توصل العالم ماكجريجور إلى نظرية سلوكية شهيرة كثيراً ما يعايشها الناس في بيئات العمل. وهي مبنية على شقين مبنيين على ثلاثة افتراضات رئيسية.
الشق الأول أطلق عليه «نظرية X»، وهي تفترض أن البشر بطبيعتهم «كسالى» لا يحبون العمل، وهم بحاجة دائمة إلى توجيه، ورقابة، وينشدون الأمان وليس المسؤولية، أما الشق الثاني من النظرية «Y» فيفترض العكس، أي حب الناس الفطريّ للعمل، وأنهم يحفزون أنفسهم بأنفسهم، ويتقبلون المسؤولية، بل يطلبونها.
معضلة هذه النظرية تظهر حينما يخيم على المسؤول شعورٌ بأن من حوله لا يعملون إلا بدافعيته أو زجره ووعيده. هذه النظرة تولد رقابة صارمة، وسيلاً من الأوامر والنواهي. كما يعتقد صاحبها أن العقوبات والمكافآت هما ما يحرك الناس. هذه الثقافة تولد بيئة عمل مقيدة للإبداع ومنفرة وروتينية ويسعى كل فرد فيها «لإسكات المسؤول» بتنفيذ أوامره، باعتبار أن لديه عقدة افتراض بأن مهمته تتمثل في تحريك الكسالى من حوله!
على النقيض، حينما يفترض المسؤول أن من حوله يحبون العمل، ويمكن أن يبدعوا فيه، يبدأ بتمكينهم وتشجيعهم وتقديرهم ومنحهم مزيداً من الحرية للتألق. كل ذلك يولد بيئة عمل مرنة جداً، وتتمتع بمناخ داعم لكل مجتهد.
عقدة الافتراض عموماً، تولد مشكلةً أزليةً في نظرتنا للآخر. فهي مزيج من سوء الظن والمعلومات المغلوطة أو المبالغ فيها يترتب عليها صدامات مع من حولنا. ولذلك كان لا بد من التوازن.
تعد «نظرية X وY» نقلة نوعية في علم الإدارة والقيادة، حيث جاءت في حقبة الستينات عندما كانت المؤسسات في بدايات بواكير نموها وتوسعها الجغرافي، وجعلت المرء يفكر ملياً في كيفية تحقيق التوازن بين النظرتين كالانضباط والحرية، بحيث يحصل العاملون على الدعم اللائق من دون تسيب.
وكشفت الدراسات أن الناس بطبيعتها تحبذ نموذج «Y» الذي يشجع العاملين ويرفع رضاهم الوظيفي، ويعزز إنتاجيتهم، ويخفض من معدلات استقالاتهم. وهي ممارسة في الشركات المعاصرة بصورة أكبر. في حين أن نظرية «X» نجدها تُمارس لدى البعض في المؤسسات العامة التقليدية والمصانع ذات خطوط الإنتاج الصارمة.
من الحكمة موازنة المسؤول بين الانضباط والتمكين، فالموظف طاقة تُحفّز وليس آلة تُحرّك.