تُعدّ البقوليات، مثل العدس والحمص والفول، من المصادر الجيدة للزنك، إلا إنها تحتوي في الوقت نفسه مركّبات الـ«فَيْتات (Phytates)» التي تحدّ من قدرة الجسم على امتصاصه؛ مما يجعل الزنك النباتي أقل توفراً حيوياً مقارنة بالزنك الآتي من المصادر الحيوانية.
ومع ذلك، تظل البقوليات غذاءً مهماً يمدّ الجسم بالزنك والبروتين والألياف، لا سيما لدى متّبعي الأنظمة الغذائية النباتية، ويمكن تحسين امتصاص الزنك منها عبر تقنيات عدة، مثل النقع والإنبات والتخمير.
كيف يمتص الجسم الزنك؟
يُمتص الزنك في الأمعاء الدقيقة عبر نواقل مختصة، وينتقل إلى الدم حيث يرتبط أساساً بالألبومين، ويتوزع في الجسم، خصوصاً في العضلات والعظام، ويُطرح غالباً مع البراز.
يمتصّ الجسم الزنك أساساً في الأمعاء الدقيقة، خصوصاً في «الاثني عشر» و«الصائم»، عبر آليات خلوية منظَّمة، وفق ما توضحه دراسات ومراجعات علمية موثوقة.
ويتأثر امتصاص الزنك بعوامل غذائية تعززه مثل الأحماض الأمينية، أو تُضعفه مثل الـ«فَيْتات» والكالسيوم. وقد يؤدي الإفراط في تناوله إلى نقص النحاس والحديد واضطرابات في المناعة والدهون.
ويظهر نقص الزنك إما مكتسباً بسبب سوء الامتصاص أو بعض الأدوية، وإما وراثياً كما في التهاب الجلد المعوي، ويُعالَج عادة بمكملات الزنك الفموية، مع التنبه لتداخلها مع بعض الأدوية، وفق ما أفادت به دراسة منشورة عبر «المكتبة الوطنية البريطانية للطب».
كيف تساهم البقوليات في تعزيز الزنك؟
غنية بالزنك: تحتوي كميات جيدة من الزنك، فمثلاً، يوفر كوب من العدس المطبوخ نحو 12 في المائة من الاحتياج اليومي.
مصادر نباتية أساسية: هي من أفضل مصادر الزنك النباتية للجميع، وليس للنباتيين فقط.
مركبات معززة: غنية بالألياف والبروتين الداعم صحة الأمعاء ووظائف الجسم، كما أن الزنك ضروري للمناعة وتخليق الحمض النووي.
لتجاوز تحدي الـ«فَيْتات»:
الـ«فَيْتات (Phytates)» مركّبات طبيعية توجد في الأغذية النباتية، وتُعرف علمياً باسم «حمض الفَيْتِيك». تعمل هذه المركّبات على الارتباط بالمعادن داخل الجهاز الهضمي، مثل الزنك والحديد والكالسيوم والمغنسيوم؛ ما يُقلّل من قدرة الجسم على امتصاصها.
وتوجد الـ«فَيْتات» بكثرة في: الحبوب الكاملة، والبقوليات (كالعدس والحمص والفول)، والمكسرات، والبذور.
لماذا تُعد الـ«فَيْتات» مشكلة أحياناً؟
لأن الـ«فَيْتات» تُكوّن مركّبات غير قابلة للذوبان مع المعادن، فيمرّ جزء منها عبر الأمعاء دون امتصاص؛ مما قد يُسهم في نقص بعض المعادن لدى من يعتمدون بشكل أساسي على الغذاء النباتي.
والـ«فَيْتات» لها أيضاً فوائد صحية، إذ تمتلك خصائص مضادّة للأكسدة، وقد تُسهم في حماية الخلايا. لكن تأثيرها السلبي يظهر عندما تكون المعادن في الغذاء محدودة.
حلول لتفادي مشكلات الـ«فَيْتات»:
النقع والإنبات: نقع البقوليات أو إنباتها يقلل من محتوى الـ«فَيْتات»؛ مما يحسن امتصاص الزنك والمعادن الأخرى.
الطهو الصحيح: الطهو الجيد يجعلها مصدراً أفضل للزنك، مع استمرار فوائدها الكثيرة.
التخمير: أي الخميرة (مثل الخبز المخمّر طبيعياً)، وهذه الطرق تُقلّل من محتوى الـ«فَيْتات» وتُحسّن امتصاص المعادن.
