زيت الخروع علاج «واعد» لجفاف العين

باحثون يوظّفون جهودهم لتحسين نوعية الحياة

التهاب الجفن يُسبّب جفاف العين (أرشيفية)
التهاب الجفن يُسبّب جفاف العين (أرشيفية)
TT
20

زيت الخروع علاج «واعد» لجفاف العين

التهاب الجفن يُسبّب جفاف العين (أرشيفية)
التهاب الجفن يُسبّب جفاف العين (أرشيفية)

توصَّل باحثون بجامعة أوكلاند في نيوزيلندا إلى أنّ «زيت الخروع يمكن أن يصبح علاجاً آمناً وطبيعياً محتملاً لمرض جفاف العين». وأوضحوا خلال دراسة تجريبية، نشرت نتائجها الخميس، في موقع «يوريك أليرت»، أن هذا الزيت أظهر نتائج «واعدة» لعلاج التهاب الجفن، وهو السبب الأكثر شيوعاً لمرض جفاف العين، إذ يُمثل أكثر من 80 في المائة من الحالات.

وجفاف العين مرض شائع يحدث عندما لا تستطيع الدموع توفير الترطيب الكافي للعين، ويؤدّي عدم استقرارها إلى التهاب سطحها وتلفه.

وفي حين أنّ الأرقام الدقيقة لمرض جفاف العين غير متوفرة بالنسبة إلى نيوزيلندا، تشير التقديرات في أستراليا إلى أنّ «المرض يؤثر في نحو 58 في المائة من السكان الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً».

ويُعدّ التقدُّم في السنّ، وانقطاع الطمث، وزيادة وقت الشاشة، ووضع العدسات اللاصقة من عوامل الخطر الأخرى للإصابة بجفاف العين.

وأشار الباحثون إلى أنّ العلاجات الحالية لالتهاب الجفن، مثل مضادات البكتيريا ومضادات الالتهاب، غير مناسبة بشكل عام للاستخدام على المدى الطويل، بسبب آثارها الجانبية الكبيرة واحتمالية مقاومة مضادات الميكروبات. وأجرى الفريق البحثي دراستهم لرصد فاعلية استخدام منتج يحتوي على زيت الخروع المعصور، والمعزَّز بزيوت المانوكا، ويُطبَّق على الجفن باستخدام كرة دوّارة متّصلة بزجاجة صغيرة.

يأتي زيت الخروع من شجيرة استوائية، ويُستَخدم علاجياً منذ آلاف السنين، وأخيراً في مستحضرات تجميل العيون ومزيلات مكياجها.

وخلال الدراسة التجريبية، عولج 26 مريضاً يعانون التهاب الجفن بزيت الخروع على مدى 4 أسابيع. وحصل الباحثون على تحسينات قابلة للقياس في الأعراض، مثل انخفاض احمرار حافة الجفن، وانخفاض سماكة الجفن، وانخفاض وفرة البكتيريا، وكذلك انخفاض تقشُّر الرموش.

وبناء على نجاح الدراسة التجريبية، يشارك فريق البحث الآن في دراسة أكثر شمولاً، وعشوائية، عبر 92 مشاركاً، بهدف التوصّل إلى أدلة علمية قوية للأطباء بخصوص هذا العلاج المحتمل.

من جانبها، قالت الباحثة الرئيسية في الدراسة، الدكتورة جينيفر كريغ، إنّ «مرضى جفاف العين دائماً يشعرون بعدم الارتياح، ما يؤثر في نوعية حياتهم وإنتاجية عملهم، وهدفنا النهائي هو تحسين نوعية الحياة بشكل مستدام لهذه المجموعة الكبيرة من المرضى باستخدام منتج طبيعي وآمن وفعال».

وأعربت عن أملها بأن تؤدّي النتائج إلى إرشادات قائمة على الأدلة للأطباء بما يتعلّق بتقديم زيت الخروع خياراً علاجياً مُحتملاً للمرضى الذين يعانون التهاب الجفن، ليستمروا في الاستمتاع بنوعية حياة رائعة.


مقالات ذات صلة

واشنطن تناقش سياستها حيال دمشق

الولايات المتحدة​ من جلسة استماع لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ (الشرق الأوسط)

واشنطن تناقش سياستها حيال دمشق

السيناتور ريش: «صانعو القرار أمام تحدٍّ كبير للموازنة بين الأخطار ودعم القيادة السورية الجديدة».

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس يدلي ببيان في برلين 13 فبراير 2025 (رويترز)

شولتس: انتصار روسيا وانهيار أوكرانيا «لن يجلبا» السلام

حذّر المستشار الألماني أولاف شولتس من مفاوضات تُفضي إلى انتصار روسي وانهيار لأوكرانيا، وعَدّ أن ذلك لن يجلب السلام، بل على العكس.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم صورة من هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

رئيس «غوغل» السابق يحذر من «سيناريو بن لادن» للذكاء الاصطناعي

يخشى الرئيس التنفيذي السابق لشركة «غوغل» من استخدام الذكاء الاصطناعي في «سيناريو بن لادن»، أو استخدام «الدول المارقة» لهذه التقنية لـ«إيذاء الأبرياء».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا صورة ملتقطة في 4 فبراير 2025 تظهر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مكالمة هاتفية في مكتبه بكييف (أ.ف.ب)

زيلينسكي: أوكرانيا مستعدة لعرض تبادل أراض مع روسيا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة نشرت اليوم (الثلاثاء)، إن أوكرانيا مستعدة لعرض تبادل أراضٍ مع روسيا في إطار مفاوضات سلام محتملة لإنهاء الحرب.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائهما في نيويورك... سبتمبر 2024 (رويترز)

أوكرانيا تعرض على ترمب معادن نادرة مقابل الأسلحة الأميركية

عرضت أوكرانيا إبرام صفقة مع الرئيس الأميركي ترمب لمواصلة المساعدات العسكرية الأميركية مقابل تطوير صناعة المعادن في أوكرانيا. فما القصة؟

«الشرق الأوسط» (كييف)

أفلام فلسطينية وإسرائيلية تنقل «الصراع» إلى «برلين السينمائي»

تطغى السياسة على المهرجان (إدارة المهرجان)
تطغى السياسة على المهرجان (إدارة المهرجان)
TT
20

أفلام فلسطينية وإسرائيلية تنقل «الصراع» إلى «برلين السينمائي»

تطغى السياسة على المهرجان (إدارة المهرجان)
تطغى السياسة على المهرجان (إدارة المهرجان)

نقلت أفلام وثائقية فلسطينية وإسرائيلية الصراع العربي - الإسرائيلي إلى الدورة الـ75 من مهرجان «برلين السينمائي» التي تستمر حتى 23 فبراير (شباط) الحالي، في وقت لا تقتصر فيه الأفلام التي تتناول القضية الفلسطينية بشكل أو بآخر على البلدين مع وجود الفيلم المصري القصير «آخر يوم».

ويشهد قسم «البانوراما» عرض الفيلم الوثائقي الفلسطيني «يلا باركور» الذي عُرض للمرة الأولى عالمياً في النسخة الماضية من مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» ضمن برنامج «رؤى عربية»، الذي تخرجه وتشارك فيه الفلسطينية المقيمة في واشنطن عريب زعيتر.

تدور أحداث «يلا باركور» حول ذكرياتها مع ابتسامة والدتها عندما كانت شابّة على الشاطئ في غزة خلال إحدى عطلات العائلة المعتادة إلى فلسطين، حيث كان أبناء أعمامها يسخرون من لهجة عريب غير المألوفة، ولكنّ والدتها كانت تقول إنّ هذا هو المكان الذي تنتمي إليه.

وتوثق عريب جانباً من الحياة في قطاع غزة قبل «طوفان الأقصى»، فخلال تصفحها الإنترنت بحثاً عن صور تستحضر من خلالها شيئاً من والدتها، وجدت المراهق «أحمد مطر» وأصدقاءه، وهم أعضاء فريق باركور، والذين يستخدمون أنقاض المباني المدمّرة في غزة كمسارات عقبات في رحلة ممتدة على مدار 89 دقيقة تقريباً.

في المقابل، يوجد الفيلم الوثائقي الإسرائيلي «رسالة إلى ديفيد» ضمن برنامج «العروض الخاصة»، وهو الفيلم الذي قدمه المخرج الإسرائيلي توم شوفال، ويتناول قصة بطليه الشقيقين ديفيد وإيتان اللذين يعيشان في مستوطنة «نير عوز»، وبينما ينجو إيتان وعائلته بأعجوبة خلال أحداث «طوفان الأقصى» يقع ديفيد مع زوجته وابنتيه في الأسر.

لقطة من الفيلم الإسرائيلي «رسالة إلى ديفيد» (إدارة المهرجان)
لقطة من الفيلم الإسرائيلي «رسالة إلى ديفيد» (إدارة المهرجان)

في رحلة الفيلم توثيق للإفراج عن زوجة ديفيد وابنتيه في صفقة تبادل الأسرى الأولى، بينما يستمر وجوده في الأسر داخل قطاع غزة برفقة أخيه الأصغر، بينما يعرض الفيلم جوانب من حياتهم المختلفة خلال رحلتهم الفنية.

لكن الفيلم الإسرائيلي يتجنب التطرق للدمار الكبير الذي وقع في غزة، أو تداعيات الاحتلال الإسرائيلي، وسجنه لآلاف الفلسطينيين بجانب عدم طرح أي نقاش سياسي بشكل مباشر، ويقدم صوراً من كواليس تجربة ديفيد الأولى للوقوف أمام الكاميرا.

ويوجد الفيلم المصري «آخر يوم» ضمن برنامج «الفورم الممتد»، وهو من إخراج محمود إبراهيم، ويوثق في مدة لا تتجاوز 5 دقائق قيام شقيقين بحزم الحقائب من منزلهما الذي ستجري إزالته بالتزامن مع سماعهم أخبار إزالة المنازل في حي «الشيخ جراح» بالقدس من جانب القوات الإسرائيلية.

مشهد من الفيلم المصري «آخر يوم» (إدارة المهرجان)
مشهد من الفيلم المصري «آخر يوم» (إدارة المهرجان)

وأصبح لدى مهرجان برلين في السنوات الأخيرة مواقف واضحة من الصراع في فلسطين وفق الناقد المصري طارق الشناوي، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «المهرجان يرفض الانتهاكات الإسرائيلية في غزة لكن في المقابل أيضاً يقف ضد قتل أي مدني»، مشيراً إلى أنه رصد «تعاطفاً» ربما لم يكن موجوداً من قبل بهذه الطريقة مع القضية الفلسطينية، لا سيما بعد أحداث «طوفان الأقصى».

وأوضح أن هذا الأمر انعكس على السجادة الحمراء للمهرجان بشكل واضح في ظل إعادة الاهتمام بالقضية الفلسطينية والمشكلات التي يواجهها الشعب الفلسطيني من الممارسات «القمعية» التي ترتكب من الجانب الإسرائيلي، مشيراً إلى أن المهرجان لديه نظرة أقرب للحيادية تحمل قدراً من التعاطف مع الشعب الفلسطيني.

«لا يمكن الفصل بين السينما والسياسة، لا سيما بالمهرجانات السينمائية الكبرى»، حسب الناقد السعودي أحمد العياد الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن هذه المهرجانات تشكل فرصة لطرح القضايا السياسية ومحاولة كسب تعاطف معها، سواء كان الأمر بشكل مباشر أو غير مباشر عبر التركيز على الجوانب الإنسانية.

لقطة من الفيلم الفلسطيني «يلا باركور» (الشرق الأوسط)
لقطة من الفيلم الفلسطيني «يلا باركور» (الشرق الأوسط)

وأضاف أن هناك أعمالاً تمنحها الظروف السياسية فرصاً أكبر في الاحتفاء الإعلامي والنقدي على غرار ما حدث العام الماضي في مهرجان برلين مع الفيلم الوثائقي «لا أرض أخرى»، وهو الفيلم الذي وصل للقائمة القصيرة بجوائز «الأوسكار»، مشيراً إلى أن الجانب السياسي الخاص بالصراع العربي الإسرائيلي يشهد زخماً بهذه الدورة.

يشير الناقد السعودي إلى أن الإدارة الجديدة للمهرجان الألماني تبدو أقل تشدداً تجاه الآراء السياسية والتفاعل معها، وهو أمر يبدو واضحاً بالفعاليات التي يجري السماح بتنظيمها على هامش «البرلينالة»، مشيراً إلى وجود إدراك لدى صناع السينما بقدرتهم على التأثير عبر المشاركة في الدعم أو تقديم أعمال تتناول القضايا التي يؤمنون بها، وهو أمر برز في «برلين» عبر دعم الموقف الأوكراني بالعام قبل الماضي.

الاهتمام بالصراع العربي - الإسرائيلي لم يكن قاصراً على الأفلام فحسب، بل امتد أيضاً ليشمل تصريحات النجوم العالميين، من بينهم الممثلة البريطانية تيلدا سوينتون التي منحت جائزة «الدب الذهبي» للإنجاز مدى الحياة في حفل الافتتاح، وتحدثت عن القضية الفلسطينية و«الإبادة الجماعية» التي يتعرض لها الفلسطينيون.

وشاركت أفلام مشروع «المسافة صفر»، وهي أفلام وثائقية فلسطينية تتحدث عن تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في عدة مهرجانات دولية، وحققت ردوداً مهمة بالأوساط السينمائية.