طلال الحمود
إعلامي وكاتب سعودي، رئيس تحرير الأخبار الرياضية في قناة العربية.
TT

الأمتار الأخيرة

استمع إلى المقالة

نزل قرار نادي الهلال بتجديد الثقة في المدرب البرتغالي خورخي خيسوس قاسياً على أنصار الفريق، ومحبطاً لمن قادوا عشرات الحملات على منصات التواصل الاجتماعي للإطاحة بالرجل الذي قاد بطل الدوري السعودي إلى أفضل أيامه منذ سنوات طويلة، وفي المقابل جاء قرار استمرار العجوز البرتغالي في منصبه إنقاذاً لنظيره في الاتحاد رولان بلان وإنعاشاً لآمال «النمور» المرتبكة بحسم اللقب قبل أن يستعيد الهلال توازنه مع مدرب بديل.

ويحسب لمسؤولي نادي الهلال اتخاذ قرار الإبقاء على خيسوس وفق رؤية احترافية بعيداً عن الارتجالية وممارسات عصر الهواة، حتى لو كان الثمن التنازل عن رغبة الحصول على البطولة المحلية من أجل توجيه الجهد للمنافسة على كأس دوري أبطال آسيا للنخبة، خاصة مع الهبوط اللافت في مستوى اللاعبين وحاجتهم إلى مجهود مضاعف لمزاحمة الاتحاد بعدما ارتفع الفارق بين الفريقين إلى 7 نقاط مع تبقي 7 جولات من الدوري السعودي.

وعلى طريقة مصائب قوم عن قوم فوائد، نزلت التطورات الأخيرة في معسكر الهلال برداً وسلاماً على الاتحاد وأنصاره الذين يواجه فريقهم تراجعاً لافتاً في الأداء والنتائج، بدرجة لا تقل عن معاناة المنافس العاصمي من الإصابات وتخبطات المدرب، ويبدو أن تراجع مستوى الفرق القوية في المراحل الأخيرة من بطولة الدوري سيصبح مشهداً مألوفاً في السنوات المقبلة، مقابل حالات استثنائية نادرة يستطيع فيها أحد المنافسين الاحتفاظ بكامل قوته حتى النهاية، لاعتبار أن قدرة اللاعبين تتراجع باستمرار بفعل زيادة عدد المباريات وتأثير الإصابات وطول ساعات السفر، بدرجة يصعب معها مواصلة الركض بالمستوى نفسه خلال مراحل البطولة.

ومع أن هلال خيسوس لم يواجه في السابق مصاعب توازي ما تعرض له في الموسم الحالي، فإن معسكر الاتحاد عاش «كابوس» المراحل الأخيرة من الدوري طويلاً وتحديداً في السنوات الخمس الأخيرة، مما أفقده فرصة نيل اللقب أكثر من مرة، في مشهد تستدعيه ذاكرة أنصار الفريق كلما حانت لحظة الحسم، وربما يزيد من قلق مشجعي الاتحاد حال المدرب لوران بلان وفوضى الأفكار في رأسه، بدرجة أوصلت أنصار النمور إلى مرحلة عدم اليقين وعدم التفريق بين مواجهة الهلال أو الفتح بعدما أصبحت كل المباريات صعبة على كريم بنزيما ورفاقه، حتى ارتبطت فرحة الفوز على الهلال والأهلي والنصر بخيبة الأمل وخسارة النقاط أمام ضمك والفيحاء والأخدود.

عموماً... يحسب للسباق المتعثر نحو القمة أنه ساهم في إطالة عمر الدوري ومنحه نوعاً من الإثارة التي ستستمر حتى الجولة الأخيرة، وهذا من شأنه إنعاش الحضور الجماهيري وزيادة الاهتمام بالمباريات، بعكس ما حدث في الموسم الماضي حين انفرد الهلال باكراً وواصل حملته نحو اللقب دون مضايقة تذكر حتى من أقرب ملاحقيه، في مشهد لم يُضِف شيئاً للدوري السعودي باستثناء حصول فريق واحد على بطولات الموسم بلا منافسة حقيقية من بقية الأندية!