جوليان و إي بارنز ديفيد و إي سانجر
خدمة «نيويورك تايمز»
TT

روسيا وأميركا هل هما خصمان أم شريكان مستقبليان؟

استمع إلى المقالة

عندما يمثل رؤساء أجهزة الاستخبارات في البلاد أمام الكونغرس يوم الثلاثاء لتقديم أول «تقييم عام للتهديدات العالمية» خلال فترة ولاية الرئيس دونالد ترمب الثانية، فإنهم سوف يواجهون خياراً غير عادي.

ولكن هل يتمسكون باستنتاجهم الذي طال أمده بشأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن هدفه يتلخص في إنهاء الحكومة الأوكرانية و«تقويض الولايات المتحدة والغرب»، أم أنهم يصفون بوتين بمصطلحات يصفها ترمب وكبير مفاوضيه مع روسيا بهذه الأيام، بأنه شريك أعمال جدير بالثقة في المستقبل يريد ببساطة إنهاء حرب سيئة، والسيطرة على أجزاء من أوكرانيا التي هي على حقّ له، واستئناف العلاقات المنتظمة مع الولايات المتحدة؟

وقد أصبح هذا الاختيار المربك أكثر وضوحاً خلال الأيام الأخيرة، منذ بدأ ستيف ويتكوف، أحد أقدم أصدقاء ترمب من عالم العقارات ومبعوثه المختار إلى الشرق الأوسط وروسيا، في التعرف على العديد من نقاط الحوار المفضلة لدى بوتين.

وقد استبعد ويتكوف المخاوف الأوروبية من أن روسيا يمكن أن تنتهك أي وقف لإطلاق النار يتم الاتفاق عليه، ويجب تشكيل قوة حفظ سلام لردع موسكو. وفي مقابلة مع تاكر كارلسون، المذيع المؤيد لشعار «جعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، قال ويتكوف إن فكرة حفظ السلام كانت «مزيجاً من موقف وموقف آخر» من قبل أقرب حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي.

وقال إن هذه وجهة نظر نشأت عن «نوع من التصور بأننا جميعاً يجب أن نكون مثل ونستون تشرشل، والروس سوف يزحفون إلى جميع أنحاء أوروبا». ثم تابع قائلاً: «أعتقد أن هذا أمر منافٍ للعقل».

بعد ما يزيد قليلاً على 3 سنوات من تدفق القوات الروسية إلى كييف ومحاولة إطاحة الحكومة، جادل ويتكوف بأن بوتين لا يريد حقاً الاستيلاء على كامل أوكرانيا.

«لماذا يريدون ضم أوكرانيا؟» سأل كارلسون، «ولأي غرض بالتحديد؟ إنهم لا يحتاجون إلى ضم أوكرانيا». فهو يزعم أن كل ما تسعى إليه روسيا هو «الاستقرار هناك».

بين جميع انتكاسات تغيير مجرى الأمور في واشنطن هذه الأيام، ربما تكون وجهة نظر إدارة ترمب تجاه روسيا واستعدادها الظاهري للاعتقاد بأن بوتين هو الذي يجعل الحلفاء ومسؤولي المخابرات والدبلوماسيين أكثر حيرة وإرباكاً.

وحتى تولي ترمب منصبه، كان الإجماع في الرأي بين الولايات المتحدة وحلفائها هو أنهم كانوا ساذجين على نحو ميؤوس منه بشأن طموحات روسيا الحقيقية لفترة طويلة للغاية، وأنهم فشلوا في الاستماع بعناية إلى بوتين عندما جادل لأول مرة، عام 2007، بأن هناك أجزاء من روسيا تحتاج إلى العودة إلى الوطن الأم. ثم قام بغزو جورجيا، وأتبعه ضمّ شبه جزيرة القرم، ثم أرسل الجيش - من دون الزي العسكري - لشنّ حرب عصابات في منطقة دونباس.

ومع ذلك، كانت العقوبات بطيئة التطبيق للغاية، وكانت أوروبا بطيئة جداً في إعادة التسلح، وهذه نقطة يطرحها ترمب نفسه عندما يضغط على الأوروبيين للحصول على مزيد من الأموال للدفاع عن أنفسهم.

والآن، يرفض ترمب الاعتراف بما هو واضح من أن روسيا غزت أوكرانيا. وقد انتقد العديد من القادة الأوروبيين صراحة هذا الموقف، قائلين إنه حتى لو كانت الولايات المتحدة تسعى إلى تطبيع العلاقات مع روسيا فإنها لا تفعل ذلك. وصرّح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لصحيفة «نيويورك تايمز»، الأسبوع الماضي، قائلاً: «إنني لا أثق في بوتين».

ولكن بالنسبة لوكالات الاستخبارات الأميركية، التي من المفترض أن تستند وجهات نظرها إلى التحليل الدقيق للمعلومات المستمدة من مصادر سرية وأخرى مفتوحة المصدر، فليس هناك ما يشير إلى أن أياً من وجهات نظرها بشأن بوتين وطموحاته قد تغير. وعلى هذا، فإن الأمر سوف يرجع إلى تولسي غابارد، المديرة الجديدة لوكالة الاستخبارات الوطنية، وجون راتكليف، المدير الجديد لوكالة الاستخبارات المركزية، لكي يسيرا على نفس الخط الرفيع، المتمثل في وصف روسيا باعتبارها خصماً حالياً وشريكاً في المستقبل.

خدمة «نيويورك تايمز»