أمراض اللثة تفاقم خطر سرطانات الرأس والرقبة

دراسة تُعدّ الأكبر من نوعها تتبَّعت أكثر من 159 ألف أميركي

البكتيريا المسؤولة عن أمراض اللثة تفاقم خطر سرطانات الرأس والرقبة (نيويورك لانغون هيلث)
البكتيريا المسؤولة عن أمراض اللثة تفاقم خطر سرطانات الرأس والرقبة (نيويورك لانغون هيلث)
TT

أمراض اللثة تفاقم خطر سرطانات الرأس والرقبة

البكتيريا المسؤولة عن أمراض اللثة تفاقم خطر سرطانات الرأس والرقبة (نيويورك لانغون هيلث)
البكتيريا المسؤولة عن أمراض اللثة تفاقم خطر سرطانات الرأس والرقبة (نيويورك لانغون هيلث)

كشفت دراسة أميركية أنّ أنواعاً من البكتيريا في الفم قد تفاقم خطر الإصابة بسرطانات الرأس والرقبة بنسبة تصل إلى 50 في المائة.

وأوضح الباحثون أنّ بعض هذه البكتيريا مسؤولة عن التسبُّب بأمراض اللثة، وهي التهابات خطيرة قد تؤدّي إلى تأكّل عظام الفك والأنسجة المحيطة بالأسنان، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «JAMA Oncology».

ولطالما لاحظوا أنّ الأشخاص الذين يعانون سوء صحة الفم يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطانات الرأس والرقبة مقارنةً بمَن يتمتّعون بصحة فموية جيدة.

ورغم أنّ دراسات سابقة ربطت بعض أنواع البكتيريا في الفم بهذه السرطانات، فإنّ أكثر الأنواع البكتيرية تورطاً لم تكن واضحة حتى الآن.

وقاد فريق بحثي من جامعة «نيويورك لانغون هيلث» ومركز «بيرلماتر للسرطان» هذه الدراسة الجديدة، التي حلّلت التكوين الجيني للبكتيريا في الفم لدى أفراد أصحاء.

وكشفت دراسات سابقة عن وجود بعض أنواع البكتيريا في عيّنات أورام لأشخاص شُخِّصت إصابتهم بسرطان الرأس والرقبة. وفي تقويم أُجري عام 2018، استكشف الباحثون كيف يمكن للميكروبات في أفواه الأشخاص الأصحاء أن تفاقم خطر الإصابة بالسرطان مع الوقت.

وأوضحوا أنّ الدراسة الجديدة تُعدّ الأكبر من نوعها؛ إذ اعتمدت على بيانات من 3 دراسات رئيسية تتبَّعت أكثر من 159 ألف أميركي لفهم تأثير العوامل الغذائية ونمط الحياة والتاريخ الطبي في تطوُّر السرطان.

وبعد تسجيل المشاركين، غسلوا أفواههم وقدَّموا عيّنات من اللعاب لتحليل الحمض النووي البكتيري والفطري منها. وقارن الباحثون الميكروبات الفموية لـ236 مريضاً شُخِّصت إصابتهم بسرطان الرأس والرقبة مع 458 مشاركاً آخرين لم يصابوا بهذا المرض، مع الأخذ في الحسبان العوامل المؤثرة، مثل العمر والعرق والتدخين واستهلاك الكحول.

ووجدوا أنّ 12 نوعاً من البكتيريا مرتبطة بخطر الإصابة بسرطان الرأس والرقبة. وقد ارتبطت هذه المجموعة بزيادة احتمال الإصابة بالسرطان بنسبة 30 في المائة. ومع إضافة 5 أنواع بكتيرية أخرى شائعة في أمراض اللثة، ارتفع الخطر الإجمالي إلى 50 في المائة.

وقال الباحثون إنّ نتائج دراستهم تضيف سبباً آخر للحفاظ على عادات صحية جيدة للفم. وقد لا يساعد تنظيف الأسنان بالخيط والفرشاة في الوقاية من أمراض اللثة فحسب، بل قد يسهم أيضاً في الحماية من سرطان الرأس والرقبة.

وأضافوا أنه بعد تحديد البكتيريا الرئيسية التي قد تسهم في هذا المرض، «نخطّط الآن لاستكشاف الآليات التي تسمح لها بذلك، وكيف يمكننا التدخُّل بفاعلية لتثبيطها». ولفت الفريق إلى أنّ عدد حالات سرطان الرأس والرقبة لا يزال نادراً نسبياً، وإنما المخاطر الإضافية المرتبطة بالبكتيريا الفموية تدعو للقلق، مما يعزّز أهمية الحفاظ على صحّة الفم.


مقالات ذات صلة

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

يوميات الشرق من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة الذين يواجهون صعوبة في التحكُّم بمشاعرهم وسلوكهم عبر نوبات غضب، قد يظهرون أعراضاً أكبر لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

تشير دراسة أميركية موسعة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق المحتوى السلبي على الإنترنت يزيد تدهور الحالة النفسية (جامعة كولومبيا)

المحتوى السلبي على الإنترنت يزيد الاضطرابات النفسية

كشفت دراسة بريطانية أن الأفراد الذين يعانون تدهور صحتهم النفسية يميلون إلى تصفح محتوى سلبي عبر الإنترنت، مما يؤدي إلى تفاقم معاناتهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق كاميلا ملكة بريطانيا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الأدب بحضور الأميرة آن (رويترز)

قدمتها لها الأميرة آن... الملكة كاميلا تحصل على دكتوراه فخرية في الأدب

حصلت الملكة البريطانية كاميلا، زوجة الملك تشارلز، على الدكتوراه الفخرية؛ تقديراً لـ«مهمتها الشخصية» في تعزيز محو الأمية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)

الحرب تؤثر على جينات الأطفال وتبطئ نموهم

لا يعاني الأطفال الذين يعيشون في بلدان مزقتها الحرب من نتائج صحية نفسية سيئة فحسب، بل قد تتسبب الحرب في حدوث تغييرات بيولوجية ضارة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

«الصحة العالمية»: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة

طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)
طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية»: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة

طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)
طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)

قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، إن تفشي جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة.

وعقدت لجنة تابعة لمنظمة الصحة العالمية اجتماعاً طارئاً في جنيف، اليوم الجمعة، لتقرير ما إذا كان فيروس جدري القردة «إمبوكس» لا يزال يمثل أزمة صحية عالمية.

وتجتمع اللجنة، التي تضم نحو 12 خبيراً مستقلاً، كل ثلاثة أشهر، بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية، في أغسطس (آب) الماضي، حالة طوارئ صحية بسبب انتشار فيروس جدري القردة في القارة الأفريقية.

وتبحث اللجنة حالياً في سبل مواجهة سلالة جديدة من الفيروس تسمى «كليد 1 بي»، انتشرت من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقد تكون أكثر خطورة ومُعدية بشكل أكبر.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنه جرى رصد أكثر من 50 ألف حالة مشتَبه بها من جدري القردة في البلدان الأفريقية، هذا العام، مع أكثر من 1800 حالة وفاة. ومن بين الإصابات جرى اكتشاف 12 ألف حالة في المختبرات.

وتعتزم منظمة الصحة العالمية تقديم تفاصيل حول نتائج مشاورات اللجنة، مساء اليوم الجمعة.