كشفت دراسة أميركية أن الأحماض الدهنية الصحية الموجودة في المكسرات والأسماك يمكن أن تبطئ تطور تندب الرئة المميت المعروف باسم التليف الرئوي، وتؤخر الحاجة إلى زراعة الرئة.
وأوضح الباحثون أن الدراسة ركزت على رصد تأثير أحماض «أوميغا 3» الدهنية الموجودة في الأطعمة مثل أسماك السلمون وبذور الكتان والمكسرات، على صحة الرئة، ونُشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية الكلية الأميركية لأطباء الصدر.
وارتبطت أحماض «أوميغا 3» الدهنية بمجموعة من الفوائد الصحية، منها تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، والجلطات الدموية المسببة للسكتة الدماغية، والسرطان، ومرض ألزهايمر والخرف.
وتُعدّ الأسماك الدهنية، مثل السلمون والتونة والسردين، وبعض الزيوت النباتية مثل زيت بذور الكتان وزيت فول الصويا، والمكسرات مثل عين الجمل والجوز؛ من أبرز المصادر الطبيعية لأحماض «أوميغا 3»، بالإضافة لتوافرها مكملات غذائية.
وخلال الدراسة الجديدة، راقب الفريق أكثر من 300 مريض يعانون من مرض الرئة الخلالي، الذي يسبب ندبات بأنسجة الرئة تؤثر على قدرة الأشخاص على التنفس. وكان معظم المشاركين يعانون من التليف الرئوي، وهو أحد الأعراض المرتبطة بمرض الرئة الخلالي.
وبالإضافة إلى إجراء فحوصات الأشعة على الرئة، رصد الباحثون العلاقة بين مستويات أحماض «أوميغا 3» الدهنية في الدم، وتطور التليف الرئوي، وكذلك المدة التي يمكن أن يبقى فيها المرضى من دون الحاجة إلى علاج.
ووجد الباحثون أن المستويات المرتفعة من «أوميغا 3»، ارتبطت بتحسين وظائف الرئة وتأخير حاجة مرضى التليف الرئوي لعمليات زراعة الرئة.
وأشار الفريق إلى أن النتائج التي توصلوا إليها تستدعي إجراء تجارب سريرية لتحديد ما إذا كانت التدخلات التي ترفع مستويات «أوميغا 3» يمكن أن تكون وسيلة مفيدة لتحسين نتائج علاج المرضى الذين يعانون من التليف الرئوي وأمراض الرئة المزمنة الأخرى.
من جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة في جامعة فيرجينيا الأميركية، الدكتور جون كيم: «لقد وجدنا أن المستويات المرتفعة من أحماض أوميغا 3 الدهنية في الدم، الناجمة عن تناول الأطعمة الغنية بهذه الأحماض لعدة أسابيع، كانت مرتبطة بتحسين وظائف الرئة».
وأضاف عبر موقع الجامعة: «نحن بحاجة لمزيد من البحث لتحديد الآلية الأساسية، التي تسهم من خلالها أحماض أوميغا 3 الدهنية في تحسين صحة الرئة، ووقف وتيرة التليف الرئوي أيضاً».