طلال الحمود
إعلامي وكاتب سعودي، رئيس تحرير الأخبار الرياضية في قناة العربية.
TT

مؤامرة الكعكة

استمع إلى المقالة

مع بدء منافسات الموسم السعودي بمباريات كأس السوبر بدأت الشائعات تنتشر عن دعم النصر للفوز باللقب، من أجل التقاط صورة للنجم البرتغالي على منصة التتويج وسط هتافات الجماهير الآسيوية في مدرجات ملعب هونغ كونغ، وأمام عدسات مصوري وكالات الأنباء العالمية، غير أن النتيجة النهائية أسفرت عن خسارة رونالدو وفريقه وحصول الأهلي على الكأس، في مشهد برهن على أن الحديث عن المؤامرات لا يعني قدرتها على حرمان الطرف الأفضل من الفوز.

ويدور الحديث بصفة مستمرة عن صفقات تدار في الخفاء ومؤامرات تحاك من أجل توزيع كعكة الموسم على الأقوياء وحرمان البقية منها، حتى بات الأمر أشبه بالنقاش حول اتفاقية «سايكس بيكو» الشهيرة بين فرنسا وبريطانيا، واعتقاد شعوب الشرق الأوسط أنها ما زالت السبب في الحروب والكوارث الطبيعية التي حدثت منذ 1916 أو التي ستحدث مستقبلاً، خاصة مع اهتمام الشارع العربي بالشائعات وتفسيرها بحسب نظرية المؤامرة دون التأكد من صحة مضمونها قبل التعامل معها!

وقبل ثلاثة مواسم حامت الشبهات حول الاتحاد وحصوله على دعم لا محدود من أجل تتويجه بطلاً للدوري، وبات المدرج الأصفر أكثر قناعة بأن ما يجري خلف الكواليس يكفي لبعث التفاؤل بنيل بطولة الدوري، حتى بدأ بعض أنصار النمور يصدقون أن البطولة ستكون من نصيب فريقهم، ولم يدرك هؤلاء أنها مجرد حرب معنوية إلا حين شاهدوا لاعبي الهلال يحتفلون فوق المنصة، بعد النهاية الدراماتيكية التي عرفت انقلاباً أشبه بالمعجزة من خلال تغيير الطائي للبوصلة في المراحل الأخيرة ونقل الأفراح من جدة إلى الرياض.

ولم يختلف الوضع كثيراً في الموسم السابق، بعدما عاد الحديث قبل كلاسيكو الاتحاد والهلال عن مؤامرة لتوزيع ما تبقى على الطاولة بين الناديين، على طريقة «أمسك لي وأقطع لك» لتسهيل فوز الاتحاد ببطولة الدوري مقابل حصول الهلال على كأس الملك، وبالتالي خروج النصر والشباب والأهلي من الموسم بلا حمص، غير أن النهاية اتجهت إلى ما ينفي فكرة المؤامرة التي صدقها البعض وحذر من نتائجها، بعدما عانى عملاق آسيا الأزرق طويلاً قبل أن يحصل على مقعد في البطولة القارية.

سيستمر الحديث عن «مؤامرة مزعومة» واتفاقية سرية بين طرفين أو أكثر لتغيير مسار البطولات، وفي وسط عاصفة الشائعات الموسمية سينسى المشجع البعيد عن التفاصيل، أن فريقه المفضل خسر بفعل ما قدمه من عروض هزيلة ونتائج بائسة، ولن يلتفت إلى أن الحصول على اللقب يتطلب مواصلة الركض حتى الدقيقة الأخيرة بعيداً عن مطاردة الوهم، وفي المقابل ستبقى الشائعة تستهدف البسطاء ولن تجد مَن يتصدى لها في الوسط الرياضي، لاعتبارات من أهمها أن نفي الشائعة يعني بالضرورة انتشارها ورواجها من خلال القنوات الرسمية نفسها التي نقلت عبارات النفي.



المزيد من مقالات الرأي