واجه الشارع الرياضي في السعودية خيبة أمل كبرى عقب انتهاء مباراة منتخب بلاده ضد مضيفه الإندونيسي ضمن تصفيات كأس العالم 2026، وخسارته بهدفين أمام فريق شبه مغمور لا يمكن مقارنته بلاعبي المدرب الفرنسي هيرفي رينارد الذين قهروا الأرجنتين قبل نحو عامين في مونديال قطر 2022.
وزاد من مرارة الهزيمة أن الشهراني ورفاقه قدموا واحدة من أسوأ المباريات في تاريخ المنتخب الأخضر، حتى باتوا مع مدربهم في انتظار نتائج فرق المجموعة وإجراء حسبة معقدة يمكن لحاصلها أن يمنحهم بطاقة التأهل المباشر.
ما حدث للمنتخب السعودي في جاكرتا لا يمكن وصفه إلا بـ«المهزلة» ولا يمكن تبريره بقرارات حكم المباراة ولا غياب أكثر من لاعب مهم، ولا بتأثير أخطاء المدرب السابق الإيطالي روبرتو مانشيني، بعدما تحولت خطوط المنتخب إلى شوارع فسيحة تؤدي كلها إلى مرمى الحارس الكسار الذي ساهم في الحد من زيادة عدد الأهداف بالتصدي لأكثر من فرصة محققة للفريق الإندونيسي.
ومن غير المعقول أن ينجح لاعبو الأخضر في أداء مباراة مثالية أمام أستراليا، الخميس الماضي، ثم ينتكسون بهذه السرعة ويظهرون بمستوى أقل ما يقال عنه إنه يعكس حال اللاعب السعودي عندما يدخل في حالة لا مبالاة وشرود ذهني!
ويبدو أن المنتخب السعودي يعاني ترهلاً إدارياً وعدم قدرة على فرض الانضباط داخل المعسكر، خاصة أن بعض لاعبي المنتخب كانوا يتساهلون في أخذ الإنذارات في أثناء اللعب بطريقة توحي بعدم المبالاة، وليس آخرها الاحتجاج ضد الحكم بمناسبة ومن دونها والاحتكاك مع لاعبي الفريق المنافس بعيداً عن الكرة، كما فعل سعود عبد الحميد في المباراة الأخيرة مثلاً، ما يطرح التساؤلات بشأن قدرة الجهاز الإداري على تهيئة اللاعبين في المعسكر لإظهار القدر المطلوب من الجدية والانضباط في أثناء المباريات.
ومع أن المنتخب السعودي ليس بعيداً عن المركز الثاني المؤهل مباشرة إلى نهائيات كأس العالم، فإن الظهور الباهت أمام إندونيسيا يشير إلى أن «النسور الخضر» ربما يغيبون عن المونديال حتى لو كانت الحصة المخصصة للقارة الصفراء أكثر من ثمانية مقاعد، والأسوأ أن التأهل إلى البطولة العالمية بهذا المستوى سيقود لاحقاً إلى خيبة توازي ما حدث في اليابان وكوريا الجنوبية عام 2002، ومن ثمّ العودة إلى نقطة الصفر والدخول في دوامة البناء مجدداً.
عموما، لا يبدو المنتخب السعودي في أفضل حال ومن حسن حظ اتحاد كرة القدم أن الخسارة جاءت قبل فترة توقف التصفيات وبقاء أربعة أشهر قبل استئنافها، ما يعني أن هناك فرصة أخيرة لإصلاح الخلل ومعالجة الأخطاء الفنية والإدارية، بعيداً عن المقارنات والحديث عن تعثر بطل كأس آسيا منتخب قطر أو تراجع نتائج أستراليا أو عدم قدرة كوريا الجنوبية على تخطي فلسطين، لأن علة «النسور الخضر» لا يمكن معالجتها بالاصطفاف إلى جانب المتعثرين، ولا بالتعامل مع إخفاق المنافسين على أنه جائحة وصلت إلى المنتخب السعودي وأصابته بعدوى فيروس كورونا!