كم مرة يجب عليك التبول يومياً وفقاً للخبراء؟

أحد حمامات الصين (أرشيفية - أ.ف.ب)
أحد حمامات الصين (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

كم مرة يجب عليك التبول يومياً وفقاً للخبراء؟

أحد حمامات الصين (أرشيفية - أ.ف.ب)
أحد حمامات الصين (أرشيفية - أ.ف.ب)

هل هناك عدد محدَّد لمرات التبول في اليوم؟ وماذا ينصح الخبراء الصحيون في هذا الأمر؟ وهل تستدعي مرات تبول أقل إلى إلقاء نظرة فاحصة على نمط الحياة والحالة الصحية؟

يقول الدكتور جامين براهمبات، اختصاصي المسالك البولية في «أورلاندو هيلث» لشبكة «سي إن إن»، إن معظم الأشخاص الأصحاء يتبولون خلال النهار نحو 6 إلى 8 مرات.

وأضاف براهمبات: «بالنسبة لمعظم الناس، من المعقول أن يحتاجوا إلى التبول كل (ثلاث إلى أربع) ساعات خلال النهار. وفي الليل، من الناحية المثالية، تستيقظ مرة واحدة فقط أو لا تستيقظ على الإطلاق. إذا كنتَ تستيقظ كثيراً، فقد يعني ذلك أن هناك شيئاً غير طبيعي».

التبوُّل المفرط

ويقول الخبير إن بعض الأشخاص قد يتبولون حتى 10 مرات في اليوم، خاصة إذا كانوا يشربون كثيراً من الماء أو المشروبات الأخرى التي تسبب التبول المتكرِّر.

يمكن أن تشمل هذه المشروبات الشاي والقهوة، التي لها تأثيرات مدرة للبول وتهيّج المثانة، كما قال الدكتور ديفيد شوسترمان، اختصاصي المسالك البولية المعتمد لجراحة المسالك البولية في مدينة نيويورك.

وأضاف براهمبات: «بصراحة، كل شخص يختلف قليلاً، لذلك لا يوجد رقم سحري لعدد مرات التبول يناسب الجميع، فإذا كان الجو حاراً وكنت تتعرق كثيراً، فقد تتبول أقل. الشيء المهم هو معرفة ما هو طبيعي بالنسبة لك. إذا كنت تركض فجأة إلى الحمام أكثر بكثير - أو أقل بكثير - فقد يكون من المفيد التحقق، خاصة إذا كان ذلك يفسد جودة حياتك».

قال براهمبات إن التبول المفرط الذي لا يرجع إلى استهلاك كميات كبيرة من الماء أو المشروبات يمكن أن يكون له أسباب متعددة، بما في ذلك متلازمة فرط نشاط المثانة، أو مرض السكري، أو عدوى المسالك البولية أو الأدوية. الأدوية المدرة للبول، التي غالباً ما توصف لارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب.

وقال الدكتور جيسون كيم، أستاذ مشارك في طب المسالك البولية في كلية رينيسانس للطب بجامعة ستوني بروك في لونغ آيلاند بنيويورك، إن التبول يتم التحكم فيه بواسطة نظام عصبي معقد يتضمن إشارات يتم إرسالها بين المثانة والإحليل والدماغ. وبالتالي، يمكن أن يكون التبول المفرط ناتجاً أيضاً عن السكتة الدماغية وإصابات الحبل الشوكي وبعض الأمراض العصبية، مثل مرض باركنسون والتصلب المتعدد وأورام الجهاز العصبي المركزي.

وقال شوسترمان إن الحمل هو عامل آخر، لأنه يتطلب شرب المزيد من الماء، وبالتالي زيادة عملية التمثيل الغذائي للماء.

القلق يزيد من التبول

كما يقول كيم إن التوتر أو القلق قد يجعل الشخص يحتاج إلى التبول أكثر؛ حيث إن استجابة القتال أو الهروب أو إطلاق الأدرينالين يمكن أن يتسبب في تقلُّص المثانة أو زيادة إنتاج البول على التوالي. وتابع كيم أن فرط نشاط المثانة قد ينتج عن مشاكل هرمونية أيضاً، مثل متلازمة الجهاز البولي التناسلي عند انقطاع الطمث، وهي عبارة عن مجموعة من الأعراض الناجمة عن انخفاض مستويات هرمون الإستروجين.

وأضاف كيم، الذي يشغل أيضاً منصب مديرة مركز صحة الحوض لدى النساء وسلس البول في الجامعة: «من المثير للاهتمام أن هناك مستقبلات هرمون الإستروجين في المثانة. لذلك، في كثير من الأحيان نضيف كريماً أو تحاميل هرمون الإستروجين المهبلي إلى نظام المريض، وقد ثبت أنه يساعد في علاج فرط نشاط المثانة».

إذا كان نمط التبول يزعجك أو إذا كنت تستيقظ بانتظام في الليل للتبول، فاستشر طبيب المسالك البولية الذي يمكنه مساعدتك في تحديد ما يحدث، وربما البدء في تمارين تدريب المثانة. قال كيم إن هذا المتخصص قد يحيلك إلى معالج قاع الحوض، إذا بدا أن مشكلتك ناجمة عن خلل فيه.

وقال الخبراء إن هناك كثيراً من العلاجات الأخرى قليلة التدخُّل المتاحة، بما في ذلك الأدوية، وحقن البوتوكس في المثانة، وأنواع من تحفيز الأعصاب، كما قال كيم.

وفي سياق متصل، قال شوسترمان إن الحقن تساعد في إضعاف أعصاب المثانة حتى «لا ينقبض جدار المثانة كثيراً، وبالتالي تنظيم متي يتعين على جسمك الذهاب إلى الحمام». وقال كيم وشوسترمان إن التدخلات الإجرائية تميل إلى أن تكون أكثر فعالية من الأدوية.

علامات وأسباب عدم التبوُّل بشكل كافٍ

من ناحية أخرى، قد يعني التبول كل ست إلى ثماني ساعات فقط، أو أقل من أربع مرات يومياً، أنك تعاني من الجفاف أو أن هناك مشكلة في كيفية عمل المثانة أو الكلى، كما قال براهمبات وشوسترمان.

قال شوسترمان إن المستويات المرتفعة بشكل غير طبيعي من الكالسيوم يمكن أن تؤدي إلى تكوين حصوات المثانة ومنع البول من الخروج.

وفيما يتعلق بالترطيب، توصي الأكاديمية الوطنية للطب النساء باستهلاك 2.7 لتر من السوائل يومياً، وأن يتناول الرجال 3.7 لتر يومياً. ويشمل هذا الدليل جميع السوائل والأطعمة الغنية بالمياه مثل الفواكه والخضراوات والحساء. ونظراً لأن متوسط ​​نسبة تناول الماء من السوائل إلى الأطعمة نحو 20 : 80. فإن هذا يعادل كمية يومية تبلغ 9 أكواب للنساء و12.5 كوب للرجال.

وقال شوسترمان إن عدم التبول بشكل كافٍ يمكن أن يزيد من خطر إيواء البكتيريا في مجرى البول، وبالتالي الإصابة بالتهابات المسالك البولية، لأن التبوُّل بانتظام هو الآلية الأساسية للجسم لمنع التهابات المسالك البولية.

إذا كان سبب عدم تبولك المتكرر هو حبس البول، فقد تضر هذه العادة بصحتك من خلال زيادة خطر إصابتك بمشاكل متعددة مثل التهابات الكلى أو ضعف عضلات المثانة بسبب الإجهاد المستمر


مقالات ذات صلة

تناول المياه المعبأة يومياً يعرضك لابتلاع آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

صحتك من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)

تناول المياه المعبأة يومياً يعرضك لابتلاع آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

أظهرت مراجعة بحثية حديثة أن مستهلكي المياه المعبأة يومياً يبتلعون أكثر من 90 ألف جسيم بلاستيكي دقيق، مقارنة بمن يشربون مياه الصنبور.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)

نصائح لتحسين جودة نومك خلال فصل الشتاء

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء. فالبرودة وقِصر ساعات النهار وزيادة التوتر أحياناً تجعل من الصعب الاسترخاء والاستغراق في النوم ليلاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم «اللوكيميا» هو نوع من السرطان يصيب خلايا الدم حيث يؤدي إلى إنتاج غير طبيعي لكريات الدم البيضاء التي تضعف قدرة الجسم على مقاومة العدوى (رويترز - أرشيفية)

دراسة تكشف دور الالتهاب المزمن في تمهيد الطريق لتطوّر «اللوكيميا»

حذّر علماء من أن تغيّرات خفية تصيب العظام، وتحديداً نخاع العظم، قد تشكّل علامة مبكرة على الإصابة بسرطان الدم (اللوكيميا).

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)

الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهم بشكل مباشر في أمراض القلب لدى الرجال

أظهرت دراسة حديثة أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين وتُسبب أمراض القلب، خاصةً لدى الرجال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الدراسة أجراها المركز الطبي التابع لمستشفيات جامعة كليفلاند الأميركية (بيكسباي)

دراسة تفتح الباب لإمكانية عكس مسار ألزهايمر

أشارت دراسة علمية حديثة إلى إمكانية عكس مسار مرض ألزهايمر عبر استعادة التوازن الطاقي داخل الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تناول المياه المعبأة يومياً يعرضك لابتلاع آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)
من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)
TT

تناول المياه المعبأة يومياً يعرضك لابتلاع آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)
من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)

أظهرت مراجعة بحثية حديثة أن مستهلكي المياه المعبأة يومياً يبتلعون أكثر من 90 ألف جسيم بلاستيكي دقيق، مقارنة بمن يشربون مياه الصنبور، ما يستدعي اتخاذ إجراءات تنظيمية عاجلة للحد من المخاطر.

وتشير المراجعة أيضاً إلى أن متوسط ​​ما يبتلعه الإنسان سنوياً يتراوح بين 39 ألفاً و52 ألف جسيم بلاستيكي دقيق، يتراوح حجمها بين جزء من ألف من الملِّيمتر وخمسة ملِّيمترات.

وتُطلق الزجاجات البلاستيكية جسيمات دقيقة في أثناء التصنيع والتخزين والنقل؛ حيث تتحلل بفعل التعرض لأشعة الشمس وتقلبات درجات الحرارة، وفقاً لباحثين في جامعة كونكورديا بكندا الذين يحذرون من أن العواقب الصحية لابتلاعها «قد تكون وخيمة»، حسبما أفادت صحيفة «إندبندنت» البريطانية.

وفي السياق، قالت سارة ساجدي، المؤلفة الرئيسية للدراسة الجديدة المنشورة في مجلة المواد الخطرة: «يُعدُّ شرب الماء من الزجاجات البلاستيكية آمناً في حالات الطوارئ، ولكنه ليس خياراً مناسباً للاستخدام اليومي».

من المعروف أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة تدخل مجرى الدم وتصل إلى الأعضاء الحيوية، مما قد يُسبب التهابات مزمنة، ومشكلات تنفسية، وإجهاداً للخلايا، واضطرابات هرمونية، وضعفاً في القدرة على الإنجاب، وتلفاً عصبياً، وأنواعاً مختلفة من السرطان. إلا أن آثارها طويلة الأمد لا تزال غير مفهومة بشكل كامل بسبب نقص طرق الاختبار الموحدة لتقييمها داخل الأنسجة.

في هذه المراجعة، فحص الباحثون التأثير العالمي لجزيئات البلاستيك الدقيقة التي يتم ابتلاعها من زجاجات المياه البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد على صحة الإنسان، مستندين في ذلك إلى أكثر من 141 مقالة علمية.

تشير المراجعة إلى أن الأشخاص الذين يحصلون على الكمية اليومية الموصى بها من الماء من زجاجات المياه البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد فقط، قد يبتلعون 90 ألف جزيء إضافي من البلاستيك الدقيق سنوياً، مقارنة بمن يشربون ماء الصنبور فقط، والذين يبتلعون 4 آلاف جزيء دقيق سنوياً. كما توضح الدراسة أنه على الرغم من أن أدوات البحث الحالية قادرة على رصد حتى أصغر الجزيئات، فإنها لا تكشف عن مكوناتها.

ويشير الباحثون إلى أن الأدوات المستخدمة لتحديد تركيب جزيئات البلاستيك غالباً ما تغفل أصغرها، داعين إلى تطوير أساليب اختبار عالمية موحدة لقياس الجزيئات بدقة.

وكتب الباحثون: «يسلط التقرير الضوء على المشكلات الصحية المزمنة المرتبطة بالتعرض للبلاستيك النانوي والميكروي، بما في ذلك أمراض الجهاز التنفسي، ومشكلات الإنجاب، والتسمم العصبي، والسرطنة».

وتسلِّط المراجعة الضوء على تحديات أساليب الاختبار الموحدة، والحاجة إلى لوائح شاملة تستهدف الجسيمات البلاستيكية النانوية والميكروية في زجاجات المياه. كما يؤكد البحث ضرورة التحول من استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام إلى حلول مستدامة طويلة الأمد لتوفير المياه.


نصائح لتحسين جودة نومك خلال فصل الشتاء

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)
يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)
TT

نصائح لتحسين جودة نومك خلال فصل الشتاء

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)
يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء. فالبرودة وقِصر ساعات النهار وزيادة التوتر أحياناً تجعل من الصعب الاسترخاء والاستغراق في النوم ليلاً. ومع ذلك، هناك بعض العادات البسيطة والتغييرات في نمط الحياة التي يمكن أن تساعد على تحسين جودة النوم، خلال الأشهر الباردة.

وذكر تقريرٌ نشرته صحيفة «التلغراف» أهم الطرق والنصائح للحصول على نوم أفضل ليلاً في فصل الشتاء، وهي:

ابدأ يومك بالتعرض للضوء

يمكن أن يساعد التعرض للضوء لمدة ثلاثين دقيقة، في الوقت نفسه كل صباح، في إعادة ضبط ساعتك البيولوجية، وتحسين جودة نومك.

وإذا جرى هذا التعرض للضوء أثناء المشي فإن هذا الأمر قد يُحسّن المزاج أيضاً.

لكنْ إذا لم تتمكن من الخروج نهاراً، فإن الجلوس بجوار النافذة يساعد على تحسين التركيز والمزاج وجودة النوم.

احمِ عينيك من الضوء ليلاً

يُفضَّل ليلاً استخدام إضاءة خافتة ودافئة، حيث يرتبط التعرض للضوء ليلاً بنومٍ أخف وأقل راحة.

ويبدأ إفراز هرمون النوم الميلاتونين عادةً قبل ساعة ونصف من موعد نومك المعتاد، لذا جرّب إشعال شمعة مع وجبة العشاء مع إغلاق مصادر الإضاءة الأخرى. سيساعدك الجمع بين هذه الأدوات على النوم بسهولة أكبر.

اجعل المشي وقت الغداء عادة

بغضّ النظر عن مدى لياقتك البدنية، فإن قلة الخطوات تعني تقليل تراكم «ضغط» النوم، مما يسهم في شعورك بالتعب ليلاً ويتسبب في اضطرابات بنومك.

ضع لنفسك هدفاً بالمشي وقت الغداء، بغضّ النظر عن الطقس.

حاول ألا تستيقظ مبكراً

إن الاستيقاظ مبكراً في فصل الشتاء قد يُسبب ارتفاعاً غير معتاد في مستوى الكورتيزول، مما قد يجعلك تشعر بمزيد من التوتر والإرهاق طوال اليوم.

قد لا يكون هذا ممكناً للجميع، لكن إذا استطعتَ الحصول على نصف ساعة إضافية من النوم صباحاً، فقد تنام، بشكل أفضل، في الليلة التالية.

استمتع بوقتك في أحضان الطبيعة

إن الخروج للطبيعة في فصل الشتاء يمكن أن يساعدك في تحسين جودة نومك، بشكل كبير، ليلاً. لكن ينبغي عليك الحرص على ارتداء الملابس الثقيلة أثناء الخروج.

خطط لوجباتك بذكاء

وجدت دراسات حديثة أن الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة فائقة المعالجة ترتبط بارتفاع معدلات الأرق واضطرابات الصحة النفسية.

من الأفضل بدء وضع خطة وجبات أسبوعية. فالأطعمة الغنية بالألياف والمُغذية (مثل الفواكه والخضراوات الطازجة) ترتبط بتحسين جودة النوم.

وإلى جانب نوعية الطعام، فكّر أيضاً في وقت تناوله. توقف عن الأكل، قبل ساعتين على الأقل من موعد نومك، لتنعم بنوم هانئ.


الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهم بشكل مباشر في أمراض القلب لدى الرجال

الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)
الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)
TT

الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهم بشكل مباشر في أمراض القلب لدى الرجال

الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)
الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)

أظهرت دراسة حديثة أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين وتُسبب أمراض القلب، خاصةً لدى الرجال.

وتنتشر جزيئات البلاستيك الدقيقة، التي يتراوح حجمها بين جزء من ألف من المليمتر وخمسة ملليمترات، في كل مكان اليوم؛ إذ توجد في الطعام والماء والهواء. ومن المعروف أنها تدخل مجرى الدم، بل وتستقر في الأعضاء الحيوية.

وتُسهِم هذه الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في مجموعة واسعة من المشاكل الصحية، بدءاً من اضطرابات الهرمونات، وضعف القدرة على الإنجاب، وتلف الجهاز العصبي، والسرطان، وصولاً إلى أمراض القلب.

ومع ذلك، لم يكن من الواضح، فيما يتعلق بأمراض القلب، ما إذا كانت هذه الجسيمات تُلحق الضرر بالشرايين بشكلٍ مباشر، أم أن وجودها مع المرض كان مجرد مصادفة فقط، وهذا ما توصلت إليه الدراسة الجديدة، والتي نقلتها صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وقال تشانغ تشنغ تشو، أستاذ العلوم الطبية الحيوية في جامعة كاليفورنيا، ومؤلف الدراسة الجديدة: «تقدم دراستنا بعضاً من أقوى الأدلة حتى الآن على أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهِم بشكل مباشر في أمراض القلب والأوعية الدموية».

وفي الدراسة، قيّم الباحثون آثار الجزيئات البلاستيكية الدقيقة على فئران مُعرّضة وراثياً للإصابة بتصلب الشرايين.

تمت تغذية فئران الدراسة، ذكوراً وإناثاً، بنظام غذائي منخفض الدهون والكولسترول، يُشابه ما قد يتناوله شخص سليم ونحيف.

ومع ذلك، وعلى مدار تسعة أسابيع، تلقت الفئران جزيئات بلاستيكية دقيقة بجرعات تُقارب 10 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الجسم.

واختار الباحثون مستويات التعرض هذه للجزيئات البلاستيكية الدقيقة؛ لتعكس كميات مُشابهة لما قد يتعرض له الإنسان من خلال الطعام والماء الملوثين.

وعلى الرغم من أن النظام الغذائي الغني بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة لم يتسبب في زيادة وزن الفئران أو ارتفاع مستويات الكولسترول لديها، وظلت الحيوانات نحيفة، فإن تلف الشرايين قد حدث.

ووجد الباحثون على وجه الخصوص فرقاً ملحوظاً في تأثير الجسيمات البلاستيكية الدقيقة بين ذكور وإناث الفئران.

وأدى التعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة إلى تسريع تصلب الشرايين بشكل كبير لدى ذكور الفئران، حيث زاد تراكم اللويحات بنسبة 63 في المائة في جزء من الشريان الرئيسي المتصل بالقلب، وبأكثر من 7 أضعاف في الشريان العضدي الرأسي المتفرع من الشريان الرئيسي في الجزء العلوي من الصدر.

وخلصت الدراسة إلى أن إناث الفئران التي تعرضت للظروف نفسها لم تشهد زيادة ملحوظة في تكوّن اللويحات.

وبمزيد من البحث، وجد الباحثون أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تتداخل مع الشرايين؛ ما يُغير سلوك وتوازن أنواع عدة من الخلايا.

ووجدوا أن الخلايا البطانية، التي تُشكل البطانة الداخلية للأوعية الدموية، كانت الأكثر تأثراً.

وقال الدكتور تشو: «بما أن الخلايا البطانية هي أول ما يتعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة المنتشرة في الدم، فإن خلل وظيفتها قد يُؤدي إلى بدء الالتهاب وتكوّن اللويحات».

يبحث الباحثون حالياً في سبب كون ذكور الفئران أكثر عرضة لتلف الشرايين نتيجة التعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة، وما إذا كان هذا الاختلاف بين الجنسين ينطبق على البشر أيضاً.

وقال تشو: «يكاد يكون من المستحيل تجنب الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تماماً. ومع استمرار تزايد تلوث الجسيمات البلاستيكية الدقيقة عالمياً، أصبح فهم آثارها على صحة الإنسان، بما في ذلك أمراض القلب، أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى».

وأشار إلى أنه نظراً لأنه لا توجد حالياً طرق فعالة لإزالة الجسيمات البلاستيكية الدقيقة من الجسم، فإن تقليل التعرض لها والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام - من خلال النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، وإدارة عوامل الخطر - يبقى أمراً بالغ الأهمية.