اكتشاف آلية لتنشيط الخلايا المناعية

الخلايا التائية تلعب دورًا مركزيًا في الاستجابة المناعية.(المعهد الوطني للأمراض المعدية)
الخلايا التائية تلعب دورًا مركزيًا في الاستجابة المناعية.(المعهد الوطني للأمراض المعدية)
TT

اكتشاف آلية لتنشيط الخلايا المناعية

الخلايا التائية تلعب دورًا مركزيًا في الاستجابة المناعية.(المعهد الوطني للأمراض المعدية)
الخلايا التائية تلعب دورًا مركزيًا في الاستجابة المناعية.(المعهد الوطني للأمراض المعدية)

اكتشف العلماء في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو بأميركا، آلية غير موصوفة سابقاً تساعد الخلايا التائية المناعية على تنشيط نفسها في الأنسجة المحيطية، مما يعزز قدرتها على مهاجمة الأورام. وأعلن الباحثون في دراستهم المنشورة (الاثنين) بدورية «إميونيتي» عن تفاصيل تلك الآلية، ويأملون أن يساعدهم هذا الاكتشاف في ابتكار علاجات جديدة مضادة للأورام.

والخلايا التائية هي نوع من خلايا الدم البيضاء التي تحمي من العدوى وتساعد في محاربة السرطان، وفي الجهاز الليمفاوي، وهو جزء من الجهاز المناعي الذي يحمي الجسم من العدوى والأمراض، ويشمل الطحال وغدة التوتة والعُقد اللمفية والقنوات اللمفية، بالإضافة إلى اللوزتين والغدانيات، يتم تدريب الخلايا التائية بواسطة الخلايا التغصنية أو التي تعرف باسم «الخلايا العارضة للمستضد»، والتي كما يوحي اسمها، تقدم مستضداً (قطعة من الورم أو العامل الممرض) للخلايا التائية، مما يحفز الاستجابة المناعية.

وجزء أساسي من هذه العملية هو ارتباط (B7)، وهو بروتين على سطح الخلايا العارضة للمستضد، مع مستقبل (CD28) على الخلايا التائية، ويعد هذا التفاعل محركاً رئيسياً للاستجابة المناعية للخلايا التائية، وبمجرد التدريب، تترك الخلايا التائية الأعضاء الليمفاوية وتسافر عبر الجسم للعثور على أهدافها ومهاجمتها.

وكشفت دراسات حديثة عن أن الخلايا التائية يمكنها بالفعل إنتاج بروتين (B7) الخاص بها أو أخذه من الخلايا العارضة للمستضد وإحضاره معها، ولكن سبب قيامهم بذلك بالضبط ظل غير واضح، ودفع ذلك الباحثين إلى التساؤل عما إذا كانت الخلايا التائية، المجهزة الآن بكل من المستقبل ورابطه، قادرة على تنشيط نفسها.

ومن خلال سلسلة من التجارب، وجد الباحثون أن الخلايا التائية يمكنها بالفعل التنشيط الذاتي عن طريق تجعيد غشاء الخلية إلى الداخل للسماح لبروتين (B7) ومستقبل (CD28) بالارتباط بعضهما ببعض.

ويقول إينفو هوي، في تقرير نشره الموقع الرسمي لجامعة كاليفورنيا، «غالباً ما يفترض الناس أن غشاء الخلية مسطح، لكنه في الواقع يبدو أشبه بخط ساحلي به الكثير من الخلجان، ولقد وجدنا ذلك مفيداً في التحفيز التلقائي، الذي كان فعالاً بالفعل في تعزيز وظيفة الخلايا التائية وإبطاء نمو الورم في نموذج فأر مصاب بالسرطان». ويضيف أنه «يمكن الاستفادة من ذلك في تطوير علاج خلوي يتم فيه تسليم الخلايا التائية المنشطة ذاتياً إلى المريض مباشرةً».


مقالات ذات صلة

نصائح للتغلب على الهوس بتحقيق الكمال

صحتك سر السعادة في العمل التركيز على التقدم بدلاً من الكمال مما يؤدي إلى تحقيق قدر أكبر من الرضا (رويترز)

نصائح للتغلب على الهوس بتحقيق الكمال

نصحت الدكتورة في مركز جامعة بوسطن لدراسات الاضطرابات والقلق، إلين هندريكسن، بضرورة التمييز بين السعي إلى الكمال والشعور الدائم بعدم الرضا عن النفس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تحتوي بعض أنواع الأخشاب على تركيزات عالية من المركبات المضادة للميكروبات الطبيعية (أرشيفية - شبكة «إيه بي سي»)

هل الطهي بالملاعق الخشبية آمن لصحتنا؟ وهل تحبس البكتيريا؟

يختلف متابعون حول مدى صحة استخدام الملاعق الخشبية في الطهي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا يسعى العلماء إلى إعادة تعريف كيفية إدارة الحالات المزمنة مثل السكري مما يوفر أملاً لملايين الأشخاص حول العالم (أدوبي)

الذكاء الاصطناعي لتحديد الأنواع الفرعية لمرض السكري

يقول الباحثون إن هذه التكنولوجيا مفيدة للأفراد في المناطق النائية أو ذات التحديات الاقتصادية.

نسيم رمضان (لندن)
صحتك العيون قد تكشف عن الإصابة بالسكتة الدماغية

العيون قد تكشف عن الإصابة بالسكتة الدماغية

قال موقع «ساينس أليرت» إن دراسة حديثة خلصت إلى أن الفحوصات التي تُجرى للعيون قد تكشف عن الإصابة بالسكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم الأطعمة فائقة المعالجة قد تتسبب في ظهور أسنان بارزة لدى الأطفال

الأطعمة فائقة المعالجة قد تتسبب في ظهور أسنان بارزة لدى الأطفال

تقود إلى عيوب في ابتسامة الطفل تعرضه للتنمر

د. عميد خالد عبد الحميد (الرياض)

نصائح للتغلب على الهوس بتحقيق الكمال

سر السعادة في العمل التركيز على التقدم بدلاً من الكمال مما يؤدي إلى تحقيق قدر أكبر من الرضا (رويترز)
سر السعادة في العمل التركيز على التقدم بدلاً من الكمال مما يؤدي إلى تحقيق قدر أكبر من الرضا (رويترز)
TT

نصائح للتغلب على الهوس بتحقيق الكمال

سر السعادة في العمل التركيز على التقدم بدلاً من الكمال مما يؤدي إلى تحقيق قدر أكبر من الرضا (رويترز)
سر السعادة في العمل التركيز على التقدم بدلاً من الكمال مما يؤدي إلى تحقيق قدر أكبر من الرضا (رويترز)

نصحت الدكتورة في مركز جامعة بوسطن لدراسات الاضطرابات والقلق، إلين هندريكسن، بضرورة التمييز بين السعي إلى الكمال والشعور الدائم بعدم الرضا عن النفس، ومن ثم العمل على تحقيق مزيد من النجاحات للتغلب على هذا الشعور.

وقالت هندريكسن لشبكة «سي إن إن» الأميركية، إن الكمال يمكن أن يبدو وكأنه «السعي إلى التميز من أجل التميز، ووضع معايير عالية، والعمل الجاد، والاهتمام العميق»، وهذه صفات إيجابية، وتُعدُّ مميزات لكثير من المهن -مثل الطيارين أو الجراحين- لكنها يمكن أن تنقلب إلى سلوك غير صحي.

وأضافت أنه في بعض الأحيان قد يكون الحل لتحسين الصحة -سواء العقلية أو العاطفية أو الجسدية- هو القيام بعمل أقل، وتعلُّم التخلِّي -حتى ولو قليلاً- عن تحقيق النجاحات.

السعادة تقل عند مقارنة نفسك بالآخرين (أرشيفية- رويترز)

وقالت إن الرغبة في الكمال لها عدة مصادر: يمكن أن تكون وراثية، أو من الأسرة، أو الثقافة الغربية؛ حيث تهيمن الرأسمالية والاستهلاك ووسائل التواصل الاجتماعي. وأضافت أن جائحة «كورونا» جعلت الأمر أسوأ.

وذكرت أن «الرغبة في الكمال نتيجة للوجود في نظام اقتصادي عازم على تجاوز القدرات البشرية»، ولفتت إلى أن الدراسات أظهرت أن معدلات الرغبة في الكمال آخذة في الارتفاع، وخصوصاً بين الشباب.

وقالت هندريكسن إنه ليس عليك خفض معاييرك، أو أن تكون أقل حماسة لتحقيق الكمال لتخفيف الضغوط النفسية.

وقدَّمت نصائح للتغلب على الهوس بالكمال:

قيمتك ليست بإنجازاتك

أكدت هندريكسن أن قيمة الإنسان تتجاوز ما يحققه من إنجازات.

وقالت: «نحن جميعاً نحدد أنفسنا بأدائنا، وبالطبع نكون فخورين بالدرجات الجيدة، أو الحصول على وظيفة ممتازة، أو تحقيق أهداف التمرينات الرياضية، ومن الطبيعي أن نشعر بالسوء أو خيبة الأمل عند عدم تحقيق الأهداف؛ لكننا في نهاية المطاف لا يتم تعريفنا فقط بأدائنا».

وأضافت أن خلط الأداء بالقيمة الذاتية يُسمى «المبالغة في التقييم»، والذي يمكن أن يؤدي إلى تقليل تقدير الذات «الذي يحدث عندما يصبح كل أداء استفتاءً على القيمة».

الناس يشعرون بعدم الثقة جرَّاء ضغوط في العمل (أ.ف.ب)

خفف من الانتقادات الذاتية

نصحت هندريكسن بالتقليل من أهمية الانتقادات الداخلية، وقالت إن «أولئك الذين يهدفون إلى تحقيق أهداف عالية، ويعملون بجد، ويهتمون بعمق، يأخذون الأمور على محمل الجد؛ لكن هذا يعني أننا نأخذ أفكارنا على محمل الجد أيضاً، فعندما نشعر بأفكار مثل (أنا لست جيداً بما فيه الكفاية)، أو (أنا مقصر)، نفترض أن هذه الأفكار صحيحة، ولكن في الواقع هي مجرد أفكار».

تعاطف أكثر مع ذاتك

قالت هندريكسن إن التعاطف مع الذات يوصف غالباً بأنه «التحدث إلى نفسك كصديق جيد»، وأضافت أن التعاطف يمكن التعبير عنه بكلمة واحدة، أو عبارة مثل: «أنت بخير»، أو أفعال مثل طلب مساعدة، أو تخصيص وقت للراحة أو الاستمتاع بالقهوة في الصباح، أو قراءة رواية قبل النوم، ويمكن أن يكون بعدم القيام بكل الأشياء التي تتوقعها من نفسك.

الضغوط النفسية تضر بالصحة (رويترز)

لا تقمع كسلك الداخلي

نصحت هندريكسن بأن تتجرأ على أن تكون غير منتج، وقالت: «افعل الأشياء التي تحبها، وليس لأنك يجب أن تفعلها، مثل أن تشاهد فيلماً كوميدياً، أو قضاء ساعة في عدم القيام بأي شيء سوى الغناء لقطتك».

أداء العمل وفقاً للمعايير

ونصحت هندريكسن بالحفاظ على أداء العمل بمعايير عالية؛ لكن مع التركيز على العمل، وليس على نفسك، وقالت: «لا تجعل ذلك يشبه الاستفتاء على شخصيتك».