المكسرات: فوائد ومحاذير صحية

وجبة غذائية غنيّة وخفيفة للأطفال

المكسرات: فوائد ومحاذير صحية
TT

المكسرات: فوائد ومحاذير صحية

المكسرات: فوائد ومحاذير صحية

من المعروف أن المكسرات Nuts تُعد من أفضل الوجبات الخفيفة نباتية المنشأ بالنسبة للأطفال والبالغين على حد سواء؛ وذلك للعديد من الأسباب، أهمها على الإطلاق قيمتها الغذائية الكبيرة، ولأنها أيضاً منتج طبيعي متوفر في كل فصول السنة تقريباً، فضلاً عن طعمها المحبب لدى الجميع، سواء بمفردها أو كجزء من وجبة أخرى؛ لإضافة نكهة لذيذة للوجبة الأساسية. هذا إلى جانب كونها خفيفة ولا تحتاج لتحضير، وصحية جداً، وتُعد مصدراً مثالياً للبروتينات بالنسبة للأطفال الذين يتبعون حمية النظام النباتي الصارم vegan، إلى جانب إمكانية تناول الألبان التي يتم استخلاصها من اللوز.

فوائد المكسرات للأطفال

يمكن إدخال المكسرات إلى النظام الغذائي للطفل مبكراً كلما أمكن، بداية من عمر ستة أشهر على شكل عجينة أو مطحونة، ويفضل أن يتم تناولها مطحونة أو يتم تكسيرها إلى قطع صغيرة حتى عمر الخامسة؛ لأن الحبوب الصلبة يمكن أن تدخل الجهاز التنفسي بدلاً من المري وتسبب الاختناق، خاصة في حالة أن يكون الطفل كثير الحركة أثناء تناول الطعام ويحرك رأسه باستمرار. وبالنسبة للأنواع صغيرة الحجم مثل الفستق والبندق يجب أن يكون تناولها في وجود الأم.

تحتوي المكسرات على الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي تعزز صحة الجسم والدهون الصحية الأحادية (غير المشبعة unsaturated fat) والبروتينات والألياف التي تساعد على النمو والتطور الإدراكي. وهناك الكثير من المكسرات تحتوي على كمية جيدة من دهون أوميغا 3 المفيدة لنشاط المخ.

وتشمل المكسرات اللوز وعين الجمل والكاجو والبندق والمكاديما والفستق. وبالنسبة للفول السوداني؛ فإنه لا يُعد من المكسرات ولكنه نوع من البقوليات يحتوي على تركيبة غذائية مماثلة إلى حد كبير لها، ولكن القيمة الغذائية للمكسرات أكبر.

* الكمية المناسبة: يجب أن تصل يومياً إلى 30 غراماً على وجه التقريب، أي ما يعادل الكمية التي يمكن أن تكون موجودة في قبضة اليد الواحدة. وهذه الكمية البسيطة تحتوي على 36 في المائة من حاجة الطفل اليومية من فيتامين «إي» E، وكذلك 13 في المائة من احتياجات الجسم اليومية من الألياف، وعلى وجه التقريب 5 غرامات من البروتين وفيتامينات بي المركب، بالإضافة إلى الكالسيوم والحديد والزنك والبوتاسيوم والمغنيسيوم.

* الفوائد الصحية للمكسرات: تناول المكسرات بانتظام كجزء من نظام غذائي صحي طبيعي يساعد في خفض نسبة الكوليسترول الضارة، وفي الوقت نفسه يزيد من نسبة الدهون الجيدة HDL التي يحتاجها الجسم؛ لأن الدهون عالية الكثافة (الجيدة) تقوم بدور تنافسي مع الدهون منخفضة الكثافة (الضارة) LDL التي تترسب على جدار الشرايين، وتسبب تصلبها، ما يحمي من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة للتحكم في ضغط الدم.

وبعض الأنواع مثل الفستق تلعب دوراً هاماً في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وحتى للمرضى المصابين به فإنها تقلل من حدوث المضاعفات المرتبطة بزيادة الغلوكوز في الدم، وتقوم بتنظيم حركة الأمعاء، وأيضاً تقوي العظام، وتحافظ على خلايا الجسم، وتقوم برفع مناعة الجسم في حالات الأمراض المزمنة مثل بعض الأورام.

احتياطات ومحاذير

* احتياطات خاصة: بعيداً عن الطعم المفضل للمكسرات المحمصة يفضل أن يتم تناولها بشكلها الخام (نيئة) دون أن يتم تحميصها؛ حتى لا تفقد جزءاً من قيمتها الغذائية أثناء التحميص. وأيضاً يجب عدم إضافة الملح عليها حتى لا يتسبب في رفع الضغط نتيجة للصوديوم الموجود في ملح الطعام. والأمر نفسه ينطبق على السكر، إذ وفي بعض الأحيان تتم إضافة السكر إليها، خاصة في المنتجات التي تباع للأطفال، وكذلك المستخدمة في صناعة الحلوى.

وأيضاً يجب أن يتم شراء المكسرات طازجة قدر الإمكان من مكان يقوم بتخزينها بشكل جيد حتى يمكن تجنب المادة الضارة التي تنمو على المكسرات في الأماكن سيئة التهوية (الأفلاتوكسين aflatoxin)، وهي مادة سيئة يمكن أن تسبب أضراراً صحية بالغة.

* آثار جانبية: رغم أن المكسرات تُعد من الوجبات الجيدة جداً للصحة فإن الإفراط في تناولها (مثل أي شيء آخر حتى لو كان طبيعياً وجيداً) يمكن أن يحمل بعض المشاكل الصحية البسيطة، مثل زيادة الوزن نتيجة للكمية الكبيرة من السعرات الحرارية لاحتوائها على الدهون الصحية، وخصوصاً لأن الأطفال يفضلون طعمها، ويقبلون على تناولها بكميات كبيرة.

ويمكن أيضاً أن تحدث بعض أعراض الجهاز الهضمي مثل الشعور بالانتفاخ نتيجة للغازات، وحدوث إسهال. وفي بعض الأحيان يمكن أن تسبب المكسرات حموضة في المعدة تؤدي إلى الإحساس بألم بسيط في الجزء الأعلى من المعدة.

* حساسية المكسرات: هناك بعض الأطفال يمكن أن تحدث لهم حساسية من تناول المكسرات، مثل الذين يعانون من حساسية الفول السوداني، ويمكن أن تتراوح في شدتها بين مجرد حدوث أعراض بسيطة مثل الطفح والهرش والحكة واحمرار الجلد، وفي بعض الأحيان النادرة يمكن أن تكون خطيرة وتستدعي الذهاب للمستشفى على الفور في حالة الشعور بالاختناق؛ نتيجة لتورم الحلق، وزيادة مرات التنفس، وسرعة النبض، وهبوط الضغط (الصدمة shock)، ثم فقدان الوعي، ولكن لحسن الحظ هذه الحساسية نادرة جداً في المكسرات.

في النهاية؛ ينصح الأطباء وخبراء التغذية، الأمهات بالحرص على إدخال المكسرات في النظام الغذائي لأطفالهن، خاصة في فترات الدراسة، والتمارين الرياضية، بشرط أن يتم تناولها بكميات بسيطة بشكل يومي، خاصة في الأسر التي تستطيع تحمل نفقات شرائها؛ لأن أسعار المكسرات مرتفعة في معظم دول العالم، وتُعد من أهم العوامل التي تحد من انتشارها بين الأطفال.

* استشاري طب الأطفال.


مقالات ذات صلة

علاقة ارتفاع ضغط الدم بالصداع: 7 جوانب يجدر إدراكها

صحتك علاقة ارتفاع ضغط الدم بالصداع: 7 جوانب يجدر إدراكها

علاقة ارتفاع ضغط الدم بالصداع: 7 جوانب يجدر إدراكها

ثمة علاقة تغلفها بعض الأوهام وبعض الحقائق بين ارتفاع ضغط الدم من جهة، والمعاناة من الصداع من جهة أخرى.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك تمارين النهوض بالرأس

اختبار اللياقة البدنية للرؤساء الأميركيين

بدأ العمل باختبار اللياقة البدنية الرئاسي «Presidential Physical Fitness Test» في الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأميركي السابق دوايت د. أيزنهاور في عام 1956.

ماثيو سولان (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك سرطان العظام والأنسجة الرخوة... مرض نادر ومميت

سرطان العظام والأنسجة الرخوة... مرض نادر ومميت

في كل عام، يصاب الآلاف من الأفراد والأسر بـ«الساركوما» (سرطان العظام والأنسجة الرخوة) وهو شكل نادر ومميت

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك أحد أنواع الفطر السحري (رويترز)

الفطر السحري… يؤثر على االدماغ لأسابيع

كشفت دراسة حديثة عن أن المركب النشط الموجود في الفطر السحري يمكنه التأثير على الدماغ لأسابيع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية لفيروس «كوفيد-19» (أرشيفية - رويترز)

دراسة تحذر: خطر الإصابة بـ«كوفيد» طويل الأمد لا يزال كبيراً

خلصت دراسة جديدة نُشرت الأربعاء في مجلة «نيو إنغلاند» الطبية إلى أن احتمالية الإصابة بـ«كوفيد» طويل الأمد قد انخفضت منذ بداية الوباء ولكنها لا تزال كبيرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

ألماني في الستين قد يكون سابع مريض يُشفى من الإيدز بعد زرع نخاع عظمي

ألماني في الستين سابع مريض يُشفى من فيروس نقص المناعة البشرية بعد عملية زرع نخاع عظمي (أرشيفية)
ألماني في الستين سابع مريض يُشفى من فيروس نقص المناعة البشرية بعد عملية زرع نخاع عظمي (أرشيفية)
TT

ألماني في الستين قد يكون سابع مريض يُشفى من الإيدز بعد زرع نخاع عظمي

ألماني في الستين سابع مريض يُشفى من فيروس نقص المناعة البشرية بعد عملية زرع نخاع عظمي (أرشيفية)
ألماني في الستين سابع مريض يُشفى من فيروس نقص المناعة البشرية بعد عملية زرع نخاع عظمي (أرشيفية)

يُرجّح أن يكون ألماني في الستين من عمره سابع مريض يُشفى من فيروس نقص المناعة البشرية، بعد عملية زرع نخاع عظمي، إذ لم يعد لديه أي أثر للفيروس في جسده، وفقاً لبحثٍ نُشر، اليوم الخميس، قبل المؤتمر الدولي الخامس والعشرين في شأن الإيدز.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، أُطلق على هذا الرجل، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، لقب «مريض برلين الجديد»، قياساً على «مريض برلين الأول» تيموثي راي براون الذي كان عام 2008 أول شخص أُعلن شفاؤه من فيروس نقص المناعة البشرية، وتُوفي بالسرطان عام 2020.

وخضع الرجل الستيني، الذي اكتُشِفَت، عام 2009، إصابته بفيروس نقص المناعة البشرية، لعملية زرع نخاع عظمي لعلاج سرطان الدم، عام 2015، ثم تمكّن، في نهاية عام 2018، من وقف علاجه بمضادات الفيروسات القهقرية.

وبعد نحو ست سنوات، لم يعد لديه حمل فيروسي قابل للاكتشاف، وفقاً للباحثين الذين سيعرضون دراستهم في ميونيخ، الأسبوع المقبل.

وقال الطبيب المعالج للمريض بمستشفى شاريتيه في برلين، كريستيان غابلر، إن «حالة هذا المريض توحي بشدة بوجود علاج لفيروس نقص المناعة البشرية»، ولو لم يكن من الممكن «التأكد تماماً» من القضاء على كل آثار الفيروس.

وأضاف: «إنه في صحة جيدة، وهو متحمس للمساهمة في جهودنا البحثية».

وتوقعت رئيسة الجمعية الدولية للإيدز، شارون لوين، في مؤتمر صحافي، أن يكون تأكيد شفاء المريض الألماني قريباً، بعدما مرّ أكثر من خمس سنوات على استقرار وضعه.

وقد تلقّى جميع المرضى الآخرين، باستثناء واحد، خلايا جذعية من متبرعين بالنخاع مع متحوّرة نادرة تسمى الانحراف الجيني الوراثي المتجانس الازدواج، أو «سي سي آر 5 (CCR5)»، وهي طفرة جينية يُعرَف عنها أنها تمنع دخول فيروس نقص المناعة البشرية الخلايا.

وقد ورث هؤلاء المتبرعون نسختين من الجين المتحور؛ واحدة من كل والد.

أما «مريض برلين الجديد» فهو أول مريض يتلقى خلايا جذعية من متبرع ورث نسخة واحدة فقط، وهي حالة أكثر شيوعاً، مما يزيد الآمال في مزيد من المتبرعين المحتملين.

ويُعد «مريض جنيف»، الذي كُشف عنه عام 2023، استثناءً آخر، إذ تلقّى عملية زرع من متبرع دون أي متحورة في هذا الجين.

ومع أن أقل من واحد في المائة من عامة السكان يحملون هذه الطفرة الوقائية لفيروس نقص المناعة البشرية، فمن النادر جداً أن تكون هذه المتحورة موجودة لدى متبرع نخاع متوافق.

ومع أن هذه الحالات تعزز الأمل في التغلب على فيروس نقص المناعة البشرية يوماً ما، تُعدّ عملية زرع نخاع العظم مرهِقة ومحفوفة بالمخاطر، وغير واردة بالنسبة إلى غالبية حاملي الفيروس.