8 حقائق تستحق أن تعرفها عن رائحة الفم الكريهة

رُبع البالغين الأميركيين يعانون منها

8 حقائق تستحق أن تعرفها عن رائحة الفم الكريهة
TT

8 حقائق تستحق أن تعرفها عن رائحة الفم الكريهة

8 حقائق تستحق أن تعرفها عن رائحة الفم الكريهة

عندما يتجاوز حجم السوق العالمية 14 مليار دولار في سنة 2023 للتعامل مع مشكلة صحية ما، فإن المشكلة الصحية تلك تتطلب الاهتمام.

وعندما تشير التوقعات إلى أن النمو السنوي لتلك التكلفة يبلغ حالياً 11 في المائة، وأن ذلك المبلغ المالي سيتجاوز 30 مليار دولار بعد 10 سنوات من الآن، فإن الأمر يتطلب مزيداً من الاهتمام لفهم أسباب تلك المشكلة الصحية.

هذا بالفعل واقع حال التعامل مع مشكلة رائحة الفم الكريهة.

وعندما استفتح أطباء «مايو كلينك» حديثهم حول رائحة الفم الكريهة ، قالوا: «ليس غريباً أن نجد أرفف المتاجر مكدسة بحلوى النعناع، أو العلكة، وعبوات غسول الفم وغيرها من المنتجات للتغلب على رائحة الفم الكريهة (Halitosis)، لكن كثيراً من هذه المنتجات ليست سوى علاجات قصيرة الأجل لأنها لا تعالج سبب المشكلة».

وتوضح «جمعية طب الأسنان الأميركية (ADA)» قائلة: «رائحة الفم الكريهة شيء لا يمكن حله بالنعناع أو غسول الفم أو بالفرشاة مرة واحدة. وقد تكون علامة على شيء أكثر أهمية صحية». وتضيف: «معرفة السبب هو نصف المعركة في محاربة رائحة الفم الكريهة».

أسباب فسيولوجية أو مرضية

وبالفعل، هناك كثير مما يجدر التعامل الصحيح معه ومعرفته؛ للحفاظ على رائحة زكية، أو على الأقل طبيعية، لنَفَس الفم. وإليك الحقائق التالية:

1- اختلاف طبيعي للرائحة

رائحة الفم الطبيعية تختلف من شخص لآخر، وتختلف لدى الشخص نفسه من وقت لآخر لأسباب عدة مؤقتة، وقد تتغير بشكل دائم لأسباب مستمرة. وصحيح أنها لن تكون مثل رائحة الهواء النقي تماماً، ولكنها في الحالات الطبيعية تظل رائحة مُتقبّلة ولا تتسبب للمرء بأي إزعاج أو حرج عند التعامل مع الغير. ومن الصعب أن يميز المرء رائحة فمه طوال الوقت بأنها كريهة أم لا. ولا يوجد تفسير علمي قاطع لسبب صعوبة ذلك. وربما السبب أنك تعتاد على رائحتها وتتوقف عن تمييز شمها؛ نتيجة تكيُّف حاسة الشم لديك، بخلاف شم رائحة دخان الحرائق.

وفي المنزل، يمكنك أن تطلب من شخص تثق به أن يخبرك ما إذا كانت رائحة أنفاسك طيبة أم كريهة. ولكن لدى الطبيب ثمة «اختبار هاليميتر (Halimeter Test)»، الذي يقيس مستوى مركبات الكبريت المتطايرة «VSC» في هواء نفسك. وعادةً ما تشير القياسات التي تتجاوز 100 جزء من المليار، إلى رائحة أنفاس كريهة.

ونظراً لأنه من الصعب معرفة رائحة أنفاسك، يعتقد بعض الأشخاص الذين لا يعانون من رائحة الفم الكريهة أنهم يعانون منها، ويعتقد آخرون يعانون من رائحة الفم الكريهة أنهم لا يعانون منها.

2- أسباب فسيولوجية ومرضية

تفيد الإحصاءات الطبية إلى أن رائحة الفم الكريهة هي السبب الأكثر انتشاراً بين الأفراد الذين يسعون للحصول على رعاية الأسنان، يليها تسوس الأسنان (Dental Caries) وأمراض اللثة (Periodontal Diseases). ومع ذلك، لا يوجد تقدير دقيق للانتشار. ووفقاً لـ«جمعية طب الأسنان الأميركية (ADA)»، فإن 50 في المائة من الناس البالغين يعانون من رائحة الفم الكريهة العرضية، و25 في المائة يعانون من رائحة الفم الكريهة المستمرة.

وتضيف المصادر الطبية أن رائحة الفم الكريهة تكون إما فسيولوجية أو مرضية. وتنقسم «رائحة الفم الكريهة المرضية (Pathological Halitosis)» إلى رائحة الفم الكريهة المرضية داخل الفم أو خارجه. و«رائحة الفم الكريهة الفسيولوجية (Physiological Halitosis)» هي رائحة كريهة؛ بسبب عدم كفاية ممارسات نظافة الفم.

وتُصنَّف رائحة الفم الكريهة المرضية على أنها أولية أو ثانوية. وتنتج رائحة الفم الكريهة الأولية عن رائحة كريهة تنبعث من هواء الزفير من الرئتين. وعلى النقيض من ذلك، تنتج رائحة الفم الكريهة الثانوية عن سبب في الفم أو مجرى الهواء العلوي.

وبالمقابل، ثمة «رائحة الفم الكريهة الزائفة (Pseudo Halitosis)»، التي هي جزء من رائحة الفم الكريهة «نفسية المصدر (Psychogenic)». وهي تُعرف بأنها رائحة كريهة لا يشعر بها الآخرون، على الرغم من الشكاوى المستمرة منها من قبل الشخص الطبيعي الرائحة.

الأسنان واللثة واللسان

3- الأسنان واللثة

تشير التقديرات الطبية إلى أن «مصدراً داخل الفم» هو المسؤول عن 80 في المائة من جميع حالات رائحة الفم الكريهة. ومن بين الأسباب الفموية لرائحة الفم الكريهة التحلل البكتيري للمواد العضوية، عن طريق تحويل الأحماض الأمينية المحتوية على الكبريت في الإفرازات الفموية وبقايا الطعام، إلى مركبات عضوية ذات رائحة سلبية متطايرة.

ولذا في كثير من الحالات، يمكن التخفيف من حدة رائحة الفم الكريهة بالحفاظ على نظافة الأسنان. لأنك إذا لم تنظف أسنانك بالفرشاة وتخلّلها بالخيط الطبي يومياً، فيمكن أن تبقى بقايا الطعام في الفم، مسببةً رائحة النَّفَس الكريهة. كما تتكوّن على الأسنان طبقة بكتيرية لزجة عديمة اللون تُسمَّى اللويحات (صفائح البلاك). وإذا لم تُنظَّف هذه اللويحات، فإنها قد تهيِّج اللثة. وقد تؤدي في النهاية إلى تكوُّن تجاويف مملوءة باللويحات بين الأسنان واللثة، ما يُؤدي إلى «التهاب اللثة» ثم إلى «التهاب دواعم السن» العظمية (جذور الأسنان).

4- نظافة اللسان

اللسان هو عضو عضلي في فمك يساعد على المضغ والتحدث والتنفس. ويقوم اللسان، بصفته عضواً في الجهاز الهضمي، بتحريك الطعام حول فمك لمساعدتك على المضغ والبلع. واللسان هو من أهم المواقع التي تتسبب بتغير رائحة الفم.

وبداية يمكن أن يحتجز اللسان البكتيريا التي تسبب الروائح الكريهة، وكذلك قد تعلق به بقايا الأطعمة، لأن تركيبة سطحه غير ملساء ومليئة بالأخاديد الصغيرة والعميقة التي لا يتم تنظيفها غالباً. ويقول أطباء «كليفلاند كلينك»: «يعمل تنظيف اللسان على تقليل البكتيريا الضارة في فمك، التي يمكن أن تؤدي إلى رائحة الفم الكريهة».

ويمكنك أيضاً تنظيف لسانك باستخدام مكشطة اللسان «Tongue Scraper». ولكن وفقاً لـ«جمعية طب الأسنان الأميركية»، لا توجد أدلة علمية على أن استخدام آلة كشط سطح اللسان يقود إلى تحسن ملموس دائم بالنسبة لرائحة الفم. وحول سؤال: هل يمكنني استخدام غسول الفم فقط لتنظيف لساني؟، يُجيب أطباء «كليفلاند كلينك» قائلين: «يقتل غسول الفم الخلايا الخارجية للأغشية الحيوية فقط. (الأغشية الحيوية هي مجموعة من الكائنات الحية الدقيقة التي تغطي أسطح فمك، بما في ذلك لسانك). لذا، من الأفضل إزالة البكتيريا فعلياً باستخدام فرشاة أسنان أو مكشطة لسان. ستحتاج إلى فركه جسدياً لتنظيفه».

5- جفاف الفم

«الرائحة الصباحية» للنَّفَس ناجمة عن جفاف الفم من اللعاب في أثناء النوم، وتزداد سوءاً إذا ما تنفَّس المرء من فمه بدلاً من الأنف. إن توفر اللعاب يعمل طوال الوقت على غسل تجويف الفم للتغلب على نمو البكتيريا وإزالة جزيئات الطعام وإبطال مفعول الأحماض التي تنتجها البكتيريا. ويحصل جفاف الفم عندما لا تُنتج الغدد اللعابية الكمية الكافية من اللعاب لإبقاء الفم رطباً.

ومن أهم أسباب ذلك التدخين. كما أن هناك المئات من الأدوية التي من آثارها الجانبية خفض إنتاج اللعاب وجفاف الفم، مثل بعض الأدوية المستخدَمة في علاج الاكتئاب، وارتفاع ضغط الدم، والقلق، وبعض مضادات الهيستامين، ومضادات الاحتقان، ومُرخيات العضلات، وأدوية تخفيف الألم، وأدوية إدرار البول، وأدوية علاج ارتفاع ضغط الدم وغيرها. كما قد تنشأ أيضاً مشكلة جفاف الفم؛ بسبب بعض الحالات الصحية، مثل مرض السكري.

وللتعامل مع مشكلة اللعاب، يقول أطباء «مايو كلينك»: «تجنب تعاطي التبغ، واشرب كثيراً من الماء. ولا تُفرط في تناول الكافيين أو المشروبات الكحولية، إذ يمكنها جميعاً أن تؤدي إلى جفاف الفم. ويمكنك مضغ العلكة أو مص قطع الحلوى، والأفضل أن تكون خالية من السكر؛ لإنتاج مزيد من اللعاب. أما إذا كان لديك جفاف مستمر بالفم، فقد يصف لك اختصاصي الرعاية الصحية محلول لعاب صناعي أو دواءً فمويّاً يزيد من تدفق اللعاب».

تأثير التدخين والمأكولات

6- التدخين

يقول أطباء «مايو كلينك»: «منتجات التبغ والتدخين تتسبب في انبعاث رائحة كريهة من الفم، علاوةً على أن المدخنين أكثر عرضةً للإصابة بأمراض اللثة، وهي مصدر آخر من مصادر رائحة النفَس الكريهة». والواقع أن التدخين يعدّ أحد العوامل الرئيسية في تغيُّر رائحة الفم، وهناك آليات عدة لحصول ذلك. أولاها دور رائحة دخان التبغ واختلاطه باللعاب في تغير رائحة الفم. كما أن التدخين يتسبب بجفاف الفم بدرجة واضحة مقارنة بأفواه غير المدخنين. ويرفع التدخين أيضاً من احتمالات حصول التهابات اللثة. وهذه كلها عوامل قوية في التسبب بتغيُّر رائحة الفم.

لا يمكن حلها بالنعناع أو غسول الفم... وقد تكون علامة على أمر ذي أهمية صحية

وتفيد المصادر الطبية معلومة أخرى مهمة، وهي أن مما يُقلل من تنبه المُدخن إلى أي تغيُّرات سلبية في رائحة الفم لديه هو التأثير السلبي للتدخين على حاسة الشم. وبالتالي تنخفض احتمالات إدراك المدخن أن لديه مشكلة في رائحة الفم، ما يُعيق إدراكه ضرورة مراجعة طبيب الأسنان للتأكد من سلامة اللثة أو الأسنان أو الأجزاء الأخرى في الفم لديه.

7- الثوم والبصل

 يقول أطباء «مايو كلينك»: «يمكن لتناول بعض الأطعمة، مثل البصل والثوم والتوابل، أن يسبب رائحة النَّفس الكريهة. وهذه الأطعمة تدخل في مجرى الدم بعد هضمها، وتُنقَل إلى الرئتين وتؤثر في رائحة النَّفَس». وتفيد مصادر التغذية الإكلينيكية أن الثوم - وغيره من أعضاء عائلة نبات الآليوم، كالبصل والكراث - يُنتج عدداً من المركبات الكبريتية ذات الرائحة والمذاق المميزين. ومنها مركب «أليسين (Allicin)»، الذي يتكون فور تعرض مادة ألين Alliin (الموجودة ضمن مكونات الثوم) للهواء؛ نتيجة للهرس أو التقطيع. ومركب «أليسين» يتحول إلى عدد من المركبات الكبريتية ذات الحدة في نكهتها الشديدة عند تناول الثوم نيئاً، التي أيضاً تخف حدة رائحتها بفعل الطهو.

وهذه المركبات الكبريتية يتم امتصاصها إلى الدم، وإفرازها عبر الرئتين مع هواء الزفير. ولذا يتسبب تناول الثوم أو البصل بشكل مباشر في انتشار المركبات ذات الرائحة الكريهة في الفم، خصوصاً اللسان، وبالتالي في تغيُّر رائحة النَّفَس. وتبقى هذه المركبات حتى يتم تنظيفها بالفرشاة أو كشطها عن اللسان. وكذلك بشكل غير مباشر عبر تغيير رائحة هواء الزفير الخارج من الرئتين.

وبعد تناول الثوم النيئ، يستغرق الأمر أكثر من يومين لتنقية هواء الزفير من بقايا مركبات الثوم الكبريتية. ولذا، وبغض النظر عن مقدار نظافة الفم أو تنظيفه بالفرشاة، ستظل رائحة الثوم في هواء نفس الفم الخارج من الرئتين.

8- مشكلات صحية أخرى

 قد يكون سبب رائحة الفم الكريهة ناتجاً عن مشكلات أخرى، مثل حالات التهابات الجيوب الأنفية، أو التهابات اللوزتين، أو التهابات الرئة، أو ارتداد أحماض المعدة إلى المريء، أو مرض السكري، أو أمراض الكبد أو الكلى.

ويمكن للعدوى أو التورُّم المزمن في الأنف أو الجيوب الأنفية أو الحنجرة أن تسبب الرشح الأنفي الخلفي. وهذا يحدث عندما يتدفق السائل من الأنف إلى الجزء الخلفي من الحنجرة. ويمكن لهذه الحالة أيضاً أن تسبب رائحة النَّفَس الكريهة. وهنا من المهم مراجعة الطبيب للتعامل مع تلك الحالات المرضية. كما أن المصدر قد يكون الأجهزة الفموية الثابتة أو القابلة للإزالة. مثل مكونات تقويم الأسنان وأطقم الأسنان، التي إذا لم تُنظَّف بانتظام أو لم تكن مثبتة بإحكام، فيمكن أن تتجمع في ثناياها البكتيريا وجزيئات الطعام المسببة للروائح الكريهة. ويقول أطباء «مايو كلينك»: «إذا كنت تضع جسراً أو طقم أسنان، فنظفها جيداً مرة واحدة على الأقل يوميّاً أو حسب تعليمات طبيب الأسنان. وإذا كان لديك مثبت لتقويم الأسنان أو واقٍ للفم، فنظفه قبل أن تضعه في فمك. ويمكن أن يرشح لك طبيب الأسنان أفضل غسول للتنظيف».

* استشارية في الباطنية.


مقالات ذات صلة

5 بدائل طبيعية لـ«أوزمبيك» تُمكنك من التحكم في شهية الطعام

صحتك علبة من عقار «أوزمبيك» (أرشيفية - رويترز)

5 بدائل طبيعية لـ«أوزمبيك» تُمكنك من التحكم في شهية الطعام

هناك كثير من الطرق الطبيعية للمساعدة على محاربة الرغبة الشديدة في تناول الطعام، وفقدان الوزن دون أي مخاطر صحية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تناول مائة سعر حراري من المانجو يومياً قد يُساعد على خفض خطر الإصابة بالسكري (رويترز)

فاكهة «لذيذة» تخفِّض خطر إصابتك بالسكري

كشفت دراسة جديدة أن تناول ما يعادل مائة سعر حراري تقريباً من المانجو يومياً، قد يُساعد على خفض خطر الإصابة بمرض السكري.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مشكلات الرؤية قد تكون من أولى علامات التدهور المعرفي (رويترز)

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاماً من التشخيص

يمكن للعينين أن تكشفا كثيراً عن صحة أدمغتنا، حيث إن مشكلات الرؤية قد تكون من أولى علامات التدهور المعرفي، بحسب ما أكدته دراسة جديدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تساعد اليوغا في إراحة الجسم والعقل قبل النوم (رويترز)

8 تمارين رياضية لمن يعاني من ارتفاع الكورتيزول

يُعدّ تقليل إنتاج الكورتيزول، وهو هرمون التوتر، أمراً بالغ الأهمية للصحة العامة. ويمكن لبعض التمارين الرياضية أن تساعد في تقليل مستويات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الولايات المتحدة​ سيدة تقوم باختبار «كوفيد» في الفلبين (أ.ب)

بعد 5 سنوات من الجائحة... «كورونا» أصبح مرضاً متوطناً

بعد 5 سنوات من بدء جائحة «كورونا»، أصبح «كوفيد-19» الآن أقرب إلى المرض المتوطن، وفقاً لخبراء الصحة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

5 بدائل طبيعية لـ«أوزمبيك» تُمكنك من التحكم في شهية الطعام

علبة من عقار «أوزمبيك» (أرشيفية - رويترز)
علبة من عقار «أوزمبيك» (أرشيفية - رويترز)
TT

5 بدائل طبيعية لـ«أوزمبيك» تُمكنك من التحكم في شهية الطعام

علبة من عقار «أوزمبيك» (أرشيفية - رويترز)
علبة من عقار «أوزمبيك» (أرشيفية - رويترز)

قد يبدو «أوزمبيك» حلاً سريعاً لفقدان الوزن، ولكن هناك الكثير من الطرق الطبيعية للمساعدة على محاربة الرغبة الشديدة في تناول الطعام، وفقدان الوزن دون أي مخاطر صحية أو تكاليف إضافية.

وقد شهد الطلب على أدوية التحكم في الوزن، مثل «أوزمبيك»، وهو الاسم التجاري لدواء سيماغلوتايد، ارتفاعاً هائلاً في شعبيته خلال العامين الماضيين. وهو نوع من أدوية «جي إل بي-1»، وهي حقنة أسبوعية تساعد على فقدان الوزن وضبط مستوى السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني.

تزيد أدوية «جي إل بي-1» من مستويات الإنكريتينات (الهرمونات)، التي تنتجها المعدة بشكل طبيعي عند تناول الطعام. إذ تعمل هذه الأدوية عن طريق مساعدة الجسم على إنتاج مزيد من الإنسولين، مما يقلل أيضاً من كمية الغلوكوز التي ينتجها الكبد، ويبطئ سرعة هضم الطعام. وكل هذا يساعد على خفض مستويات السكر في الدم ويبطئ سرعة هضم الطعام. هذا يعني أنك تستطيع الشعور بالشبع لفترة أطول، وبالتالي تناول كميات أقل من الطعام.

لن يُنصح بعلاجات مثل «أوزمبيك» إلا إذا كان مؤشر كتلة الجسم 35 كغم/م² أو أكثر، وكانوا قد بحثوا أولاً عن طرق أخرى لإنقاص الوزن. ولكن على الرغم من أن هذا الدواء بدأ مضاداً للسكري، فإن مزيداً من الناس يحصلون عليه بشكل متزايد لأغراض إنقاص الوزن. وقد حذَّرت الجمعيات الخيرية منذ ذلك الحين من زيادة عدد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل الذين يحصلون على هذه الأدوية، وحثَّت الناس على إدراك آثارها الجانبية، التي تشمل الغثيان، وانخفاض سكر الدم، وتغيرات في الرؤية.

لكن خبراء الصحة يقولون إن هناك طرقاً عدة يمكن للناس من خلالها التحكم بشكل طبيعي في شعورهم بالجوع - مثل الأفكار والرغبة الشديدة في تناول الطعام بين الوجبات - وفقدان الوزن دون الحاجة إلى تناول أدوية التحكم في الوزن.

وفي هذا الصدد، صرَّحت جيليان كيلينر، متخصصة التغذية في «مركز 121» للتغذية، لصحيفة «إندبندنت»: «يمكن تحقيق بدائل لأدوية (جي إل بي-1)، مثل (أوزمبيك)، من خلال اتباع نهج شامل قائم على الأدلة يركز على الشعور بالشبع وتوازن الهرمونات والاستراتيجيات السلوكية، ويمكن أن تكون بالفعالية نفسها، دون الآثار الجانبية المزعجة والخطيرة المحتملة».

1- تناول مزيد من البروتين

يمكن للأطعمة الغنية بالبروتين أن تساعدك على تقليل «ضوضاء الطعام» لأن البروتين يُبقيك تشعر بالشبع لفترة أطول، ويمكن أن يُساعد على الحد من الرغبة الشديدة في تناول الطعام. كما يحافظ البروتين على كتلة العضلات، وهو أمر ضروري لصحة الجسم والحرق على المدى الطويل. ووفقاً لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، يجب على البالغين تناول غرام واحد من البروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم يومياً.

تشمل الأطعمة الغنية بالبروتين اللحوم الخالية من الدهون، مثل صدور الدجاج منزوعة الجلد، والبيض، والفاصوليا، والمكسرات.

وقال الدكتور دانيال أتكينسون، رئيس قسم الرعاية السريرية في شركة «تريتد» للرعاية الصحية عبر الإنترنت: «إن اتباع نظام غذائي متوازن، غني بمجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات والألياف والدهون الصحية والبروتين الخالي من الدهون، يمكن أن يُساعد على إنقاص الوزن الذي تسعى إلى تحقيقه. من خلال تجنب الأطعمة فائقة المعالجة والدهون المتحولة والمشبعة غير الصحية، يمكنك تحقيق عجز السعرات الحرارية اللازم لإنقاص الوزن».

2- تناول مزيد من الألياف

تناول مزيد من الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الشوفان وبذور الكتان والفاصوليا والعدس والحمص وكثير من الخضراوات، يبطئ عملية الهضم، ويثبت نسبة السكر في الدم ويعزز هرمونات الأمعاء التي تنظم شهيتك بشكل طبيعي.

3- ممارسة الرياضة

يمكن أن تُسهم التمارين الرياضية بشكل كبير في مساعدتك على التحكم في شهيتك. وتقول كيلينر: «الحركة المنتظمة، خصوصاً تمارين القوة وتمارين الكارديو المعتدلة، تساعد على تنظيم هرمونات الجوع مثل الغريلين واللبتين، مع تحسين كتلة العضلات وحساسية الإنسولين».

يوصي الدكتور أتكينسون باتباع برنامج رياضي يجمع بين تمارين الكارديو وتمارين القوة لحرق الدهون. ويتابع: «تُعدّ تمارين الكارديو عالية الكثافة، مثل الجري، طريقة رائعة لحرق الدهون. كما أن تمارين القوة، مثل رفع الأثقال، يمكن أن تزيد من كتلة عضلاتك. وهذا بدوره يؤثر في معدل الأيض، مما يعني أنك تحرق السعرات الحرارية بمعدل أسرع من المعتاد».

4- قلل التوتر والضغط العصبي

عندما تشعر بالاكتئاب أو القلق، قد يكون من السهل اللجوء إلى الأطعمة السريعة الغنية بالدهون أو السكريات.

ويوضِّح الدكتور أتكينسون أن التوتر أو مشكلات الصحة النفسية قد تدفعك إلى التفكير في الطعام والرغبة الشديدة فيه.

ويفسر أتكينسون: «يمكن لهذا الطعام أن يرفع مستويات الدوبامين، ويمنحك متعةً مؤقتةً. لكن تناول الطعام بهذه الطريقة لا علاقة له بإشباع الجوع، بل هو في الواقع سعي وراء المشاعر الإيجابية. غالباً ما تكون الوجبات الخفيفة، التي غالباً ما تكون أطعمةً سريعةً، والتي يلجأ إليها الناس خلال هذه الفترات، قليلة التغذية».

يزيد التوتر المزمن من الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة عالية السعرات الحرارية، ولكن هناك الكثير من التقنيات للتخلص من عادة الأكل العاطفي. قالت كيلينر: «تقنيات مجانية مثل الأكل الواعي، والتنفس العميق، وموازنة سكر الدم تساعد على كسر هذه الدورة».

ويمكن أن يساعدك تقليل السكر والكربوهيدرات في نظامك الغذائي على التحكم في ارتفاع نسبة السكر في الدم، مما قد يساعدك على الشعور بمزيد من التوازن وتصبح أقل عرضة لتجربة الرغبة الشديدة والانهيارات اللاحقة التي يمكن أن يسببها تناول الطعام بسبب التوتر.

5- النوم الكافي

يعدّ النوم ممارسةً مهمةً لترسيخ عادات وسلوكيات صحية تساعدك على تهيئة بيئة تُحسِّن جودة نومك، بالإضافة إلى صحتك النفسية والجسدية بشكل عام.

وقد يبدو الأمر بديهياً، لكن إعطاء الأولوية لجدول نوم منتظم، وتهيئة مساحة مريحة للاسترخاء قبل النوم، يُمكن أن يُؤثران بشكل كبير على صحتك وعافيتك. من المهم تقليل وقت استخدامك للشاشات قبل النوم، ووضع روتين مُحدد لوقت النوم، وربط السرير بالنوم (لا تقضِ وقتاً طويلاً فيه عندما لا تكون نائماً)، والالتزام بموعد نوم مُحدد كل ليلة.