هل تناول المغنيسيوم يكون آمناً أثناء الحمل؟

يدعم المغنيسيوم صحة الحامل والجنين خلال فترة الحمل (رويترز)
يدعم المغنيسيوم صحة الحامل والجنين خلال فترة الحمل (رويترز)
TT
20

هل تناول المغنيسيوم يكون آمناً أثناء الحمل؟

يدعم المغنيسيوم صحة الحامل والجنين خلال فترة الحمل (رويترز)
يدعم المغنيسيوم صحة الحامل والجنين خلال فترة الحمل (رويترز)

المغنيسيوم هو أحد المعادن الأساسية السبعة في الجسم، وخلال فترة الحمل، يدعم صحة الحامل والجنين، كما يساعد في وظائف الأعصاب والعضلات، وتقوية العظام، وإنتاج الطاقة، وضبط مستويات السكر في الدم وضغط الدم.

من الشائع الإصابة بنقص المغنيسيوم أثناء الحمل، وقد تحتاجين إلى تناول مزيد من الأطعمة الغنية بالمعدن، مثل الخضراوات ذات اللون الأخضر الداكن، ومنتجات الحبوب الكاملة، والمكسرات، والبقوليات.

ووفقاً لموقع «هيلث» الطبي، فبناءً على عمركِ، يمكنكِ تناول 350 - 400 ملليغرام من مكملات المغنيسيوم يومياً حسب الحاجة.

هل يُمكنكِ تناول المغنيسيوم أثناء الحمل؟

لا تُشير دراسات كافية وعالية الجودة إلى أن مكملات المغنيسيوم اليومية تُفيد النساء الحوامل. ومع ذلك، تزداد احتياجاتكِ من المغنيسيوم أثناء الحمل، وقد لا تكفي مصادر الغذاء لتلبية احتياجاتكِ.

إذا كنتِ حاملاً، فعادةً ما تحتاجين إلى حوالي 10 في المائة من المغنيسيوم أكثر من المعتاد. على سبيل المثال، تتراوح الكمية اليومية الموصى بها (RDA) للحوامل بين 350 و400 ملليغرام يومياً، مقارنةً بـ300 و310 ملليغرامات يومياً لغير الحوامل.

وكشفت إحدى الدراسات أن حوالي 80 في المائة من الحوامل يستهلكن أقل من 300 ملليغرام من المغنيسيوم يومياً. وقد يُعزى ذلك إلى غثيان الصباح والتفضيلات الغذائية. ويمكن أن تُساعد المصادر الغذائية للمغنيسيوم أو المكملات الغذائية في تقليل هذه المخاطر.

يُرجّح أن تكون مكملات المغنيسيوم آمنة أثناء الحمل، خاصةً عند استخدامها بالجرعة الموصى بها. ومع ذلك، عليك استشارة طبيبك دائماً قبل تناول المغنيسيوم.

تشمل فوائد المغنيسيوم المحتملة للحوامل ما يلي:

  • يساعد على الوقاية من ارتفاع ضغط الدم: تساعد مكملات المغنيسيوم على الوقاية من تسمم الحمل، وهو حالة خطيرة تتعلق بارتفاع ضغط الدم تحدث أثناء الحمل أو بعد الولادة مباشرة.
  • تخفيف تقلصات أسفل الساقين: يمكن لمكملات المغنيسيوم أن تخفف تقلصات الساق أثناء الحمل. وتشير إحدى الدراسات إلى أن تناول 200 ملليغرام من المغنيسيوم يومياً بمجرد ظهور التقلصات يمكن أن يُخفف من حدتها.
  • يقلل من خطر الإصابة بالشلل الدماغي: تشير الأبحاث إلى أن كبريتات المغنيسيوم يمكن أن تقلل من خطر إنجاب طفل مصاب بالشلل الدماغي، وهي حالة تؤثر على الحركة والوضعية، لدى الأشخاص المعرضين لخطر الولادة المبكرة.
  • يساعد على تحسين جودة النوم: قد يساعد المغنيسيوم على تحسين جودة النوم أثناء الحمل. كما قد يساعدك على الشعور بتعب أقل خلال النهار.
  • يساعد على تحسين المزاج: يعتقد بعض الباحثين أن انخفاض مستويات المغنيسيوم أثناء الحمل قد يُسهم في الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة. وقد يُساعد تناول مكملات المغنيسيوم أثناء الحمل على تقليل أعراض الاكتئاب.
  • بداية صحية أفضل للرضع: تناول كمية كافية من المغنيسيوم أثناء الحمل يقلل من خطر انخفاض مستوى الصحة لدى الرضع. كما قد يقل احتمال دخولهم وحدات العناية المركزة.

ما نوع المغنيسيوم الذي يجب تناوله أثناء الحمل؟

بشكل عام، يُنصح باستخدام كبريتات المغنيسيوم فقط للنساء اللاتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل. ومع ذلك، فقد استُخدمت أنواع أخرى من المغنيسيوم للنساء الحوامل.

كبريتات المغنيسيوم (MgSO4)

توصي منظمة الصحة العالمية (WHO) باستخدام المغنيسيوم للوقاية من أعراض تسمم الحمل الشديدة وعلاجها. في حالات تسمم الحمل أو الارتعاج، عادةً ما تُعطى كبريتات المغنيسيوم عن طريق الوريد (عبر الوريد، أو من خلال إبرة في الوريد) وتحت إشراف طبي.

يمكن أن تساعد كبريتات المغنيسيوم الفموية في تخفيف الإمساك أثناء الحمل. ومع ذلك، يُفضل مناقشة البدائل الأكثر أماناً مع الطبيب قبل استخدام كبريتات المغنيسيوم.

تتوفر كبريتات المغنيسيوم أيضاً على شكل ملح إبسوم. يمكن أن يُخفف الاستحمام بماء دافئ مع ملح إبسوم من توتر العضلات ويُقلل من تقلصاتها.

سترات المغنيسيوم

تعد سترات المغنيسيوم الفموية نوعاً أكثر شيوعاً من مكملات المغنيسيوم. في إحدى الدراسات، خفّضت جرعة 360 ملليغراماً من سترات المغنيسيوم تقلصات الساق لدى الحوامل اللواتي يحتمل أن يُعانين من نقص المغنيسيوم.

قد يُساعد تناول سترات المغنيسيوم يومياً أيضاً في تقليل احتمالية دخول المستشفى بسبب الولادة المبكرة. عليك استشارة طبيبكِ دائماً قبل استخدام هذه المكملات الغذائية على المدى الطويل.

أكسيد المغنيسيوم

يُعدّ أكسيد المغنيسيوم خياراً فعالاً لعلاج الصداع النصفي لدى الحوامل. يُمكن استخدامه بأمان حتى جرعات تصل إلى 400 ملليغرام.

قد يُؤخّر تناول أكسيد المغنيسيوم أثناء الحمل بدء إنتاج حليب الثدي.

بيسغليسينات المغنيسيوم

يُمكن أن يُساعد بيسغليسينات المغنيسيوم في تقليل تقلصات الساق أثناء الحمل. وتشير الأبحاث إلى أن جرعة 300 ملليغرام يمكن أن تخفف من تقلصات الساق.

تشمل الآثار الجانبية لاستخدام مكملات المغنيسيوم ما يلي:

  • احمرار الوجه.
  • التعرق.
  • الإسهال.
  • الصداع.
  • القيء.
  • عدم وضوح الرؤية.
  • ضعف العضلات.

عليكِ استشارة طبيبكِ إذا لاحظتِ أيّاً من الأعراض المذكورة أعلاه. سيقيّم طبيبكِ كمية تناولكِ للمغنيسيوم، وقد يوصي بإيقافه، أو الانتقال إلى نوع آخر، أو تقليله.


مقالات ذات صلة

3 مشاكل شائعة في العين قد تشير إلى الخرف قبل سنوات من التشخيص

صحتك يُصيب الخرف حالياً 57 مليون شخص عالمياً مع توقعات تضاعف الرقم 3 مرات خلال العقود المقبلة (أرشيفية - د.ب.أ)

3 مشاكل شائعة في العين قد تشير إلى الخرف قبل سنوات من التشخيص

قال باحثون من نيوزيلندا إن بعض مشاكل العين التي قد تُمثل علامات تحذير مبكرة للخرف، ربما حتى قبل ظهور الأعراض التقليدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك حبات من الليمون الذي يُحفّز إنتاج هرمون «جي-إل-بي-1» (أرشيفية - أ.ف.ب)

5 طرق علمية للسيطرة على الرغبة الشديدة في تناول الطعام

ينصح أطباء بعدة خطوات من شأنها أن تساعدك على الشعور بالشبع التام بعد الوجبات، والحد من الرغبة الشديدة في تناول الطعام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الباحثون أكدوا أن هناك زيادة في خطر الإصابة بالمشكلات الصحية والاكتئاب مع تزايد انخراط الفرد في التدخين (رويترز)

بين التدخين وشرب الكحول... علماء يكشفون العمر الذي تبدأ فيه عاداتك السيئة بتدمير جسمك

أظهرت دراسة جديدة أجرتها جامعة لوريا للعلوم التطبيقية في فنلندا أن الأشخاص الذين كانت لديهم عادات غير صحية انتهى بهم الأمر إلى مسار سريع لمشكلات الصحة العقلية.

«الشرق الأوسط» (هلسكني)
يوميات الشرق كم حملناها وأطلنا ولم ننتبه (غيتي)

احذروا حَمْل الإيصالات الورقية لـ10 ثوانٍ!

حذَّر باحثون صحيون من مادة كيميائية تُستخدم في الإيصالات الورقية، وهي مادة مثبطة للغدد الصماء، مؤكدين أنَّ الجلد يمتصّها بسرعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك التنكس البقعي يصيب ملايين الأشخاص حول العالم (رويترز)

حقن الذهب في العين قد يكون مستقبل الحفاظ على البصر... ما القصة؟

قد يبدو غبار الذهب في العين علاجاً غير مألوف، لكن دراسة جديدة أُجريت على الفئران في الولايات المتحدة تُظهر أن هذا النهج قد يُعالج التنكس البقعي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

دواء جديد مُحتمل لارتفاع ضغط الدم المُقاوم للعلاج

شملت التجارب مجموعة أكثر تنوّعاً من المرضى (جامعة كاليفورنيا في سان دييغو)
شملت التجارب مجموعة أكثر تنوّعاً من المرضى (جامعة كاليفورنيا في سان دييغو)
TT
20

دواء جديد مُحتمل لارتفاع ضغط الدم المُقاوم للعلاج

شملت التجارب مجموعة أكثر تنوّعاً من المرضى (جامعة كاليفورنيا في سان دييغو)
شملت التجارب مجموعة أكثر تنوّعاً من المرضى (جامعة كاليفورنيا في سان دييغو)

حدَّد باحثون في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا الأميركية في سان دييغو، علاجاً جديداً محتملاً للأشخاص الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط أو المُقاوم للعلاج.

ووجدت دراستهم المنشورة في دورية «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين»، أنّ المشاركين في التجارب السريرية الذين تناولوا دواءً قيد البحث يُسمّى «لوروندروستات»، شهدوا انخفاضاً مقداره 15 نقطة في ضغط الدم الانقباضي؛ وهو الرقم الأعلى في قراءة ضغط الدم، مقارنةً بانخفاض مقداره 7 نقاط للمرضى الذين تلقّوا علاجاً وهمياً.

وصرَّح الباحث الرئيسي للدراسة، وطبيب القلب في مركز سان دييغو الطبي بجامعة كاليفورنيا، الدكتور مايكل ويلكينسون: «صُمّمت هذه التجربة لدراسة تأثير دواء جديد في خفض ضغط الدم لدى الأشخاص الذين لا يُمكن السيطرة على ارتفاع ضغط الدم لديهم بشكل كافٍ باستخدام الأدوية الحالية».

وأضاف في بيان نُشر الجمعة: «كنا ندرس نهجاً جديداً لمعالجة اختلال توازن الألدوستيرون، وهو سبب غالباً ما يكون غير مُعترف به بكونه أحد أسباب ارتفاع ضغط الدم المُقاوم للعلاج».

ووفق الدراسة، فإنّ هرمون الألدوستيرون يلعب دوراً حاسماً في تنظيم ضغط الدم في الجسم، وعندما يحدث اضطراب في مستويات تنظيمه، يُمكن أن يُسهم في ارتفاعه.

ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، يُصيب ارتفاع ضغط الدم نحو 120 مليون شخص في جميع أنحاء الولايات المتحدة، أي نحو نصف البالغين هناك، ويُعدُّ السبب الرئيسي لأمراض القلب في البلاد. وعادةً، لا تُصاحب ارتفاع ضغط الدم أي علامات أو عوارض.

تجارب متعدّدة

شملت التجربة السريرية متعدّدة المراكز، في مرحلتها الثانية، 285 مشاركاً، بمَن فيهم مرضى من مستشفى جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، وأُجريت بالتعاون مع مركز تنسيق البحوث السريرية في «كليفلاند كلينك» الأميركية.

وعلى مدار 12 أسبوعاً، تلقّى جميع المشاركين في التجربة دواءً مُوحّداً لخفض ضغط الدم، كما تلقّى 190 مشاركاً جرعةً مُقاسةً من الدواء التجريبي -الذي يُوقف إنتاج هرمون الألدوستيرون- في حين تلقّى 95 مشاركاً دواءً وهمياً.

وهو ما علَّق عليه ويلكينسون: «استخدم جميع المشاركين الأدوية المُوحّدة عينها لضغط الدم خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من التجربة قبل بدء تناول الدواء الجديد أو الدواء الوهمي، مما أتاح لنا فرصةً لتحديد خط الأساس وفَهْم فاعلية العلاج بدقة».

وأضاف: «في النهاية، وجدنا أنّ العلاج الجديد، مقارنةً بالدواء الوهمي، كان مفيداً في خفض ضغط الدم الانقباضي لدى المرضى».

وكان الباحثون قد راقبوا ضغط دم كلّ مشارك بشكل مستمر لمدة 24 ساعة في بداية التجربة وفي منتصفها وعند نهايتها. ووجدوا أنه بالنسبة إلى الأفراد الذين تلقّوا الدواء، انخفضت مستويات ضغط الدم الانقباضي لديهم، في المتوسط، بنحو 15 ملم زئبق.

قال ويلكينسون: «على الرغم من أنّ قراءات ضغط الدم ظلّت مرتفعة في نهاية هذه التجربة السريرية لدى بعض المشاركين الذين عولجوا بـ(اللوراندروستات)، فإننا نرى أنّ هذه النتائج واعدة؛ لأن جميع المشاركين في الدراسة تقريباً لم يتمكّنوا من خفض ضغط دمهم بشكل كافٍ باستخدام الأدوية المتاحة الآن»، مشيراً إلى أنّ التجربة شملت مجموعة أكثر تنوّعاً من المرضى، مما يُسهم في التوصّل إلى علاج أكثر ملاءمة لارتفاع ضغط الدم لدى مجموعة أوسع من الأفراد المعرَّضين لخطر متزايد للإصابة بأمراض القلب.

وأوضح أنه من المُنتظر أن تتضمَّن الخطوات التالية تجربة أوسع نطاقاً، مشدّداً على أنه «مع ازدياد معرفتنا بسلامة هذا العلاج وفاعليته، آمل أن نتمكّن من تحديد أداة مفيدة في معالجة ارتفاع ضغط الدم للمرضى المحتاجين».