ليس مجرد عادة... لـ«قضم الأظافر» عواقب جسدية ونفسية... كيف تحمي نفسك منها؟

قضم الأظافر يُعد من أكثر السلوكيات التكرارية المتمركزة على الجسم شيوعاً (رويترز)
قضم الأظافر يُعد من أكثر السلوكيات التكرارية المتمركزة على الجسم شيوعاً (رويترز)
TT

ليس مجرد عادة... لـ«قضم الأظافر» عواقب جسدية ونفسية... كيف تحمي نفسك منها؟

قضم الأظافر يُعد من أكثر السلوكيات التكرارية المتمركزة على الجسم شيوعاً (رويترز)
قضم الأظافر يُعد من أكثر السلوكيات التكرارية المتمركزة على الجسم شيوعاً (رويترز)

عند مناقشة السلوكيات التكرارية المتمركزة على الجسم، قد تتبادر إلى الأذهان حالات مثل حك الشعر أو قضم الجلد أو مضغ اللسان أو عض الشفاه. لكن قضم الأظافر يُعد أحد أكثر هذه السلوكيات شيوعاً، وغالباً ما يُهمل في العلاج. وعلى الرغم من تجاهله في كثير من الأحيان باعتباره عادة غير ضارة، فإن قضم الأظافر المزمن يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الصحة البدنية والنفسية.

وفي حين أن العديد من الأفراد يمارسون قضم الأظافر من حين لآخر، وخاصة خلال فترات التوتر أو الملل، فإن قضم الأظافر المزمن قد يكون مُزعجاً. وبالنسبة للمصابين به، قد يكون السلوك تلقائياً أو يصعب التحكم فيه. ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي إلى أضرار جسدية ظاهرة، بما في ذلك العدوى ومشاكل الأسنان وتغيرات في بنية الأظافر، بالإضافة إلى ضائقة نفسية تؤدي إلى الشعور بالخجل والقلق والانطواء الاجتماعي.

وعلى الرغم من شيوع قضم الأظافر، وأنه غالباً ما يُستهان به أو يُنظر إليه على أنه مجرد عادة عصبية، فإنه سلوك مدفوع بعوامل نفسية وعصبية معقدة، ويعد اضطراباً نفسياً يستحق الاعتراف به وفهمه وإيلائه الرعاية المناسبة، وفق ما ذكر موقع «سيكولوجي توداي» المَعنيّ بالصحة النفسية والعقلية.

ما الذي يُحفّز قضم الأظافر؟

مثل العديد من السلوكيات التكرارية المتمركزة على الجسم، يُعدّ قضم الأظافر سلوكاً غير متجانس، ويُعتقد أنه ينشأ عن مزيج من التأثيرات الجينية والعصبية والعاطفية والبيئية. وتشمل العوامل المساهمة الشائعة ما يلي:

التنظيم العاطفي: قد يكون قضم الأظافر وسيلةً لإدارة القلق أو التوتر أو التحفيز المفرط، كما يُمكن أن يُوفّر تحفيزاً خلال فترات الملل.

السعي للكمال وسلوكيات التزيين: قد يشعر الأفراد بالحاجة إلى تصحيح عيوب مُدركة، مثل الأظافر غير المُستوية، مما يُحفّز سلسلةً من حركات التزيين المُتكررة.

المكونات الحسية: قد يكون الإحساس اللمسي لقضم الأظافر مُهدئاً أو مُرضياً بطبيعته.

الروابط العصبية والوراثية: تُشير الأبحاث إلى أن السلوكيات التكرارية المتمركزة على الجسم قد تشترك في أوجه تشابه جينية وعصبية مع حالات مثل اضطراب الوسواس القهري، واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.

عواقب قضم الأظافر المزمن

في حين قد يُنظر إلى قضم الأظافر على أنه أمر مقبول اجتماعياً، فإن آثاره طويلة المدى قد تكون كبيرة، ومنها:

مضاعفات الأسنان: قد يُسهم قضم الأظافر المزمن في عدم محاذاة الأسنان، وتآكل مينا الأسنان، وحتى تكسرها.

الالتهابات: قد يُلحق القضم المتكرر الضرر بالجلد المحيط بالأظافر، مما يُتيح دخول البكتيريا ويؤدي إلى التهابات مؤلمة مثل التهاب الظفر.

مخاطر الجهاز الهضمي: قد يزيد دخول البكتيريا، من خلال ملامسة الأظافر عن طريق الفم، من احتمالية الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي.

الآثار النفسية والاجتماعية: غالباً ما يشعر الأفراد بالحرج أو الخجل من مظهر أيديهم، مما قد يؤدي إلى تجنب التفاعلات الاجتماعية.

استراتيجيات العلاج

يتطلب التوقف عن قضم الأظافر أكثر من مجرد قوة الإرادة. هناك مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات العلاجية الفعالة، منها:

التدريب على عكس العادات: يتضمن هذا النهج السلوكي زيادة الوعي بالمحفزات، وتعديل البيئة، واستبدالها باستجابة أقل ضرراً.

استخدام العوائق الجسدية: يمكن لأساليب مثل وضع طلاء أظافر ذي مذاق مر، أو قص الأظافر باستمرار، أو ارتداء القفازات أن تساعد في السيطرة على هذه العادة.

الاستبدال الحسي: يمكن للانخراط في أنشطة حسية بديلة (مثل مضغ علكة) أن يلبي الاحتياج دون التسبب في أي ضرر.

علاج الحالات المصاحبة: إذا كان قضم الأظافر مرتبطاً بحالات كامنة مثل القلق أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة، فإن معالجة هذه الاضطرابات يمكن أن تقلل من تكرار السلوك.


مقالات ذات صلة

أندريه الحاج لـ«الشرق الأوسط»: الموسيقى خالدة وذاكرتنا الفنية تستحق التكريم

يوميات الشرق المايسترو اللبناني أندريه الحاج (أندريه الحاج)

أندريه الحاج لـ«الشرق الأوسط»: الموسيقى خالدة وذاكرتنا الفنية تستحق التكريم

يُبدي الحاج أسفه لخسارة لبنان عدداً كبيراً من الموسيقيين الشباب بسبب الهجرة، ويقول: «لا تجوز الاستهانة بالموضوع إطلاقاً، فهؤلاء هم مستقبل الموسيقى اللبنانية».

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الفنان غوتز فاليان (غيتي)

غوتز فاليان... الديناصور الأخير في غابة السينما اليدوية

على مدار أكثر من 30 عاماً، ظلَّ الفنان النمساوي المولد، يعتاش من رسم بوسترات الأفلام الضخمة يدوياً، لتزيِّن أعرق دور العرض السينمائية في العاصمة برلين.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق مشاهير تلطَّخت أيديهم بالدماء... أبرز الجرائم في سجلَّات النجوميَّة

مشاهير تلطَّخت أيديهم بالدماء... أبرز الجرائم في سجلَّات النجوميَّة

إلى جانب النجوم ومحبة الجماهير، في سجلَّات المشاهير نقاطٌ سوداء بعضها ملطَّخ بالدم. فمن أبرز هؤلاء الذين خسروا نجوميَّتهم بسبب جرائم ارتكبوها؟

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق مقصورة درجة رجال الأعمال الجديدة كلياً من طراز «بوينغ 787-9»... (شركة طيران نيوزيلندا)

إعادة تصميم «دريملاينر» التابعة لـ«طيران نيوزيلندا»

وقع الاختيار على شركة «طيران نيوزيلندا»، بوصفها ثالث أفضل شركة طيران في العالم لعام 2025، من موقع AirlineRatings.com.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق يُشكّل قلب بوينس آيرس (أ.ف.ب)

مصعد داخل مسلّة يفتح أفقاً بانورامياً في سماء بوينس آيرس

أصبحت ممكنة زيارة المسلّة الشهيرة في بوينس آيرس بواسطة مصعد يوفر إطلالة بانورامية على المدينة من هذا المَعْلم الذي يُشكِّل مكاناً للتجمّعات...

«الشرق الأوسط» (بوينوس آيرس)

«صورة سيلفي» قد تتنبأ بالعمر البيولوجي وفرص النجاة من السرطان

التقنية الجديدة تعتمد على التقاط الشخص صورة «سيلفي» لوجهه (رويترز)
التقنية الجديدة تعتمد على التقاط الشخص صورة «سيلفي» لوجهه (رويترز)
TT

«صورة سيلفي» قد تتنبأ بالعمر البيولوجي وفرص النجاة من السرطان

التقنية الجديدة تعتمد على التقاط الشخص صورة «سيلفي» لوجهه (رويترز)
التقنية الجديدة تعتمد على التقاط الشخص صورة «سيلفي» لوجهه (رويترز)

طوَّرت مجموعة من الباحثين تقنية ذكاء اصطناعي جديدة يمكن أن تحدد العمر البيولوجي للشخص، وتتنبأ بالمدة التي سيعيشها وفرص بقائه على قيد الحياة بعد الإصابة بالسرطان، وذلك من خلال «صورة سيلفي».

وبحسب شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، فإن هذه التقنية، التي طوَّرها باحثون من مستشفى ماساتشوستس العام، تُسمى FaceAge، وتعتمد على التقاط الشخص صورة «سيلفي» لوجهه؛ لتستخدمها أداة الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بعمره البيولوجي.

ويشير العمر البيولوجي للشخص إلى حالة جسده وصحته والتغيرات الفسيولوجية التي تحدث لخلاياه وأنسجته، وهي عوامل قد لا تتماشى دائماً مع العمر الزمني للشخص.

ووفقاً لفريق الدراسة الجديدة، تتنبأ تقنية FaceAge أيضاً بفرص بقاء مرضى السرطان على قيد الحياة.

وتم تدريب أداة الذكاء الاصطناعي على نحو 59 ألف صورة لأفراد يُفترض أنهم أصحاء، وصور أكثر من 6 آلاف مريض بالسرطان التُقطت قبل العلاج الإشعاعي.

ووجد الباحثون أن العمر البيولوجي للمصابين بالسرطان كان أعلى بنحو خمس سنوات من عمرهم الزمني.

كما اختبر الباحثون قدرة الأداة على التنبؤ بمتوسط ​​العمر المتوقع لـ100 شخص يتلقون رعاية تلطيفية (وهي رعاية طبية متخصصة تركز على تخفيف الألم والأعراض الأخرى لدى المصابين بأمراض خطيرة) بناءً على صورهم، ثم قارنوها بتوقعات 10 أطباء. وتبين أن FaceAge أكثر دقة من توقعات الأطباء.

وصرح الدكتور هوغو أيرتس، الباحث المشارك في تطوير الأداة الجديدة ومدير برنامج الذكاء الاصطناعي في مستشفى ماساتشوستس العام: «يمكننا استخدام الذكاء الاصطناعي لتقدير العمر البيولوجي للشخص من خلال تحليل صور الوجه، وتُظهر دراستنا أن هذه المعلومات يمكن أن تكون ذات دلالة سريرية».

وأضاف: «يُظهر هذا العمل أن الصورة السيلفي البسيطة، قد تحتوي على معلومات مهمة يمكن أن تُسهم في اتخاذ القرارات السريرية ووضع خطط الرعاية للمرضى والأطباء».

وتابع: «إن تحديد عمر الشخص البيولوجي أمر بالغ الأهمية - فالأفراد الذين لديهم أعمار بيولوجية أصغر من أعمارهم الزمنية يتحسنون بشكل ملحوظ بعد علاج السرطان على سبيل المثال».

ولفت إلى أن هذه الأداء قد تساعد في القضاء على أي خطأ في تقديرات الأطباء بشأن الرعاية الصحية والتي يتوصلون إليها بناءً على تصورهم الشخصي لمظهر المريض وعمره.

إلا أن الباحثين أكدوا الحاجة إلى مزيد من البحث قبل طرح الأداة للاستخدام السريري.