من بينها السرطان... العمل في نوبات ليلية قد يصيبك بأمراض خطرة

قد يؤثر العمل في نوبات ليلية على جسمك وصحتك (أ.ف.ب)
قد يؤثر العمل في نوبات ليلية على جسمك وصحتك (أ.ف.ب)
TT

من بينها السرطان... العمل في نوبات ليلية قد يصيبك بأمراض خطرة

قد يؤثر العمل في نوبات ليلية على جسمك وصحتك (أ.ف.ب)
قد يؤثر العمل في نوبات ليلية على جسمك وصحتك (أ.ف.ب)

قد يؤثر العمل في نوبات ليلية على جسمك وصحتك بشكل عام، فقد قال الخبراء إنه قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض خطرة؛ بينها السرطان وأمراض القلب.

ويتطلب العمل في نوبات الليل تعديل جدول النوم وأوقات تناول الوجبات، وهما عاملان يساهم اضطرابهما في عدد من المشكلات الصحية.

ونقلت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية عدداً من المشكلات الصحية الخطرة المرتبطة بالعمل في نوبات ليلية؛ هي:

زيادة خطر الإصابة بالسرطان

أظهرت دراسات زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان بين أولئك الذين يعملون في نوبات الليل.

وأصدر «البرنامج الوطني لعلم السموم (NTP)» تقريراً عام 2021 قال فيه إنه توصل إلى «أدلة قوية» على أن العمل المتكرر في نوبات ليلية يعطل الإيقاعات اليومية ويمكن أن يسبب سرطان الثدي لدى النساء وسرطان البروستاتا لدى الرجال.

الإيقاع اليومي هو ساعة الجسم الداخلية التي تعمل على مدار 24 ساعة. والضوء أحد العوامل التي تؤثر على الإيقاع اليومي.

ويؤدي العمل في نوبات الليل إلى تعطيل الإيقاع اليومي للجسم؛ لأن الشخص يعمل في وقت تكون فيه رغبة الجسم الطبيعية منصبّة على النوم.

اضطرابات الجهاز الهضمي

عند العمل في النوبات الليلية، قد تتناول الطعام في أوقات غريبة.

ووفقاً لـ«المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية (NIOSH)»، تشمل اضطرابات الجهاز الهضمي المحتملة التي قد يواجهها من يعملون في نوبات ليلية: آلام البطن، والغازات، والإسهال، والإمساك، والغثيان، والقيء، وعسر الهضم، وحموضة المعدة.

وتنتج هذه المشكلات الهضمية عن حقيقة أن الساعة الداخلية للجسم قد لا تعمل بشكل صحيح عندما يُتناول الطعام في ساعات غير طبيعية خلال الليل.

ووفقاً لـ«المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية»، فإن ما تأكله في العمل، وحتى المكان الذي تأكل فيه، يمكن أن يساعدا في تخفيف مشكلات الجهاز الهضمي هذه.

وتشمل الأطعمة الموصى بها لساعات العمل: الخضراوات والسلطات والحساء والفواكه والشطائر المصنوعة من الحبوب الكاملة والزبادي والجبن والبيض والمكسرات، كما ينصح بشرب الشاي الأخضر.

كما يقترح «المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية» تناول الطعام بعيداً عن المكتب ومحاولة الاستمتاع بوجبتك مع زملاء العمل الآخرين.

زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية

قد تكون مشكلات القلب من المخاطر التي قد تنشأ عن سنوات عدة من العمل في نوبات ليلية متكررة.

وقد تنتج أمراض القلب والأوعية الدموية عن بعض العادات التي تزداد خلال العمل في نوبات ليلية، مثل التدخين وتناول الأطعمة غير الصحية ليلاً.

ووفقاً لدراسة نشرتها مجلة «جمعية القلب الأميركية»، في أغسطس (آب) 2022، فإن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري إذا عملوا في نوبات ليلية متكررة.

ضعف الذاكرة وفقدان السيطرة على الانفعالات

توصلت دراسة نُشرت عام 2022 إلى أن العمل في النوبات الليلية يضعف ذاكرة الأشخاص، ويقلل من يقظتهم، ومن سيطرتهم على انفعالاتهم.

وحلل فريق الدراسة نتائج 18 دراسة سابقة أجريت بين عامي 2005 و2020، وبحثت في العلاقة بين العمل بنظام الورديات ووظائف الدماغ. وقد بلغ عدد المشاركين في هذه الدراسات نحو 19 ألف شخص.

ووجد الباحثون أنه في 5 من كل 6 حالات، كان أداء العاملين في النوبات الليلية «أسوأ بكثير» من أداء العاملين الذين يعملون صباحاً فقط.

وأضاف الباحثون، التابعون لـ«جامعة سيغموند فرويد» في فيينا، أن العمل ليلاً خفض من ذاكرة الأشخاص، ويقظتهم، ومن سيطرتهم على انفعالاتهم، وهي الأمور التي قد تزيد من مخاطر الحوادث والأخطاء في مكان العمل.

الاكتئاب

يعدّ الاكتئاب من مشكلات الصحة العقلية السائدة لدى أولئك الذين يعملون في النوبات الليلية.

ودعمت دراسة نشرت في عام 2023 هذا الارتباط بين الاكتئاب والعمل في نوبات ليلية.

وشملت الدراسة عدداً من الممرضات العاملات في نوبات الليل، ووجدت «ارتباطاً مهماً بين العمل في نوبات الليل والإيقاع اليومي واضطراب النوم وخطر الاكتئاب لدى الممرضات».


مقالات ذات صلة

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
TT

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)

خلصت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بلدان تمزقها الحروب لا يعانون فقط من مشكلات في الصحة النفسية بل من المحتمل أيضاً أن يتعرضوا لتغيرات بيولوجية في الحمض النووي (دي إن إيه) يمكن أن تستمر آثارها الصحية مدى الحياة.

وأجرى الباحثون تحليلاً للحمض النووي لعينات لعاب تم جمعها من 1507 لاجئين سوريين تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و19 عاماً يعيشون في تجمعات سكنية عشوائية في لبنان، وراجعوا أيضاً استبيانات أُجريت للأطفال والقائمين على رعايتهم شملت أسئلة عن تعرض الطفل لأحداث مرتبطة بالحرب.

وظهرت في عينات الأطفال الذين تعرضوا لأحداث الحرب تغيرات متعددة في مثيلة الحمض النووي، وهي عملية تفاعل كيميائي تؤدي إلى تشغيل جينات أو تعطيلها.

وقال الباحثون إن بعض هذه التغيرات ارتبطت بالجينات المشاركة في وظائف حيوية مثل التواصل بين الخلايا العصبية ونقل المواد داخل الخلايا.

وقال الباحثون إن هذه التغيرات لم تُرصد لدى مَن تعرضوا لصدمات أخرى، مثل الفقر أو التنمر، ما يشير إلى أن الحرب قد تؤدي إلى رد فعل بيولوجي فريد من نوعه.

وعلى الرغم من تأثر الأطفال من الذكور والإناث على حد سواء، ظهرت في عينات الإناث تأثيرات بيولوجية أكبر، ما يشير إلى أنهن قد يكن أكثر عرضة لخطر التأثيرات طويلة الأمد للصدمة على مستوى الجزيئات.

وقال مايكل بلوس، رئيس الفريق الذي أعد الدراسة في جامعة سري في المملكة المتحدة، في بيان: «من المعروف أن للحرب تأثيراً سلبياً على الصحة النفسية للأطفال، إلا أن دراستنا خلصت إلى أدلة على الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا التأثير».

وأشار بلوس أيضاً إلى أن التعبير الجيني، وهو عملية منظمة تسمح للخلية بالاستجابة لبيئتها المتغيرة، لدى الأطفال الذين تعرضوا للحرب لا يتماشى مع ما هو متوقع لفئاتهم العمرية، وقال: «قد يعني هذا أن الحرب قد تؤثر على نموهم».

وعلى الرغم من محاولات الباحثين لرصد تأثيرات مدى شدة التعرض للحرب، خلصوا في تقرير نُشر يوم الأربعاء في مجلة جاما للطب النفسي إلى أن «من المرجح أن هذا النهج لا يقدر تماماً تعقيدات الحرب» أو تأثير أحداث الحرب المتكررة على الأطفال.

وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن نحو 400 مليون طفل على مستوى العالم يعيشون في مناطق صراع أو فروا منها.