تغيرات «مدمرة» يمر بها الجسم في هذين العمرين... ماذا يحصل؟

تغيرات جذرية يمر بها الجسم في عمرين (تريبيون ميديا)
تغيرات جذرية يمر بها الجسم في عمرين (تريبيون ميديا)
TT

تغيرات «مدمرة» يمر بها الجسم في هذين العمرين... ماذا يحصل؟

تغيرات جذرية يمر بها الجسم في عمرين (تريبيون ميديا)
تغيرات جذرية يمر بها الجسم في عمرين (تريبيون ميديا)

يتغير الجسم بمرور الوقت، لكن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن هذه التحولات قد تكون أكثر فجائية ومدمرة مما كان يُعتقد سابقاً.

وكشفت دراسة جديدة من كلية ستانفورد للطب نقلتها صحيفة «نيويورك بوست»، أن العديد من جزيئات الجسم والكائنات الحية الدقيقة ترتفع أو تنخفض بشكل صارخ في العدد في سنين محددين: 44 و60 عاماً.

وتوصل الباحثون إلى هذا الاستنتاج بعد تقييم آلاف الجزيئات - بما في ذلك الحمض النووي الريبي والبروتينات والأيضات - وميكروبيومها، ومجموعة البكتيريا والفيروسات والفطريات التي تعيش على أجسامنا وداخلها، لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و75 عاماً.

وجد الباحثون في الدراسة التي نُشرت النتائج يوم الأربعاء في مجلة«Nature Aging» أن 81 في المائة من الجزيئات التي تمت دراستها أظهرت تقلبات غير خطية، مما يعني أنها خضعت لمزيد من التغير في أوقات معينة أكثر من غيرها.

وقال رئيس قسم علم الوراثة والمؤلف الرئيسي للدراسة مايكل سنايدر: «نحن لا نتغير تدريجياً بمرور الوقت فحسب؛ هناك بعض التغيرات الدرامية حقاً. يتبين أن منتصف الأربعينات هو وقت التغير الجذري، كما هو الحال في أوائل الستينات. وهذا صحيح بغض النظر عن فئة الجزيئات التي تنظر إليها.

ويعتقد الباحثون أن هذه التغيرات الجذرية تنعكس في تحولات كبيرة داخل الجسم.

واستلهم فريق البحث دراسة تأثيرات التحولات الجزيئية والميكروبية بعد ملاحظة أن خطر الإصابة بأمراض مرتبطة بالعمر مثل مرض ألزهايمر وأمراض القلب والأوعية الدموية هو ارتفاع حاد وليس ثابتاً.

بالنسبة لمن في الأربعينات من عمرهم، لوحظت تغيرات جزيئية في عدد الجزيئات المرتبطة بالكحول والكافيين واستقلاب الدهون وأمراض القلب والأوعية الدموية والجلد والعضلات.

بالنسبة لمن هم في الستينات، كانت التغيرات مرتبطة باستقلاب الكربوهيدرات والكافيين وتنظيم المناعة ووظائف الكلى وأمراض القلب والأوعية الدموية والجلد والعضلات.

من بين المشاركين في الدراسة البالغ عددهم 108، حدّد الباحثون 4 أنماط عمرية، ما يشير إلى أن الكلى والكبد والأيض والجهاز المناعي تتقدم في العمر بمعدلات مختلفة لدى أشخاص مختلفين.

وعندما بحث الباحثون عن مجموعات الجزيئات التي تشهد أكبر قدر من التقلب في الكمية، وجدوا أن هذه التغيرات حدثت بشكل أكبر في فترتين: عندما بلغ الأشخاص منتصف الأربعينات وأوائل الستينات.

وفاجأت مجموعة منتصف الأربعينات العلماء الذين افترضوا في البداية أن انقطاع الطمث أو ما قبل انقطاع الطمث كان يوجه هذه التغيرات لدى النساء، وبالتالي أدى ذلك إلى تشويه المجموعة.

ومع ذلك، عندما قسموا مجموعة الدراسة حسب الجنس، اكتشفوا أن تحول المجموعة أثر على الرجال بالتساوي.

وشرحت شياوتاو شين، وهي باحثة سابقة في مرحلة ما بعد الدكتوراه في كلية الطب بجامعة ستانفورد وأول مؤلفة للدراسة، أن ذلك «يشير إلى أنه في حين أن انقطاع الطمث أو ما قبل انقطاع الطمث قد يسهم في التغيرات التي لوحظت لدى النساء في منتصف الأربعينات من العمر، فمن المحتمل أن تكون هناك عوامل أخرى أكثر أهمية تؤثر على هذه التغيرات لدى كل من الرجال والنساء. يجب أن يكون تحديد هذه العوامل ودراستها أولوية للبحوث المستقبلية».


مقالات ذات صلة

صحتك ماذا لو لم يكن جذر القلق نفسياً؟ (رويترز)

علاج القلق ليس نفسياً دائماً... انتبه لـ10 حالات طبية تشبه أعراضه

يمكن لعديد من الحالات الصحية أن تحاكي أعراض اضطراب القلق، مما يؤدي إلى تشخيص خاطئ محتمل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يُنصح بإجراء جراحة مفتوحة بدلاً المنظار (شاترستوك)

الجراحة المفتوحة تتفوق على التدخل بالمنظار في علاج سرطان عنق الرحم

يعد سرطان عنق الرحم الذي تصاب به نسبة كبيرة من النساء بين سن 35 و44 رابع أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء على مستوى العالم وفق ما أظهرت دراسة امتدت 5 سنوات

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هل تعرف مدى قوة قبضتك؟ (رويترز)

7 مقاييس للصحة... منها قوة القبضة

إذا طُلب منك مشاركة بعض الحقائق الصحية عن نفسك، فمن المحتمل أنك لن تذكر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق التوتر في العمل يمسُّ صحّة القلب (جامعة بروك)

ضغوط العمل تضاعف خطر الإصابة بضربات القلب غير المنتظمة

الإجهاد المرتبط بالعمل قد يضاعف خطر الإصابة بضربات القلب غير المنتظمة، المعروفة بالرجفان الأذيني (AF أو AFib)، وهو اضطراب قد يكون قاتلاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)

نظام غذائي قد يتصدى لسرطان البنكرياس... تعرف عليه

نظام «كيتو» الغذائي يمكن أن يدفع خلايا سرطان البنكرياس لأن «تتضور جوعاً» (رويترز)
نظام «كيتو» الغذائي يمكن أن يدفع خلايا سرطان البنكرياس لأن «تتضور جوعاً» (رويترز)
TT

نظام غذائي قد يتصدى لسرطان البنكرياس... تعرف عليه

نظام «كيتو» الغذائي يمكن أن يدفع خلايا سرطان البنكرياس لأن «تتضور جوعاً» (رويترز)
نظام «كيتو» الغذائي يمكن أن يدفع خلايا سرطان البنكرياس لأن «تتضور جوعاً» (رويترز)

أشارت دراسة مبكرة إلى أن اتباع نظام «كيتو» الغذائي يمكن أن يدفع خلايا سرطان البنكرياس لأن «تتضور جوعاً» ويقضي عليها بشكل فعال.

و«كيتو» هو نظام غذائي يولّد في الجسم مركبات كيميائية تُسمى «الكيتونات»، وذلك عبر تناول وجبات طعام «عالية» المحتوى بالدهون و«منخفضة جداً» في محتواها من نشويات وسكريات الكربوهيدرات.

وتعتمد آلية عمل الحمية الغذائية المولدة لـ«الكيتونات» على خفض الوزن، في حرمان الجسم من الغلوكوز (المصدر الرئيسي لوقود الطاقة في خلايا الجسم). وحينها يضطر الجسم إلى استخدام مصدر بديل لإنتاج الطاقة. وهذا المصدر البديل للسكريات هو «الكيتونات». و«الكيتونات» يتم استخراجها من الشحوم المتراكمة في الجسم.

وبحسب صحيفة «إندبندنت» البريطانية، فقد قال الباحثون إن دراستهم الجديدة تشير إلى أن الجمع بين هذا النظام الغذائي وعقار جديد للسرطان يسمى «eFT508» يُحدث «ضعفاً» في خلايا سرطان البنكرياس، الأمر الذي قد يؤدي إلى علاجه.

وقال الفريق، التابع لجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، إن العقار الجديد، الذي يخضع حالياً للتجارب السريرية، يمنع عمل بروتين يسمى «eIF4E» وهو مسؤول عن تنظيم عملية التمثيل الغذائي للدهون.

وأشاروا إلى أن اتباع نظام «كيتو» الغذائي يفعل الأمر ذاته.

وأجرى الباحثون تجربتهم على فئران اتبعت نظام كيتو الغذائي، جنباً إلى جنب مع تلقي علاج السرطان «eFT508».

ووجد الفريق أنه عندما يمنع علاج السرطان «eFT508» عملية التمثيل الغذائي للدهون، التي تكون المصدر الوحيد للوقود الذي يحتاجه الورم طالما أن الفئران بقيت على نظام «كيتو»، فإن السرطان يتوقف عن النمو.

وقال البروفسور ديفيد روجيرو، المؤلف الرئيسي للدراسة: «هذا يعني أن هذه الطريقة الجديدة قطعت القوت الوحيد للخلايا السرطانية وجعلتها تتضور جوعاً، ما أدى إلى تقلصها».

ويعيش نحو 5 في المائة فقط من المصابين بسرطان البنكرياس لمدة عقد من الزمان بعد التشخيص.

وتعليقاً على هذه النتائج، حثت مؤسسة سرطان البنكرياس في المملكة المتحدة المرضى على عدم إجراء أي تغييرات جذرية على أنظمتهم الغذائية، قائلة إن الدراسة لا تزال في مراحلها المبكرة.