اختبار دم بالذكاء الاصطناعي يتنبّأ بمخاطر 18 مرضاً للشيخوخة

العمل جارٍ على تطويره ليُتاح في العيادات الطبية

اختبار دم يكشف الإصابة بأمراض مرتبطة بالشيخوخة (جامعة أوبسالا)
اختبار دم يكشف الإصابة بأمراض مرتبطة بالشيخوخة (جامعة أوبسالا)
TT

اختبار دم بالذكاء الاصطناعي يتنبّأ بمخاطر 18 مرضاً للشيخوخة

اختبار دم يكشف الإصابة بأمراض مرتبطة بالشيخوخة (جامعة أوبسالا)
اختبار دم يكشف الإصابة بأمراض مرتبطة بالشيخوخة (جامعة أوبسالا)

طوّر باحثون أميركيون اختباراً جديداً للدم يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، لتحليل أكثر من 200 بروتين في الجسم، بهدف تقدير معدل التقدم البيولوجي في العمر.

وأوضح الباحثون بكلية الطب في جامعة «هارفارد» أن الاختبار يمكن من خلاله التنبؤ بخطر الإصابة بـ18 مرضاً مرتبطاً بالشيخوخة، وكذلك خطر الوفاة المبكرة، وفق النتائج التي نُشرت، الجمعة، في دورية «Nature Medicine».

ويشير التقدم البيولوجي في العمر إلى التغيرات الفسيولوجية التي تحدث في الجسم مع الوقت، والتي قد لا تتماشى دائماً مع العمر الزمني للشخص.

وتتسبّب هذه التغيرات في تدهور وظائف الخلايا والأنسجة، ما يفاقم احتمال الإصابة بالأمراض المرتبطة بالشيخوخة، مثل: القلب والسكري والسرطان. ويساعد فهم التقدم البيولوجي في العمر على توقع هذه الأمراض واتخاذ تدابير وقائية للحفاظ على الصحة.

ووفق الباحثين، فإن دراستهم الجديدة تؤكد دور البروتينات الموجودة في الجسم، بوصفها أداة دقيقة لقياس العمر البيولوجي، من خلال تحليل كيفية عمل الخلايا بدلاً من الاعتماد على العمر الزمني فقط.

وقدّمت النتائج رؤى مهمة حول المسارات البيولوجية التي تؤدي إلى تطوّر الأمراض المرتبطة بالشيخوخة. كما فتحت الباب لفهم أعمق لكيفية تفاعل الجينات والبيئة في عملية الشيخوخة؛ ما قد يساعد الباحثين على تطوير علاجات للأمراض المرتبطة بالعمر وتقييم فاعليتها.

وانطلق الباحثون للإجابة عن سؤال محدد، هو: هل يمكن تطوير ساعة بيولوجية تعتمد على البروتينات للتنبّؤ بخطر الإصابة بالأمراض الشائعة للشيخوخة؟

ومن خلال استخدام تقنيات التعلم الآلي تمكنوا من تطوير نموذج يعتمد على المعلومات البروتينية في الدم لتقدير العمر البيولوجي لدى أكثر من 45 ألف شخص، تتراوح أعمارهم بين 40 و70 عاماً من البنك الحيوي في بريطانيا.

اختُبِر هذا النموذج في مجموعتين أخريين من المشاركين من الصين وفنلندا؛ إذ أظهرت النتائج دقة مماثلة في تقدير العمر البيولوجي بين هؤلاء المشاركين.

وتوصّل الباحثون إلى 204 بروتينات يمكنها التنبّؤ بالعمر الزمني بدقة، بالإضافة إلى تحديد مجموعة من 20 بروتيناً مرتبطاً بالشيخوخة التي تمثّل 91 في المائة من دقة التنبؤ.

وأظهرت الدراسة أن العمر البيولوجي المرتبط بالبروتينات كان مرتبطاً بتطوّر 18 مرضاً مزمناً، مثل: القلب والكبد والكلى والرئة والسكري وألزهايمر والسرطان، بالإضافة إلى خطر الوفاة وجميع أسبابها.

وقدّمت هذه الدراسة دليلاً شاملاً على أن التقدم البيولوجي المرتبط بالبروتينات يمثّل علامة بيولوجية مشتركة بين عدد من الأمراض المزمنة. كما أن النتائج قد تكون قابلة للتعميم على مختلف الفئات السكانية ذات الخلفيات الجينية والجغرافية المتنوعة.

وعلى الرغم من أن الاختبار يقتصر حالياً على البحث العلمي في المختبرات، يعمل الفريق على تطويره ليصبح متاحاً للاستخدام في العيادات الطبية.


مقالات ذات صلة

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

يوميات الشرق صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

وجدت دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

السلوكيات التي يغلب عليها النشاط في أثناء ساعات العمل قد تكون أكثر صلة بقياسات ضغط الدم على مدار 24 ساعة، مقارنةً بالنشاط البدني الترفيهي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة الذين يواجهون صعوبة في التحكُّم بمشاعرهم وسلوكهم عبر نوبات غضب، قد يظهرون أعراضاً أكبر لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

تشير دراسة أميركية موسعة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق المحتوى السلبي على الإنترنت يزيد تدهور الحالة النفسية (جامعة كولومبيا)

المحتوى السلبي على الإنترنت يزيد الاضطرابات النفسية

كشفت دراسة بريطانية أن الأفراد الذين يعانون تدهور صحتهم النفسية يميلون إلى تصفح محتوى سلبي عبر الإنترنت، مما يؤدي إلى تفاقم معاناتهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
TT

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)

خلصت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بلدان تمزقها الحروب لا يعانون فقط من مشكلات في الصحة النفسية بل من المحتمل أيضاً أن يتعرضوا لتغيرات بيولوجية في الحمض النووي (دي إن إيه) يمكن أن تستمر آثارها الصحية مدى الحياة.

وأجرى الباحثون تحليلاً للحمض النووي لعينات لعاب تم جمعها من 1507 لاجئين سوريين تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و19 عاماً يعيشون في تجمعات سكنية عشوائية في لبنان، وراجعوا أيضاً استبيانات أُجريت للأطفال والقائمين على رعايتهم شملت أسئلة عن تعرض الطفل لأحداث مرتبطة بالحرب.

وظهرت في عينات الأطفال الذين تعرضوا لأحداث الحرب تغيرات متعددة في مثيلة الحمض النووي، وهي عملية تفاعل كيميائي تؤدي إلى تشغيل جينات أو تعطيلها.

وقال الباحثون إن بعض هذه التغيرات ارتبطت بالجينات المشاركة في وظائف حيوية مثل التواصل بين الخلايا العصبية ونقل المواد داخل الخلايا.

وقال الباحثون إن هذه التغيرات لم تُرصد لدى مَن تعرضوا لصدمات أخرى، مثل الفقر أو التنمر، ما يشير إلى أن الحرب قد تؤدي إلى رد فعل بيولوجي فريد من نوعه.

وعلى الرغم من تأثر الأطفال من الذكور والإناث على حد سواء، ظهرت في عينات الإناث تأثيرات بيولوجية أكبر، ما يشير إلى أنهن قد يكن أكثر عرضة لخطر التأثيرات طويلة الأمد للصدمة على مستوى الجزيئات.

وقال مايكل بلوس، رئيس الفريق الذي أعد الدراسة في جامعة سري في المملكة المتحدة، في بيان: «من المعروف أن للحرب تأثيراً سلبياً على الصحة النفسية للأطفال، إلا أن دراستنا خلصت إلى أدلة على الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا التأثير».

وأشار بلوس أيضاً إلى أن التعبير الجيني، وهو عملية منظمة تسمح للخلية بالاستجابة لبيئتها المتغيرة، لدى الأطفال الذين تعرضوا للحرب لا يتماشى مع ما هو متوقع لفئاتهم العمرية، وقال: «قد يعني هذا أن الحرب قد تؤثر على نموهم».

وعلى الرغم من محاولات الباحثين لرصد تأثيرات مدى شدة التعرض للحرب، خلصوا في تقرير نُشر يوم الأربعاء في مجلة جاما للطب النفسي إلى أن «من المرجح أن هذا النهج لا يقدر تماماً تعقيدات الحرب» أو تأثير أحداث الحرب المتكررة على الأطفال.

وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن نحو 400 مليون طفل على مستوى العالم يعيشون في مناطق صراع أو فروا منها.