأوساط الطبية، بعد تحديدها 195 عامل خطر وراثي قد يكون لها دور محوري في تشكيل الصحة الإنجابية للمرأة.

د. وفا جاسم الرجب (لندن)
صحتك يقول طبيب أميركي إن تربية الأبناء قد تُشكّل خطراً على الصحة (أ.ب)

إذا شعرت بأن تربية الأبناء تُشكّل عبئاً على صحتك... فجرّب هذا

كشف طبيب أميركي مؤخراً تحذيراً أثار ذهول ملايين الناس، مُدّعياً أن تربية الأبناء قد تُشكّل خطراً على الصحة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الغمر في الماء البارد ممارسة شائعة بين الرياضيين وعشاق اللياقة البدنية (جمعية القلب الأميركية)

الاستحمام بالماء البارد يُعزز مقاومة الجسم للإجهاد

كشفت دراسة كندية حديثة عن أن التعرض المتكرر للماء البارد قد يُعزِّز قدرة خلايا الجسم على التكيف مع الإجهاد، مما قد ينعكس إيجاباً على الصحة العامة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك التمارين تلعب دوراً في تحسين الصحة (رويترز)

6 نصائح لاختيار مشروبات مناسبة أثناء ممارسة الرياضة

تُعدّ ممارسة الرياضة هواية مهمة للجسم لما لها من فوائد عديدة، ولكن فقدان الماء هو أحد آثارها الجانبية، ومن الضروري الحفاظ على رطوبة الجسم طوال الوقت

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك العلاج الكيميائي الأولي المُركّز عادة ما يستمر من أربعة إلى ستة أشهر (رويترز)

من الإرهاق إلى الجلطات الدموية... آثار جانبية قد تفاجئك لعلاج السرطان

بعد أكثر من عام من إعلان الملك البريطاني تشارلز عن تشخيص إصابته بالسرطان، أصدر القصر بياناً يفيد بأنه عانى من آثار جانبية جراء علاجه، كانت شديدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

إذا شعرت بأن تربية الأبناء تُشكّل عبئاً على صحتك... فجرّب هذا

يقول طبيب أميركي إن تربية الأبناء قد تُشكّل خطراً على الصحة (أ.ب)
يقول طبيب أميركي إن تربية الأبناء قد تُشكّل خطراً على الصحة (أ.ب)
TT
20

إذا شعرت بأن تربية الأبناء تُشكّل عبئاً على صحتك... فجرّب هذا

يقول طبيب أميركي إن تربية الأبناء قد تُشكّل خطراً على الصحة (أ.ب)
يقول طبيب أميركي إن تربية الأبناء قد تُشكّل خطراً على الصحة (أ.ب)

كشف طبيب أميركي مؤخراً تحذيراً أثار ذهول ملايين الناس، مُدّعياً أن تربية الأبناء قد تُشكّل خطراً على الصحة، ويوضح في تقرير أن المخاطر تكمن في التأثير الضار للتوتر، والعزلة الاجتماعية، والضغوط المالية، وفقاً لما جاء في موقع «سايكولوجي توداي».

وفي مقال نُشر في مارس (آذار) 2025 في مجلة «نيويوركر» بعنوان «نهاية الأطفال»، يتناول الكاتب منظوراً عالمياً؛ إذ يُجري مقابلات مع آباء وأمهات من عدد من البلدان.

هل أصبحت تربية الأبناء أكثر إرهاقاً مما كانت عليه في السابق؟

يقول الطبيب، الذي يعمل مع الآباء والأطفال على حد سواء، ويكتب عن تربية الأبناء، يُمكنني فهم الضغوط والإحباطات. نعم، يبدو أن مُسببات التوتر قد ازدادت؛ فقد وجدت الأبحاث الحديثة أن الأمهات العاملات يُخصصن وقتاً أطول لرعاية الأطفال مُقارنةً بالأمهات ربات البيوت في الأجيال الماضية.

كما اتضح أن الأمهات الحاصلات على شهادات جامعية يقضين وقتاً أطول مع أطفالهن مُقارنةً بالأمهات غير الحاصلات على شهادات جامعية. كما أن الآباء أقل عُرضة للعيش بالقرب من العائلة المُمتدة. علاوة على ذلك، كلما طال انتظار الناس لتكوين أسرة، غالباً في ظل متطلبات الحياة المهنية، قلّت احتمالية تكوينها.

ولكن ماذا لو لم تكن الأمور قاتمة كما قد تبدو؟ هناك أمور يمكننا القيام بها كعائلات ومجتمعات لتخفيف الضغط على الآباء.

في ظل الوضع الاقتصادي الحالي، ليس من الواضح ما ستكون عليه الوظيفة الجديدة.

وعندما نفكر في العالم المعقّد الذي نعيش فيه الآن، ومدى صعوبة التعامل مع الضغوط والمتطلبات، يجب أن نتذكر أيضاً أن لدينا أدوات لم تكن متاحة لأجدادنا؛ وهي مهارات اليقظة والتعاطف، وخاصةً التعاطف مع الذات. وقد وجد العديد من الأطباء ومعلمي التأمل أن التعاطف مع الذات من أهم الأدوات التي نمتلكها لبناء المرونة.

طريقة بسيطة للآباء لممارسة التعاطف مع الذات

للإجابة عن هذا السؤال، لستَ بحاجة إلى الجلوس بهدوء وإغلاق عينيك للتأمل، وهو أمر قد يكون صعباً مع الأطفال النشطين. إنها ممارسة يمكنك القيام بها عند توصيل الأطفال إلى مباراة كرة قدم، أو لقاء للعب، أو منافسات رياضية. يمكنك القيام بها حتى عندما يتشاجرون، أو تتجادل أنت وشريكك. دوّن هاتين النقطتين عندما تسنح لك الفرصة.

توقف للحظة، فحياتك مليئة بالأحداث، وقد تحتاج إلى بعض الدعم، واسأل نفسك: ما الذي أحتاج إليه؟ من الإجابات المحتملة:

أن أريح نفسي عاطفياً؟

أن أهدئ نفسي جسدياً؟

أن أشجع نفسي؟

أن أضع حدوداً؟

أن أهتم بنفسي؟

أن أتخذ إجراءً أو أُحدث تغييراً؟

في النهاية، تذكر جيداً أن الاهتمام بنفسك يُفيد الآخرين أيضاً.