> تحفل الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية بكتابات نقدية عن الأفلام، بعدما شجّعت السوشيال ميديا، على اختلاف منابرها، كلَّ من لديه وجهة نظر أو رأي على الكتابة عن آخر فيلم شاهده في صالات المول. وإن لم يستطع، فهناك إمكانية لترجمة موادّ من مواقع أجنبية.
> لا بأس، فهذا هو واقع الحال ولن يتغيّر في المدى المنظور على أي حال. لكن ما هو مهم في هذا الشأن أن رقعة الكتابة النقدية عن الأفلام (بصرف النظر عمّن يقوم بها) اتسعت بسبب هذه التحوّلات الإعلامية، وأن النقد أو المراجعة باتا متوفرين للعديد من القرّاء.
> وما هو على الدرجة نفسها من الأهمية حقيقةُ أن اتساع رقعة قراءة النقد أو أي شبيه له ما زال محدوداً. فالغالبية الكاسحة من الناس لا تكترث لقراءة النقد (وكثيرون لا يكترثون لقراءة أي شيء آخر).
> دعونا لا نتخيّل أن كلّاً منا، نحن النقّاد الفعليين، فارسٌ مغوار. فالواقع يقول غير ذلك، بل ينذر بأن المستقبل ليس لمستوى الكتابة ولا لخبرتها، بل لنجاح بعضنا في البقاء حيّاً في هذه المهنة.
> الحل غير متوفّر، لأنه يحتاج إلى إعادة ترتيب البيت والانطلاق في بداية جديدة يقودها أصحاب الكفاءة. وغالبية هؤلاء سيّجوا جزيرتهم بحيث لا يخرجون منها ولا يسمحون لأحد آخر بالدخول إليها.
> يتطلّب الحل تآلفاً وتعاوناً، لا انكفاءً أو تناحراً. ولن ينال أحدٌ منا جائزة نوبل، بل بضع كلمات تأبين بعد مغادرته هذه الدنيا. لكن طالما نحن عليها، فإن رسالتنا هي الدفاع عن المهنة وقيمتها ومستواها، وهذا يتحقق أفضل بالتواضع والتعاون.
