عبد العزيز الغيامة
صحافي سعودي منذ 1998 وحاصل على وسام الإعلام الرياضي العربي من الاتحاد العربي للصحافة الرياضية عام 2022 ورئيس لقسم الرياضة في صحيفة «الشرق الأوسط»
TT

«لا تجاملوا نيمار» على حساب الهلال!

استمع إلى المقالة

منذ أسابيع والأخبار القادمة من البرازيل تشير إلى أن عودة نيمار جونيور إلى ناديه سانتوس أو غيره من الأندية تبدو فكرة واقعية ومقبولة؛ لاعتبارات عديدة من المسؤولين هناك، لكن الحقيقة أن نادي الهلال يتعين عليه أن يفكر بمنطقية وعقلانية في مستقبل هذا اللاعب.

لماذا يجب على النادي الأزرق أن يفكر بمنطقية وعقلانية تجاه نيمار؟... في تقديري أن الهلال تنتظره مشاركة تاريخية وغير مسبوقة على مستوى الأندية السعودية في منتصف يونيو (حزيران) المقبل، والمتمثلة في كأس العالم للأندية بنظامها الجديد حيث 32 نادياً يتنافسون للفوز باللقب.

هذه البطولة تحديداً بحاجة إلى تجهيز حقيقي وتقوية مدروسة لتشكيلة الهلال، على اعتبار أن نجاحه في بلوغ أدوار متقدمة سيكون لافتاً لأنظار العالم في وجود أندية كبرى مثل ريال مدريد ومانشستر سيتي وليفربول وتشيلسي وإنتر ميلان ويوفنتوس وباريس سان جيرمان وبايرن ميونيخ وغيرها.

لا شك على الإطلاق أن قيمة نيمار الفنية لا يمكن مناقشتها هنا، وكذلك الحال لشهرته العالمية وحضوره التسويقي الذي يفرض نفسه على كل نادٍ في العالم، لكن أيضاً لا شك على الإطلاق في أن الفائدة المستدامة داخل الملعب من هذا اللاعب معدومة ليس فقط مع الهلال، وإنما أيضاً حينما كان يلعب مع باريس سان جيرمان، والأسباب كثيرة جداً والأرقام خير شاهد على ذلك.

نيمار... لاعب غير منضبط فنياً والإصابات تلاحقه في كل مكان مع ناديه ومنتخبه وفي بيته وأي مكان يوجد فيه.

«ساقاه الزجاجيتان» معرضتان للتلف في أي لحظة، دون الحاجة للاصطدام بلاعب آخر أو تدخل عنيف أو بسيط... هكذا يصاب في حركات عابرة في الميدان كما حدث له في كثير من المباريات التي أصيب فيها مع الهلال أو منتخب البرازيل أو سان جيرمان أو حتى برشلونة.

وفقاً لـ«ترانسفير ماركت» تعرض نيمار لـ39 إصابة قوية في مسيرته الكروية، غاب خلالها عن 230 مباراة سواء للأندية التي كان يلعب معها أو منتخب البرازيل؛ منها 700 يوم عن فريق باريس سان جيرمان في الفترة ما بين 2017 و2023، كما غاب 147 يوماً عن برشلونة خلال أربع سنوات قضاها مع النادي الكاتالوني، إلى جانب غيابه 396 يوماً عن الهلال، فضلاً عن الستة أسابيع المقبلة.

المشاركة العالمية لا يمكن تبرير حضور لاعب فيها لأسباب خارج الملعب؛ بل يجب أن يكون وجوده من منطلق فني بحت لمساعدة ناديه لتحقيق تطلعات جماهيره.

على «المسؤولين» ألا يجاملوا في «مستقبل نيمار» مع الهلال، و الإدراك أن المنافسة في كأس العالم للأندية صعبة، والاعتماد على مثل نيمار قد لا يحقق الفائدة المرجوة منه كما لا يمكن المغامرة على مشاركته في ظل المسيرة الطويلة للاعب حيث الإصابات وعدم الانضباط و«غياب الشغف في داخله».

كرة القدم لا يكفي أن «تُظهر الغضب أو البكاء عند الإصابة»، بل كيف تعالج عضلات جسمك للوصول إلى أن تكون قوياً كما يفعل زملاؤك المتميزون مع أنديتهم.

«تشكيلة الهلال» أمامها فرصتان لتعزيز الصفوف وتقوية الخطوط قبل الدخول في معترك صعب جداً جداً.

هذه ليست «بطولة محلية» أو «دوري النخبة الآسيوي» يمكن فيها الصبر على مثل نيمار... هذه «كأس العالم للأندية»... كل العيون ستتجه إليها.